شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة البعث المظفرة في ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨:

 ثورة الانتصارات في العراق والمنجزات الشامخة

فهد الهزاع

 

حينما فجر البعث ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ الخالدة، استبشرت جماهير شعب العراق والأمة بتخلصها من الحكم الشعوبي القاسمي الفردي وعودة الوجه العربي للعراق الذي غيبه عبد الكريم قاسم.

لكن قوى الثورة المضادة انقضت على ثورة الرابع عشر من رمضان بانقلاب عسكري رجعي في الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٦٣، وتراجعت عن ميثاق ١٧ نيسان للوحدة الاتحادية مع سوريا ومصر وأعادت الحكم الفردي القمعي مجدداً.

لقد قاوم مناضلي البعث ردة تشرين السوداء منذ يومها الأول وبدأت قيادة الحزب التحضير لعملية الاطاحة بحكم عبد السلام محمد عارف، ولكن السلطة القمعية اكتشفت العملية الثورية الجريئة للبعث فشنت في الخامس من أيلول عام ١٩٦٤ حملةً شعواء ضد الحزب وكوادره والمتعاطفين معه.

إلا أن الأسباب التي دفعت الحزب للتخطيط لتغيير نظام الحكم بقيت ماثلة، وذلك لضعف السلطة والصراعات بين أقطابها وانتشار شبكات التجسس الأجنبية في عموم القطر.

لقد وضعت قيادة الحزب خطةً محكمة للثورة، واستنفرت الجهاز الحزبي استعداداً ليوم الحسم المنتظر.

وفي السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨ انتشر أبطال البعث الميامين على مداخل الطرق الرئيسية وسيطروا على دوائر الدولة الحيوية ومؤسساتها الرسمية، ليعلنوا اسقاط حكم عبد الرحمن محمد عارف وعودة السلطة للحزب بثورة بيضاء لا مثيل لها.

كما باشرت القيادة على الفور في الإعداد لانتفاضة بيضاء تطهر ثورة البعث من قوى الثورة المضادة، فكان بيان مجلس قيادة الثورة في الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ إعلاناً لانتصار الثورة وتخلصها من بقايا العهد البائد.

لقد حققت ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز العديد من المنجزات العملاقة كتأميم النفط وحل القضية الكردية وتصفية شبكات التجسس الأجنبية وإعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وضمان حرية التنظيم النقابي والمهني وتطوير الجيش وتسليحه وعمليات الانتاج والتصنيع وتشييد الطرق والجسور والمصانع والمباني والمدارس والمعاهد والجامعات والمعالم الخالدة، واصدار قوانين العمل والاصلاح الزراعي ومحو الأمية ومجانية التعليم والحكم الذاتي لمنطقة الحكم الذاتي والتشريعات التي تخدم الطبقات الكادحة وتشجع التجارة وتحفظ حقوق المواطنين والمقيمين على امتداد العراق.

كما دعمت سلطة البعث التقدمية المقاومة الفلسطينية وحركات التحرر بالمال والسلاح، ولم تبخل على أي قطر من أقطار الوطن العربي بالمساندة سياسيةً كانت أو عسكرية أو اقتصادية.

وعززت ثورة البعث العظيمة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وذلك من خلال انتخابات المجلس الوطني ومجالس الشعب المحلية والاستفتاء الشعبي الحر على موقع رئيس الجمهورية.

كما أن تخلي الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر عن الموقع الأول في قيادة الدولة لظروفه الصحية وتسليمه الراية للرفيق الشهيد القائد صدام حسين الذي انتخبه مجلس قيادة الثورة خلفاً له في السادس عشر من تموز عام ١٩٧٩، هي الحالة الوحيدة لانتقال السلطة سلمياً وبشكل ديمقراطي في تاريخ العراق المعاصر.

لقد صمدت ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز في وجه العدوان الإيراني والصهيوني والثلاثيني الغاشم وحققت النصر العظيم في قادسية صدام المجيدة وأم المعارك الخالدة، وتحدت الحصار الدولي الجائر وأحبطت المؤامرات التي تهدف لإسقاط سلطة البعث الثورية.

إن فشل محاولات اسقاط النظام الوطني دفعت الإدارة الأمريكية والدوائر الغربية والصهيونية لارتكاب جريمة غزو العراق في العشرين من آذار سنة ٢٠٠٣ واحتلاله في التاسع من نيسان سنة ٢٠٠٣، وتسليمه لإيران التي هيمنت عليه ونهبت ثرواته بمعونة عملائها الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق العراقيين وعاثوا فساداً وخراباً في العراق كله.

ولكن شعب العراق المجاهد يحدو ركبه فرسان البعث بالمرصاد للاحتلال الإيراني وعملائه، حتى تحرير العراق وتخليصه من عصابات القتلة واللصوص التابعة لحكام طهران.

 تحية اعتزاز ووفاء لثوار ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وعلى رأسهم الرفاق القادة: أحمد حسن البكر وصدام حسين وعزة إبراهيم وطه ياسين رمضان وصالح مهدي عماش.

تحية فخر وولاء للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسها الرفيق القائد علي الريح السنهوري ولقيادة قطر العراق وعلى رأسها الرفيق القائد أبو جعفر.

المجد والخلود لشهداء البعث والعراق والأمة.




الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة