شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب المحرر السياسي للمركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد تعليقا على مقال الدعي سمير عبيد ما يلي :

ان ما كتبه سمير عبيد عن : هناك بعث وهناك بعثيون ... وموسم سباق الدول نحو البعث العراقي نقول :
ان سمير عبيد عبر في مقاله عن رأيه والمستند الى ما يؤمن به من أفكار وما تمليه عليه مرجعيته سواء في الداخل العراقي ام في خارجه ، والكل منا يعرف من هو سمير عبيد .

والمهم لدينا هو ما يؤكده في مقاله من ان البعثيين وبموجب مكان إقامتهم في هذه الدولة او تلك سيكونون ورقتها في التغييرات المرتقبة في عراق ما بعد الاحتلال وبما ان العراق ساحة صراع بين امريكا وايران بشكل رئيس فقد وزع البعثيين على شكل فئتين بعثيو امريكا وبعثيو إيران ، وقد نسى او تناسى الكاتب سمير ان البعث حركة تاريخية وحزب قومي اشتراكي هو امتداد لرسالة الامة العربية في جميع مراحل تاريخها وجاء البعث في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي ردا على حالة الانكسار والضياع والتشتت وفقدان الإرادة والسيادة والاستقلال والتي نتجت عن المشاريع الأجنبية الأوربية والأمريكية واطماع بعض الدول الإقليمية فتقسمت الامة الى أقطار عدة وسلبت أجزاء مهمة من أراضيها كفلسطين والاسكندرونة والاحواز والجزر العربية الثلاث في الخليج العربي ، فالبعث جاء ليوحد الامة ويطلق قدراتها وامكانياتها الذاتية والمغيبة على مدى عدة قرون يعود تاريخها الى العام 1258 م وهو تاريخ سقوط الدولة العربية العباسية وعاصمتها بغداد ، كما وضع البعث هدفين اخريين لا تستقيم الوحدة وتقوى الا بوجودهما وهما الحرية والاشتراكية ، اي استقلال وسيادة بظل نظام ديمقراطي يحترم الانسان ويصون حريته ويحقق للجميع العدالة الاجتماعية والتي تعني فيما تعنيه تفجير طاقات الامة في الابداع والابتكار والتكنولوجية وآفاق العلم والبناء والتقدم بما يحقق نهضة متطورة في جميع مناحي الحياة ، فيزداد الإنتاج ويزداد الدخل القومي وترتقي مستويات الدخل للفرد والعائلة فيتم القضاء على البطالة والفقر والفاقة والفساد ، ولهذا نرى ان البعث عندما جاء ليحكم في العراق استطاع وبزمن قياسي ان يحقق الكثير من الأهداف التي امن بها وخاصة على مساحة القطر العراقي الذي يعد مركز الإشعاع والقاعدة المحررة للثورة العربية ، وهذا ما اغاض واغضب امريكا وبريطانيا واللوبي الصهيوني وإسرائيل من المنجزات التي حققها البعث في العراق ، ونجاح تجربته التي عبر فيها عن صدق أهدافه ونقاء عقيدته القومية والاشتراكية فحصل الذي حصل واحتلت امريكا ومن تحالف معها العراق خلافا للشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة ، وكانت خطة المحتلين هو القضاء على البعث والبعثيين واشاعة الفوضى بين اوساط شعب العراق وزرع الفتنة الطائفية بين صفوفه وتهياة المسرح السياسي لتقسيمه ، وهذا ما حصل على مدى الخمسة عشر عاما الماضية من عمر الاحتلال ، وهنا يأتي السؤال هل نجح المحتلون وعمليتهم السياسية من القضاء على البعث فكرا ورجالا ؟ وهل غادر البعث ساحة الخارطة السياسية في العراق ومن ساحات الامة الأخرى ؟ وهل استطاعت امريكا وايران كما يقول سمير عبيد من ان تجعل منه بعثيون لامريكا وبعثيون لايران ؟ وعودة لما قلناه اعلاه في الخواص المبدئية للأهداف والعقيدة البعثية فإن ما كتبه سمير عبيد هو جزء من الهراء السياسي الشائع في العراق وفي دول أخرى ، فالبعث لم يكن في يوم ما في سلة احد او في خانة أحد او تحت ابط أحد او تحت مظلة أحد فالبعث من حصة نفسه ومن حصة أمته ومن يعتقد أن الظروف الصعبة التي جاء بها الاحتلال ستجعل البعث يلوذ بالمحتلين الأمريكان وبالطامعين التوسعيين الإيرانيين فهو على وهم كبيرا ، فالبعث موجود في العراق وبقوة وموجود في ساحات الاقطار العربية الاخرى وله تاييد شعبي كبير وما زالت امريكا وايران تحسب له الف حساب ، أنه الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية والعربية ، وسوف لن يهدأ العراق والمنطقة بغياب البعث لأنه يحقق التوازن المطلوب في حجوم دول المنطقة والعالم وسياساتها وهذا ما أدركته امريكا بنفسها وعلى لسان مسؤولين كبارا في ادارتها وعبرت عنه في مناسبات عدة ، وان الصبر والثبات على المبادئ هي التي تحقق النصر للبعث وللأمة على أعدائهما وان غدا لناظره قريب .

٣١ / كانون الاول / ٢٠١٩





السبت ٢٧ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة