وانا مع بغداد في فكري ووجداني تأملت رائعة الشهيد مثنى، قرأتها كأني اقرأها بشكل اخر هذه المرة أو اني اعيد فهمها من جديد، كان الشهيد مثنى يناجي فلسطين، وانا اناجيهما معا بغداد وفلسطين، فكلاهما ادماهما نفس الوحوش واستهدفهما ذات الاثمين، بمنهج واحد هو الارهاب والبغي والاستكبار والعدوان، وبذات الطريقة القتل والجريمة والفتن وتزوير الحقائق والتضليل والقوة الغاشمة، واعتمد الغزاة على نفس الادوات الانظمة العميلة والمرتزقة الفاسدين المتاجرين بالدين والوطن، من بائعي الضمائر والشرف والمنحرفين عن سواء السبيل، نعم قرأتها كالاتي:

نص  قصيدة مثنى : لو شيدوا الجدران من حولنا

وقلت لمثنى نعم فعلوها فقد جعلوا كل جزرة وسطية لشوارع بغداد واخواتها مدن العراق جدرانا فاصلة، تماما كما هو نهجهم بفلسطين.

نص  قصيدة مثنى: وحرموا الرؤية ما بيننا

وهذه وربك فعلوها فستة ملايين مهجر ومهاجر داخل وخارج العراق ومليون في سجون الاحتلال ومرتزقته وثلاثة ملايين شهيد والشعب كل الشعب مطلوب بتهمة مقاومة الاحتلال.

نص  قصيدة مثنى  : لو خنقوا ملأ رؤيانا السنا

                        وسمموا بالحقد زورا حكاياتهم

                        عنا الندى والصبح والسوسنا

لا يا مثنى في هذه زادوا على وصفك وعجزت كلماتي ان تصف ما فعلوه، فلم يتعرض بلد وشعب وحزب ونظام وقيادة وقائد لما تعرضنا له في العراق، لقد حرقوا وسرقوا الاثار ودمروا البناء ليظهروا العراق والبعث وقيادتهما عكس ما تشير الوقائع والادلة،  وهذا ما عملته امريكا والصهيونية وحكومة ايران والاعلام كله بما فيه من ينسب للعرب عملوا بكل امكاناتهم على تزوير الحقائق، أن ما جرى في هذا أكبر من تصفه كلمات وجمل وحروف.

نص  قصيدة مثنى: لوسمرونا الف عام على صليبنا

نعم ايها الرفيق الشهيد لقد قتلوا كل مؤمن شريف واستهدفوا القرآن والانجيل منذ الف عام وما زالوا مستمرين بفيهم واستكبارهم وبغيهم ولكن الله القوي العزيز قال مكروا ومكرنا والله خير الماكرين،سنستمر في طلبهم داخل ارضنا حتى يحكم الله بيننا والله خير الحاكمين.

نص  قصيدة مثنى: لو نهشوا لحمنا

نعم لقد فعلوها وزادوا على الوصف بجرائمهم، فانتهكوا الاعراض وقتلوا الاجساد وساموا الويل للعباد وملئوا بالجثث المجهولة شوارع بغداد، وارتكبوا جرائم لن تفعلها الوحوش في أم قصر وذي قار والنجف وديالي ونينوى والتاميم والانبار وميسان والبصرة وكل مدن وقرى العراق، وتظل الفلوجة تمثل اكبر تعدي اجرامي ووحشية في التاريخ على الحياة الانسانية وقوانينها وقيمها، لقد تعدوا على براءة وحوش الغاب وطبعها وقانونها (القوي يأكل الضعيف) فتلك البهائم تقتل لتعيش ولا تقتل الا لذلك وهؤلاء يقتلوا لاجل القتل بغيا وارهابا للناس.

نص  قصيدة مثنى: لو قطعونا قطعة قطعة

نعم لقد حاولوا وما زالوا يريدوا تقطيع العراق كوطن وارض، واستخدموا اقذر الاساليب واخس الوسائل واكبر المنكرات، لأجل تحقيق ذلك، فقد سعوا للفتنة الطائفية والعرقية وقتلوا وفجروا المأذن ومراقد الصالحين وحرقوا الكنائس والمساجد سعيا لتحقيق الفتنة وتنمية النزاع والاقتتال بين الاخوة ابناء الوطن الواحد وتقطيع أوصالنهم، اولئك الذين عاشوا دهورا وحققوا افضل علاقات الود والحب والابداع البشري ليؤسسوا للحياة الانسانية المثلى بين البشر.

نص  قصيدة مثنى: حبيبتي لن يقتلوا حبنا

نعم يا مثنى بارادة الله وهديه ومنته وفضله لن يقتلوا حب العراقيين لبعضهم ولا حب العرب للخير والسلام والألفة بين الامم والشعوب، وقسما ببغداد سنظل تحمي المقدسات والقيم العظيمة التي جبل عليها العرب، وندافع عنها ونسعى لتطويرها وتعميقها ليكون الانسان بحق خليفة في الارض كما اراده الله.

نص  قصيدة مثنى: لن يوغروا الشمس، فان الشمس يا حبيبتي أمنا

نعم ايها الغائب الحاضر وكل شهداء العراق والعروبة والاسلام وكل من قدموا انفسهم قرابين للتجسيد المعنى القيمي والاخلاقي لخلق الانسان، لن يستطيع كل ظلام الارض ان يطفئ نور شمعة، فكيف عندما تحميها الصدور العامرة بالايمان والواثقة بنصر الرحمن والذين يعجز عن وصفهم البيان، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

تحية لبغداد ومجدها الثر وحاضرها المجسد لقول الله (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون* اؤلئك عليهم صلوات من ربهم وؤلئك هم المهتدون)، فالشمس رمز النور ولا نور الا نور الله ودينه الذي بعث به المرسلون، ليخرج الناس من الظلمات الى النور، وانشاء الله نحن جند الله له مسلمون وعليه متوكلون ومن نصره واثقون.