شبكة ذي قار
عـاجـل










نبوءة الرئيس صدام حسين التي لم يستوعبها العرب وأسرار صحوته الاسلامية المتأخرة.

لم يكن من قبيل الصدفة أن يبدأ المخطط التفتيتي الحالي باحتلال العراق.. وهذا هو شرحنا

عندما وقف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل ثماني سنوات بالتمام والكمال امام حبل المشنقة، شامخا مرفوع الرأس، دون اي خوف أو رهبة، ورافضا إغماض عينية، على حد وصف الدكتور موفق باقر الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي آنذاك، الذي حضر عملية تنفيذ الإعدام، صرخ بأعلى صوته “تحيا الأمة العربية”، و”عاشت فلسطين عربية حرة”، وهي كلمات تلخص الأسباب التي أدت إلى إعدامه، وتمزيق العراق وسورية ومعظم الدول الأخرى الفاعلة في المنطقة، وتتنبأ بالحال الراهن الذي وصلت إليه المنطقة بفعل التدخلات الامريكية المباشرة (الإحتلال) او غير المباشرة في المنطقة.

لم يكن من قبيل الصدفة أن تتركز “المؤامرة” الأمريكية الغربية على العراق وتبدأ به، و”تتوج” بإسقاط نظامه واحتلاله وحل جيشه وجميع مؤسساته الامنية، وتقسيمه على أسس طائفية وعرقية، فالعراق كان مؤهلا لقيادة مشروع نهضوي عربي يحقق التوازن مع المشاريع الاخرى، الايرانية والتركية والاسرائيلية، لما يملكه من مصادر قوة وامكانيات مادية وبشرية وجذور حضارية تمتد لاكثر من ثمانية آلاف عام.

المفكر الصهيوني البريطاني برنارد لويس كان أبرز المهندسين لمخطط احتلال العراق وتقسيمه، وكانت اسرائيل ابرز المحرضين، لانها اعتبرت هذا المشروع الحضاري العراقي الذي يستند الى قاعدة عسكرية قوية، التهديد الأكبر الذي استخدمت كل أدواتها وقوى ضغطها في واشنطن ولندن لتدمير العراق وتفتيته وكان لها ما أرادت للأسف.

الرئيس صدام حسين اقام دولة قوية، وقاوم حصارا أمريكيا تجويعيا خانقا، واسس لصناعة عسكرية متقدمة، وبدأ برنامجا نوويا طموحا، وقضى كليا على الأمية، ووضع تعليما جامعيا متطورا من خلال جامعات ومعاهد تضاهي نظيراتها في الغرب، وخاض حربا لأكثر من ثماني سنوات مع إيران لمنع امتداد السنة لهب "الثورة الإسلامية الإيرانية" إلى العراق والشاطيء الغربي العربي من الخليج، ولكنه في الوقت نفسه ارتكب أخطاء أبرزها إغلاق الباب كليا أمام الديمقراطية والحريات.

الرئيس صدام حسين أدرك أهمية العقيدة الإسلامية، كعنصر توحيد ومواجهة للمشروعين الأمريكي والصهيوني متأخرا، ولذلك أطلق حملته الإيمانية في أواخر أيامه، وأغلق البارات، ومنع استيراد الخمور، وكتب كلمة “الله أكبر” على العلم العراقي بدمه، وأسس لمقاومة عربية وإسلامية شرسة في مواجهة الإحتلال الأمريكي ومخططاته ومن يتعاونون معها.

لا نعرف مدى دقة المقولة التي تنسب اليه في بعض الادبيات المنشورة والتي تقول أنه اكد انه يجري إعدامه على يد الأمريكان، بينما القادة العرب الآخرين ستعدمهم شعوبهم، ولكن جزء كبير من هذه النبوءة صدقت، ولا نستبعد أن يصدق ما تبقى منها، إذا استمرت الأوضاع الحالية على حالها أو تصاعدت أكثر حيث باتت الجماعات الإسلامية المتشددة هي اللاعب الاكبر على الأرض.

العراقيون، أو جزء كبير منهم، يترحمون حتما على الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه، وهم يرون حالة الإنهيار والتمزق التي تعيشها بلادهم، وجزء كبير منهم أيضاً ما زال يكابر ويرفض الإعتراف بالحقائق من منطلقات طائفية صرفة، فالإحتلال الأمريكي الذي “حرر” العراق واطاح بنظام الرئيس صدام حسين قتل اكثر من مليون إنسان، وشرد أربعة ملايين آخرين ودمر البلاد بالكامل، وبات العراق محيطا من الفساد والفاسدين وناهبي المال العام، ودون الحد الادنى من الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والصحة والتعليم والامن والامان.

في زمن الرئيس صدام حسين كان العراق موحدا قويا مهابا، وكانت الطائفية غير موجودة، بل محاربة، والدليل الابرز انه حارب إيران لثماني سنوات بجيش وقيادة معظمها من الشيعة، وحتى اذا وجدت ففي حدودها الدنيا، ولم تظهر على السطح بالقوة التي نراها الا بتحريض امريكي لانها الوسيلة الوحيدة لتمزيق العراق، ومن بعده المنطقة العربية بأسرها.

نعم الرئيس صدام حسين ارتكب خطأ جسيما باحتلاله الكويت، ولكن لماذا احتلال الكويت جريمة، وهو كذلك، بينما احتلال امريكا للعراق عملا بطوليا في نظر البعض حتى الآن، رغم المآسي والجرائم التي جرها على العراق والمنطقة بأسرها.

العراق كان وما زال ضحية “مؤامرة” شاركت فيها دول غربية كثيرة وبأدوات عربية وستكشف الوثائق جميع تفاصيلها في يوم ما في المستقبل......

و هكذا تنتهي فصول خيانة الرافضة للأمة الإسلامية و تعاونهم مع الصهيونية العالمية للقضاء على كل شريان دم و عصب طاقة لأمتنا المجيدة ...

يعدم المهيب الركن البطل الأسد صدام حسين صبيحة فجر 30 ديسمبر 2006 ذو 69 سنة، و هو مبتسم هادىء مهللا بالشهادة التي كانت خاتمة الحسن و الخير والعز والاعمال بالخواتيم ....





الخميس ٣ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حكيم هاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة