شبكة ذي قار
عـاجـل










 الديمقراطية في العراق المحتل

 

لا زلنا، رغم مرور ٢٠ سنة على غزو العراق واحتلاله وتدميره، نسمع من بعض دول العالم ومن مجاميع العصابات التي سلطها الاحتلال على مقدرات العراق، عن مصطلح اسمه (الديمقراطية).

نسمع عنها من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة ومن (بعض) المنتفعين من عملية الاحتلال السياسية في العراق، عندما ينتفعون أو ترتفع مناسيب انتفاعهم، ونسمع النقيض منهم ذاتهم حين يخسرون وتتضاءل حصصهم.

نسمع عن الديمقراطية في العراق الممزق أشلاء فيكون رد فعلنا صعود معداتنا إلى بلاعيمنا وبتفريغ محتوياتها لتذيقنا بعض مرارات الديمقراطية التي يتحدثون عنها بلا حياء.

لنتحاسب عن ديمقراطية العراق المحتل من أكثر من دولة:

تجري في العراق انتخابات منذ سنة ٢٠٠٥، فلا أحد يستطيع انكار حصولها ولكن في نفس الوقت لا أحد يستطيع أن يقول بأنها انتخابات ديمقراطية، بل هي ممارسة مفروضةً فرض على شعبنا ونتائجها محسومة سلفاً وموزعة على الأطراف التي تعاقدت مع دول الغزو وخاصة في مؤتمر لندن، ولم تصل مشاركة شعبنا فيها في أحسن الأحوال وتحت كل ظروف الضغط والتهديد أكثر من ٢٠ بالمئة.

وقد كان العراق قبل الغزو يمارس الانتخابات البرلمانية (المجلس الوطني) وكان مجلس العراق الوطني طرفاً فاعلاً في تكوين وتسيير الدولة العراقية الوطنية وفاز في عضويته عراقيون وطنيون مستقلون وآخرون من أحزاب سياسية عراقية مختلفة معروفة، وكان عندنا مجالس تنتخب في منطقة الحكم الذاتي أيضاً وبشكل دوري.

يبدو أن الديمقراطية العراقية غير مقبولة ولا تعتبر ديمقراطية إلا إذا جاء بها غزو مجرم واحتلال مدمر.

يبدو أنهم يحسبون تشكيل طبقة من المنتفعين، من أحزاب وميليشيات وعصابات تنهب المال العام ويبقى العراق بلا زراعة ولا صناعة ولا كهرباء ولا وظائف ولا تعليم فعال ولا خدمات صحية جيدة، ويتحول ملايين العراقيين إلى مهاجرين ونازحين ومعتاشين على القمامة، وتحت خط الفقر، وفي السجون والمعتقلات، هي الديمقراطية، وإلا فأين هي الديمقراطية التي يتحدث عنها مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو حكومات وإعلام أمريكا وبريطانيا ومن لف لفهم؟

أم تراهم يقصدون بالديمقراطية تحويل العراق إلى بلد تعصف به التفجيرات بالمفخخات والقنابل لسنوات طوال، ثم سال الدم العراقي أنهاراً في الاستهدافات الطائفية الفارسية، تلتها دماء وخراب مدن على يد داعش التي صنعتها عقول شريرة من الذين تحالفوا على غزو العراق ومرتزقتهم من أحزاب إيران وأتباعها.

الديمقراطية التي يتحدثون عنها هي فقط شماعة من شماعات التغطية على جريمة تدمير العراق وإذلال شعبه ليس إلا، ونحن نثق أن شعبنا لم ولن يسكت بل سيثأر لسيادة وطنه ولكرامته ويعيد العراق عربياً شامخاً أبياً بعون الله. 




الاربعاء ٥ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة