شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد " صوت الشعب العراقي " التبعية المزدوجة لحكومات الاحتلال في العراق بين امريكا وايران " .

ما من أحد لا يعرف حقيقة التعاون الذي جرى بين أمريكا وايران في مسالتين مهمتين هما احتلال أفغانستان واحتلال العراق على يد القوات الأمريكية ومن تحالف معها ، وما ان ان شكل الحاكم الأمريكي بول بريمر مجلس الحكم الا وسارعت الاحزاب الطائفية التي رعتها ايران في المشاركة بهذا المجلس وبدفع من حكام طهران للحصول على موطئ القدم الذي يتمنونه منذ وقت طويل ، لغرض توسيع نفوذهم في العراق وهذا ما حصل في الشهور الاولى من الاحتلال ، وعلى مر السنوات الماضية اصبحت ايران ونظام ولاية الفقيه فيها شريكا وطرفا اساسيا في ادارة وتوجيه الحكم في العراق ، بل وتعدت النفوذ الأمريكي واصبحت المهندس والمخطط في اختيار الزعامات التي تدير البلد والتدخل في انتخابات مجلس النواب ومنع من لا تريدهم في الوصول إلى عضوية المجلس ، واختيار رئيس الوزراء والكابينه الوزارية ليس لعملائها من الشيعة فحسب وانما من المكون السني وحتى الكرد والطوائف الاخرى ان صح التعبير، وبات الموقف الامريكي ضعيفا تجاه هذا النفوذ وخاصة في زمن الرئيس الامريكي باراك اوباما مما دعا أطراف سياسية عراقية واقليمية من القول " ان امريكا احتلت العراق لكنها قدمته على طبق من ذهب لايران " وهذه هي الحقيقة المرة التي لا يختلف عليها اثنان ، وهنا بدات ايران تمارس دورها التوسعي على حساب أقطار المشرق العربي وخاصة بعد الاتفاق معها حول البرنامج النووي في إطار " 5 + 1 " وحصولها على كميات كبير من النقد الصعب فوسعت ميليشياتها في العراق ودول اقليمية اخرى والتي ارتبطت بشكل مباشر مع الولي الفقيه دعما وتدريبا وتجهيزا فأصبحت قوة موازية لقوة الدولة من جيش وشرطة واجهزة أمنية أخرى ، وهنا شعرت امريكا وبعد فوز الحزب الجمهوري وانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ان إيران قد تغولت واصبح نفوذها يهدد كل المنطقة والعالم لضلوعها في دعم وتنفيذ الارهاب الدولي الذي بات يهدد العالم ويخرق الأمن والسلم الدوليين ، ولقد وجدت ايران فرصتها في تحقيق ذلك التوسع بعد استيلاء الدواعش على الموصل وصلاح الدين والانبار واجزاء كبيرة من ديالى وكركوك وبابل وافتاء السستاني بالجهاد الكفاءي لمقاتلة داعش فكانت فرصة ايران في التغلغل بتشكيلات الحشد الشعبي لتحقيق ماربها وجعل الحشد هو الجيش البديل للجيش العراقي على غرار حرس الثورة الايرانية وهذا ما صرح به بعض من قادة الحشد ورد عليه العراقيون ورفضوه بقوة ، لقد فرضت إيران نفسها وارادتها على الحكومات العراقية المتعاقبة فكانت هي التي ترسم السياستين الداخلية والخارجية لها ، ناهيك من دورها الواضح في تبني الإرهاب الذي يهدد امن المنطقة والعالم وتطلعها الى بناء برنامجها النووي للحصول على القنبلة الذرية وتطويرها المستمر لتقنيات برامج الصواريخ البالستية مما دعا امريكا الى إلغاء اتفاق 5 + 1 من جانبها وفرضت على إيران عقوبات اقتصادية شديدة ومنعت تصدير نفطها مما كان سببا في تدهور الوضع الاقتصادي ، وهنا اخذت ايران تصعد لهجتها تجاه امريكا وتنشط اساليبها في مواجهة الموقف الامريكي من خلال اذرعها من الميليشيات المسلحة كورقة ضعط على الادارة الامريكية ومحاولتها جر حكومة بغداد الى جانبها والضغط عليها للانحياز إليها وتبني مواقفها فاخذت توعز الى قادة ميلشياتها بالتعرض والتصريح بالضد من المصالح الأمريكية وهذا هو الخطر الكبير على العراق وشعبه لاستخدامه كادوات وامكانيات للقتال بالنيابة عن ايران وجعله المصد الأمامي لحرب محتملة ستحرق شرارتها العراق وشعبه ، ونتيجة لتبعية النظام السياسي في العراق وحكوماته المتعاقبة لكل من امريكا وايران وفقدان العراق لسيادته واستقلاله على مدى الستة عشر عاما وغياب القرار الوطني المستقل كانت الحكومة متخبطة في حسم موقفها تجاه هذا الصراع الذي لم يكن للعراق فيه لا ناقة ولا جمل ، فالصراع هو صراع أمريكي ايراني وعلى العراق ان لا يكون منحازا لأي منهما في هذا الصراع اذا كانت حكومته تفهم معنى السيادة والاستقلال لكن السيادة العراقية مفقودة على مدى الستة عشر عاما الماضية والقرار الحكومي العراقي هو قرار ايراني بامتياز ، وفي الوقت نفسه فحكومة بغداد و أجهزتها يخشون الامريكان الذين يرتبطون معهم بموجب الاتفاقية الامنية صوفا والتي تجعل حكومة بغداد مرغمة لسماع وجهة النظر وقرار الإدارة الأمريكية لأنهم يعلمون أن امريكا قادرة على حسم الصراع والموقف لصالحها مع إيران وان وجودهم سيتقرر وسيكون خارج العملية السياسية المقبلة في العراق في اطار انهاء النفوذ الايراني في هذا البلد . وان هذا الضعف الذي يشوب الحكومة ومفاصلها جميعا هو الذي جعلها تنصاع الى ارادة الاجنبي والتدخل في شؤونها وقد لعبت ميليشيات الحشد والميليشيات الأخرى من غير الحشد والمرتبطة بالجانب الإيراني دورا في مسالتين مهمتين هما ضياع السيادة والتبعية الواضحة للاجنبي ، وضعف وهزال الدولة وعدم قدرتها على ادارة شؤون البلاد وتفشي الظواهر الخطيرة كالفساد المالي وتهريب الأموال وعمليات غسيلها وسرقة قوت الشعب وزيادة اعداد البطالة والعاطلين عن العمل ، وارتفاع نسبة خط الفقر في المجتمع وشيوع ظواهر تجارة وتعاطي المخدرات ولعب القمار والروليت ، وزيادة اعداد الحجاج الذين يقودون هذه الظواهر ، وممارسة التجارة بالنساء والأعضاء البشرية ، ناهيك عن الخطف والقتل والاغتصاب التي لم تضع لها الحكومة الإجراءات الكفيلة بالقضاء عليها ، ويبدو ان الدولتين المحتلتين امريكا وايران تريدان ان تسود وتبقى هذه الظواهر متفشية ومستفحلة في الوسط العراقي لانها ادواتهم ووسائلهم في بسط السيطرة وابقاء نفوذهما وتبعية العراق لهما في ظل شعب منقسم ومؤيد أو رافض لهذا الطرف او ذاك وهو يئن تحت وطأة الجوع والفقر والمرض والجهل وممارسة الخداع والتجهيل عليه من قبل الزمر الحاكمة والتي لا تعرف غير مصلحتها ومصلحة اسيادها الذين أتوا بهم لحكم العراق ، وسيبقى هؤلاء الحكام يدينون بالولاء المزدوج لكل من امريكا وايران ، ويظهر انهم يجيدون هذه اللعبة فعندما يخلون بالجانب الأمريكي يقولون له انا معكم وانتم الاعلون وأصحاب الموقف ، وعندما يخلون بالجانب الإيراني يقولون لهم انتم الاحبة والراعون للمذهب وأنتم الامرون والناهون في عراقكم ولتذهب امريكا الى حيث تشاء .

المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد " صوت الشعب العراقي "
 ٠١ / أيلول / ٢٠١٩





الاحد ١ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة