شبكة ذي قار
عـاجـل










حزب البعث العربى التسميه الاولى ومن ثم حزب البعث العربى الاشتراكى هو احد الاحزاب ذو الطابع الوطنى والقومى نشأ مع نهضه الفكر العربى فى الربع الثانى من القرن الماضى ومعه احزاب اخرى ذات توجهات مختلفه ومتباينه فى الرد على الغيبوبه الفكريه والمعانات القهريه لزمن انحطاط وتغييب الوعى الوطنى والفكرى العربى الذى افتعله الاجنبى ولحقبه طويله من الزمن ضاعت فيها بوصله الافكار الملتزمه بوعى الحداثه واستلهام الحضاره والتقدم الاجتماعى.

احزاب وافكار ومعتقدات وعقائد كثيره طرحت على مسامع واعين الناس فى مجتمع يقال له متخلف عن ركب التقدم فى كل المجالات الا مجال الارث والتراكم التاريخى لاحداث مرت فى سواقى انعاش المبادئ التى اختزنها المؤمنون باحقيه استلهام التاريخ البعيد والقريب فى نهضه سريعه تعيد الرفعه والكرامه الى امة العرب والاسلام الصحيح.

الا ان الكثير من هذه الافكار والمعتقدات اضمحلت ورفضت من الناس فى المجتمع لاسباب كونها مستعربه او مستغربه او عميله او الحاديه اوشعوبيه. وبضوء ذلك فان القليل من هذه الافكار كتب لها النجاح فى استلهام رغبه الناس فى الانقياد نحو تحقيق المبادئ الاساسيه المطروحه والمتبناة من قبلها.

وليس القول اسفافا بان فكرة حزب البعث كان لها صدى واسع ليس على صعيد سوريا او العراق او ايا من الاقطارالعربيه بل تعدى ذلك لعدد كبير من اقطارامة العرب التى قسمها الاستعمار وغيبها عن الوعى الفكرى لتحقيق نهضتها وتحررها.

تقبل افكار البعث لم يكن سهلا لدى الدوائر المعاديه لنهضة الامه لانها تعلم ان نهضه العرب والمسلمين دمار واحلال كامل للافكار الصهيونيه والغربيه الكافره ومنها الملحده والشعوبيه ومن ثم اختراق لمجتمعاتها المنحله والمترديه بسبب الضياع الاجتماعى والاخلاقى بالرغم من التقدم العمرانى والصناعى والتكنولوجى الا ان الخوف كان ملازم لحكومات الغرب واعداء الامه العربيه والاسلاميه بسبب المعرفه الدقيقه للتاريخ العربى والاسلامى ومن هنا بدا الصراع الوطنى –القومى مع الاعداء داخل الامه وخارجها.

اذاعدنا الى فرضية التفوق الوطنى لافكار البعث على الاحزاب والمعتقدات التى ظهرت ابان فترات الانحطاط وغيبوبة الامه العربيه نستشف ان الكثير من الافكار والمعتقدات كانت تبتعد عن اخلاقيات الاسلام او العروبه حيث ان ما تسمى انذاك بالافكار التقدميه لم تكن تطمح الى التقدم الفكرى فقط وانما الي التقدم فى الانحلال الاخلاقى والتشبه والتزام الافكار المستورده التى ليس لها اصلا بواقع الامه ومعتقداتها الدينيه والتراثيه. اما الاحزاب التى جلبت افكارها من وحى قوميات وشعوب تدعى الاسلام وتحاربه بنفس الوقت بسبب النزعه العدائيه للعرب وعدم التخلص من فكره القوميه العنصريه فقد رفضت بالكامل لتبعيتها وعمالتها. يبقى ان نؤشران كان حكم البعث اشرف من الاحزاب التى جائت او جيئ بها بعد مواجه شرسه بين ابناء العراق وانصاره من امه العرب وقوى عالميه عديده لها مصالح فى تقويض نهضة العراق والامه بكل الجوانب وحتى منها الدينيه المزيفه وحسب اعتقاد الغرب الكافر والشرق المتصين.

الاعتقاد السائد لدى مثقفى وجهلة الامه سواسيه ان التفوق الوطنى الذى حاز عليه البعث ابان فتره حكمه ولحد الان هو تفوق اخلاقى ولان التفوق الاخلاقى لايعلو عليه شيى فى تجسيد المبادى المنتخبه لحمل المسؤوليه الوطنيه والاسلاميه الحقه بما ينعكس على نهوض الامه .ولو راجعنا احاديث الناس منهم الشرفاء ومنهم المغرر بهم ومنهم التابعين لمرجعيات مبطله كلهم وجميعهم يحلمون بالرجوع الى فتره قيادة البعث لدفه الصراع الحضارى مع قوى الشر والاستكبار الدولى . يبقى ان نعترف ان الكمال لله ولا توجد تجربه نهوض فكرى وحكم لقوم او بلد اوجماعه مالم تكن هناك هفوات واخطاء تتحملها القياده بالرغم من نزاهتها اوقلة قدراتها فى المواجه العالميه لقوى الشر والشيطنه الفكريه لمعتقدات خادمه لواقع الامه . امثله كثيره فى تجارب العالم لقيادات وطنيه تهاوت بسبب مصالح وعداء القوى الكافره ومصالحها غير المشروعه فى دول العالم الناهضه. نظره مقارنه بسيطه لواقع حال الاحزاب والافكار والمعتقدات المدلسه التى تحكم العراق ومناطق واقطار فى الوطن العربى تدلل على سقوط اخلاقى كبير وتراجع للحاله الانسانيه والخدميه والاقتصاديه والدفاعيه عن كرامه الانسان وابتذاله فى كل شيى حتى فى التعامل الدولى لمن هم يسمون القادة الااخلاقيين بسبب ارتضائهم اهانات اسيادهم وكونهم ذيول المحتل الغازى لاهليهم وانفسهم. من هنا جاء التفوق لحزب البعث على الاحزاب الاخرى فى العراق والامه العربيه لشرف حمل المسؤوليه الوطنيه والدينيه والدفاع عنهما.





الاثنين ١٣ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مناضل البغدادى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة