شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ فترة قصيرة طلع علينا أحد الرفاق في حزبنا المناضل ببدعة ( تَقليعة ) تدعو الى التجديد في كل الأفكار القومية ومنها البعث العظيم، وقلنا في وقتها انَّ البعثَ خالدٌ في روحه وأهدافه النبيلة الكبرى، ولكنَّه قابل للتطوير والاضافة في الفكر والتطبيق وحسب مستجدات المرحلة التي تمر بها الأمة، وما ينشأ من مستجدات وظروف جديدة تتطلب مواءمة العمل النضالي وفق ما تفرضه هذه المتغيرات.فالبعث ليس فكراً جامداً بلا روح، بل هو حيٌّ على طول الزمان، نابض بالحياة، هو فكر حيويٌّ وليس فكر مُحنَّطاً.لكن أنْ يكون التجديد بنسف هذا الفكر القومي العظيم، وشطبه من التاريخ فهذا الذي لا نقبله ونعتبره غزواً لتاريخ البعث النضالي الطويل الذي يمتدّ لأكثر من سبعين سنة ماضية.حُفرَت صفحاته بأحرف من نور خطَّتها دماء المناضلين عبر هذه السنين الطوال في كل أرجاء العروبة، وكان للعراق العظيم النصيب الأكبر في كل هذه التضحيات الجسام التي أسَّست لتجربة رائدة للبعث في قيادة العراق والأمة، تجربة راقية عظيمة رُقيّ الرجال الأشاوس العظام الذين قادوا هذه التجربة البعثية الراقية ومسيرتها العظيمة، رُقيّ رفاقهم المناضلين في القطر العراقي.

أقول، كان ردُّنا على هكذا تقليعات أنَّ غايتها تشويه صورة البعث، ومحاولة النيل من فكره المتدفق بالحيوية والتألق والرقيّ في كل مراحل نضاله، وهي محاولات للانتقاص من قيمته وشعبيته القومية التي ترسخت عبر نضال طويل غير مسبوق في تاريخ الأمَّة المعاصر.

وبالتأكيد فهكذا محاولات لن يُكتَب لها النجاح، وستُفنى وتتكسَّر على جدار البعث الصلب.واليوم وفي هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة، وتاريخ البعث في قطر العراق الذي يرزح تحت الاحتلالين الأمريكي الغاشم والفارسي الصفوي العنصري اللئيم، يخرج علينا البعض من الرفاق بالعصيان ومخالفة أوامر وتوجيهات القيادة العليا للبعث العظيم، ممثلاً بالقيادة القومية وأمينها العام الرفيق المناضل الدكتور علي الريِّح السنهوري حفظه الله.وهو خروجٌ مُبَيَّت ومُدَبَّر غايته شقَّ الصفّ البعثي، ومحاولة تشتيت الولاء، وتفرقة التنظيم الحزبي المتراص والمكين الصلد الذي بقي واحداً متوحداً قوياً متماسكاً طيلة الفترة التي أعقبت رحيل الفرقدين المتلألئين في سماء الأمة العربية، شهيد الأمة وقائدها، شهيد الحج الأكبر الرفيق صَدَّام حُسَّين الذي تحل علينا ذكرى استشهاده هذه الأيام، الذي كان ولم يزل ( ضمير ) الأمة الحيَّ، واستلم راية النضال والكفاح والمقاومة رفيق دربه وحبيبه ( فدائي ) البعث العظيم، الرفيق القائد الشهيدعزة الدوري، شيخ المجاهدين وبطل المقاومة الوطنية.

أقول، أمام موقف هذين الفرقدين، اللذان بذلا روحيهما للبعث والعراق والأمة ماذا نحن وأين نقف من هذين الرمزين التاريخيين؟، ماذا قدَّمنا حتى نتمرد ونجافي قيادتنا العليا؟!

أهذا هو الوفاء المطلوب منَّا للفرقدين الراحلين؟ أهذا هو الوفاء لأرواح شهداء البعث الذين رَوَوا بدمائهم الزكية أرض العراق الطهور بعد الاحتلال الغاشم حتى تجاوز عددهم النصف مليون؟!.أين نقف نحن من الفرقدين الراحلين، ومن هؤلاء الشهداء حتى يأخذنا الكِبَر والغرور والاعتزاز بالنفس، فنعترض ونعصي قيادتنا الحكيمة المناضلة؟

ليس كبيراً وليس صعباً على القيادة العليا بأن تقوم بتشذيب بعض الفروع التي نشف ماؤها فجفَّت ولم تعد نافعة في شجرة البعث المباركة المثمرة.بل ويشكِّل وجودها ضرراً على نمو هذه الشجرة ويُعطِّل أكُّل ثمارها الطيبة.فشجرة البعث العظيم جذورها ماضية في عمق الأمة وممتدة في مساحة زمنية ومكانية على أرض العروبة الى ما شاء الله تعالى.

انَّ الرجوع عن الذنب والخطأ والخطيئة، والاعتذار هو قمة الرجولة والبطولة.وأنَّ العودة الى ناصية الحقّ والشرعية التنظيمية هو عين الصواب، وهذا يجعلنا كباراً في قيمتنا وقدرنا أمام أنفسنا أولاً وأمام رفاقنا في البعث المناضل.وليعلم مَن كان له هوىً ورغبة شخصية وربما مآلات أخرى أنَّ البعث العظيم لن ينكسر أبداً مهما كان التآمر والحقد والبغض الذي يُبديه البعض من خارج الحزب أو في داخله.وقد يجد البعض نفسه ويحسبها أكبر من البعث وقيادته، فهو واهم كل الوهم وعليه أن يتنازل عن التمشدق بالنفخة الكذَّابة والاعتداد الفارغ بالنفس التي تُخَيِّل له أنَّه المتقدم والمتفوق على رفاقه، وأنَّه ذكر البط الوحيد الذي تليق به قيادة المسيرة في القطر العراقي العظيم.وأكرِّر قولي لمَن استهواه ركوب موجة العصيان أنَّ الرجوع عن الخطأ هو أصوَب قرار يتخذه الانسان في حياته، ويدخل في قلوب الناس وحبهم بعد أنْ يعود عن غيِّيه وغوايته.والبعث قبل كل شيء أخلاق وقيَم ومباديْ وسلوك، قبل أنْ يكون حزباً وفكراً وتنظيماً، فلنقتدي ونتأسَّى بالفرقدين القائدين ورفاقهما في القيادة الذي كانوا أوفياء للبعث وأخلاقه وقيمه الراقية.ألَم نرَ ماذا تحدَّث الرفيق الشهيد طارق عزيز عن رفيقه الشهيد صدَّام حسين في محكمة الذل والعار، محكمة الأوغاد المحتلين والحاكمين؟

هذه هي العلاقة الرفاقية الصميم الأصيلة، وهذه هي أخلاق مناضلوا البعث الأوفياء.
تحية خالصة للقيادة القومية للبعث وفي مقدمتها الرفيق المناضل الدكتور علي السنهوري حفظه الله ورفاق دربه الأوفياء في القيادة حماهم الله
تحية للرفيق المناضل أمين سر قيادة قطر العراق الرفيق ( أبو جعفر ) حفظه الله
وعهداً أنَّنا سنكون أوفياء للبعث العظيم وقيادته العليا وقراراتها وتوجيهاتها السديدة
تحية لرفاق البعث أينما كانوا على أرض العروبة وخارجها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الرفيق الدكتور عباس ياسين العزَّاوي
في ٢٣ / ١٢ / ٢٠٢٠م





الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور عباس ياسين العزَّاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة