شبكة ذي قار
عـاجـل










شعلة البعث المتوهجة في عيده السادس والسبعين تنير درب أحرار الأمة وثوارها

فهد الهزاع

 

 ما بين الرابع والسادس من نيسان عام ١٩٤٧ اجتمعت في مقهى الرشيد في دمشق كوكبة من الشباب العربي المؤمن بحق الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية والمتحمس للنضال من أجل تحقيق أهدافها المشروعة، فصاغوا دستوراً للحزب ونظاماً داخلياً وانتخبوا قيادةً للحزب على رأسها القائد المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق.

وفي السابع من نيسان عام ١٩٤٧ أصدر المؤتمر القومي الأول بيانه التاريخي الذي أعلن من خلاله اختتام أعمال المؤتمر التأسيسي ونص على مقرراته، فأصبح هذا اليوم عيداً للحزب تحتفل فيه جماهيره على امتداد الوطن العربي بذكرى ميلاده العطرة.

إن نضال البعث في القطر السوري قد سبق مؤتمره التأسيسي فقد تشكلت نواة الحزب في أواخر عام ١٩٤٠، وتطوع الرعيل الأول من البعثيين لنصرة ثورة مايس التحررية في العراق ضد الاحتلال البريطاني عام ١٩٤١ وكان لهم شرف التصدي للمحتل الفرنسي في سوريا عام ١٩٤٥.

وقد ترك الحزب له بصمة في الأقطار العربية كلها تخلد كفاحه ضد الاحتلال الأجنبي والاستبداد المحلي، ونضاله من أجل انتزاع حقوق الشعب وطبقته الكادحة.

لقد كان البعث طرفاً أساسياً في الحركة الوطنية في أي قطر عربي منذ ميلاده، ولم يتخلف يوماً واحداً عن معارك الشعب والأمة ضد الغزاة والطغاة من أجل الكرامة والتحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.

ولهذا تعرض الحزب لحرب شعواء من القوى الدولية والرجعية المحلية والأنظمة العميلة لخطورة فكره القومي التقدمي عليها، فقدم الحزب مئات الآلاف من الشهداء من خيرة مناضليه والمعتقلين على امتداد وطننا العربي الكبير.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو أول من ربط بين القومية والاشتراكية، كما تفوق على القوى القومية بوجود قيادة قومية على رأس هرمه الحزبي تحافظ على وحدته وسلامة تنظيمه ونهجه القومي التقدمي.

وقومية البعث إنسانية حضارية ديمقراطية تحترم القوميات الأخرى وتؤمن بحقوقها المشروعة، واشتراكية البعث عربية تلبي احتياجات الجماهير وتطلعاتها وليست مستوردة من الخارج.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب فلسطين بامتياز فقد تطوع الرعيل الأول من البعثيين لقتال العصابات الصهيونية بعد تأسيس الحزب مباشرةً، وتعاون الحزب مع الفصائل الفلسطينية في كفاحها المسلح قبل تأسيس جبهة التحرير العربية بقرار من القيادة القومية للحزب نهاية عام ١٩٦٨ والتي انطلقت عملياتها الفدائية ضد العدو الصهيوني في السابع من نيسان عام ١٩٦٩ بدعم النظام الوطني في العراق ومساندته.

لقد كان البعث أول من دعا للوحدة بين مصر وسوريا وساهم بقوة في تحقيقها في الثاني والعشرين من شباط عام ١٩٥٨، وتصدى للانفصال في الثامن والعشرين من أيلول عام ١٩٦١ وساهم بالتعاون مع القوى القومية في تفجير ثورة الثامن من أذار عام ١٩٦٣ واسقاط الحكم الانفصالي.

ويشهد تاريخ العراق المعاصر للبعث بأنه هو من قاد النضال الوطني والقومي منذ الخمسينيات، ورغم ارهاب النظام القاسمي والقوى الشعوبية ضد الحزب وكوادره خصوصاً عام ١٩٥٩ إلا أن البعث نجح في تفجير ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ وتشييد سلطة الحزب الثورية الاشتراكية التي نجحت في صياغة ميثاق الوحدة الاتحادية بين العراق ومصر وسوريا والتوقيع عليه في القاهرة في السابع عشر من نيسان في العام ذاته.

ورغم الضربات التي وجهها النظام العارفي للحزب بعد ردة الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٦٣ وخصوصاً بعد الرابع من أيلول عام ١٩٦٤ وكذلك النظام الفاشي المنتحل لاسم البعث في سوريا بعد ردة الثالث والعشرين من شباط سنة ١٩٦٦، إلا أن البعث نهض كطائر العنقاء من تحت الركام ليفجر ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ ويحقق نهضة العراق الكبرى في العصر الحديث.

لقد أرعب نظام البعث ومنجزاته على الصعد كافة أعداء العراق والأمة فشنوا المؤامرات الرامية لإسقاط الحكم الوطني، ولكن شعب العراق وقيادته المجاهدة وجيشه الباسل وحزبه الجسور تمكنوا من تسجيل أروع الانتصارات خصوصاً في القادسية ضد العدو الإيراني وأم المعارك ضد الحلف الثلاثيني العدواني، فقررت الإدارة الأمريكية ارتكاب جريمة غزو العراق في العشرين من أذار سنة ٢٠٠٣ واحتلاله في التاسع من نيسان في السنة ذاتها.

وقد تعرض الحزب لأشنع عملية اجتثاث عرفها التاريخ بعد الاحتلال الأمريكي والإيراني، وقدم مئات الآلاف من الشهداء الأبرار في مقاومة الغزاة وعملائهم.

ولكن البعث الذي فجر أسرع مقاومة في التاريخ نجح بالصمود، وطهر صفوفه من المتخاذلين والانتهازيين.

إن البعث بتركيبته التي تضم شرائح المجتمع وأطيافه كافة، ونضاله الطويل وخبرته المتراكمة هو صمام الأمان لجماهير الأمة لتجاوز المنعطف الخطير الذي تمر به.

 

تحية فخر واعتزاز لشهداء البعث ومناضليه يتقدمهم الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق والرفيق القائد الخالد صدام حسين والرفيق القائد الأمين عزة إبراهيم.

تحية ولاء وتقدير للقيادتين القومية والقطرية للحزب يتقدمهما الرفيق القائد المجاهد علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد والرفيق القائد المجاهد أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق.






الاثنين ١٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة