شبكة ذي قار
عـاجـل










دور مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي في نضال شعب العراق

فهد الهزاع

 

عانت الحركة الوطنية والقومية من انتكاسة حقيقية بعد عودة الاحتلال البريطاني للعراق عام ١٩٤١، واعدام قادة ثورة مايس التحررية.

ولكن سرعان ما استعادت الجماهير زمام المبادرة وواصلت نضالها التحرري ونجحت بتفجير انتفاضة شعبية عارمة بلغت ذروتها في السابع والعشرين من كانون الثاني عام ١٩٤٨، حيث نجحت الوثبة الوطنية التي شارك بها البعثيون الأوائل في اسقاط معاهدة بورتسموث الاستعمارية الجائرة التي كبلت استقلال العراق وأضفت الشرعية على الاحتلال البريطاني.

لقد أثار إعلان قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في الخامس عشر من أيار عام ١٩٤٨ حمية شعب العراق والأمة العربية فتحركت الجيوش العربية والمتطوعين لنجدة شعب فلسطين، وكان للجيش العراقي الباسل بطولات خالدة في جنين والخليل وغيرها من المدن ضد العصابات الصهيونية.

ورغم انتصارات جيش العراق البطل لكن التدخل البريطاني الوقح لنجدة الصهاينة وإجبار الأنظمة العربية على القبول بالهدنة كرس الوضع القائم ومنع تحرير بقية مدن فلسطين، مما أثار غضب القوات العراقية العائدة للعراق عام ١٩٤٩ فولدت فكرة تكوين تنظيم ثوري سري للضباط الوطنيين والذي تبنى مسمى تنظيم الضباط الأحرار تيمناً بثوار ٢٣ تموز عام ١٩٥٢ في مصر.

وواصلت الجماهير نضالها ففجرت انتفاضة شعبية عارمة في تشرين الثاني عام ١٩٥٢، وكان لصناديد البعث دور بطولي في انتفاضة تشرين تحدثت عنه الصحف العراقية آنذاك بإسهاب.

ورغم وعود السلطة بإجراء انتخابات نيابية حرة إلا أنها سرعان ما نكثت بوعودها وتدخلت بالانتخابات ثم قررت حل مجلس النواب الذي لم يعقد إلا جلسة واحدة عام ١٩٥٤، كما قررت حل الأحزاب وتعطيل الصحف المعارضة وحظر النشاط السياسي والنقابي والشعبي المناهض للنظام الملكي.

لقد استغلت بريطانيا الحلف الاستعماري الذي أجبرت النظام الملكي في العراق على الدخول فيه مع إيران وتركيا وباكستان عام ١٩٥٥ كي تستخدم أرض العراق منطلقاً للعدوان على مصر، بالاشتراك مع فرنسا والكيان الصهيوني في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام ١٩٥٦.

إن العدوان الثلاثي على مصر كان الشرارة لاندلاع انتفاضة تشرين الشعبية ثأراً لكرامة العراق والأمة، وقد ساهم أبطال البعث في الانتفاضة التشرينية وكان لهم دور مهم ورئيس في توحيد تنظيم الضباط الأحرار وجمع القوى السياسية المعارضة في جبهة الاتحاد الوطني عام ١٩٥٧.

لقد كانت ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت الجمهورية حصيلة نضال الشعب وقواه الوطنية والقومية، وثمرة التعاون بين جبهة الاتحاد الوطني وتنظيم الضباط الأحرار والتي كان للبعث فضل فيها.

ورغم الدور المهم للبعثيين من المدنيين والعسكريين في انجاح الثورة ومشاركة الحزب في حكومة ١٤ تموز، إلا أن القوى الشعوبية بتحريض من عبد الكريم قاسم كان لها الدور الرئيس في تخريب جبهة الاتحاد الوطني وحرف الثورة عن مسارها الوطني والقومي وتشويه صورتها وارتكاب المجازر في الموصل وكركوك وغيرها من مدن العراق.

ولكن البعث تصدى بشجاعة للشعوبية الحاقدة وفجر ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ التي أطاحت بالحكم القاسمي الشعوبي، كما نجح الحزب بعد ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ بإزالة أخر آثار الاستعمار البريطاني وذلك بتأميم النفط العراقي في الأول من حزيران عام ١٩٧٢.

إن الوضع في العراق بعد الاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣ بات أسوأ مما كان الوضع عليه قبل ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨، وذلك من خلال عودة النفوذ الأجنبي وتفشي الفقر والجهل والأمية والأمراض وتسلط الرجعية المحلية ممثلةً بالكهنوت الديني والزعامات العشائرية والاجتماعية وغياب القانون.

ولكن أحرار العراق الذين فجروا ثورة تشرين الأول عام ٢٠١٩ بالمرصاد للقتلة والسراق، مسترشدين بالثورات الوطنية في العراق وملاحم القادسية وأم المعارك والحواسم.

 

ويواصل شعب العراق الثائر وفي طليعته صناديد البعث بقيادة الرفيق المجاهد أبو جعفر أمين سر القطر كفاحه العادل ضد الاحتلال الإيراني وعملائه، مسترشداً بتضحيات شهدائه الأبرار يتقدمهم الرفيق المجاهد صدام حسين والرفيق المجاهد عزة إبراهيم.

إن فجر الحرية قادم لا محالة بهمة أحرار الشعب ومناضليه.

وما ضاع حق وراءه مطالب.




الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة