شبكة ذي قار
عـاجـل










أثبت حزب البعث العربي الاشتراكي خلال مسيرته النضالية أن مواقفه من كل القضايا يحكمها كيفية مواجهة التآمر على الأمة العربية ، لذلك فهو يشخص الخطر الذي يكون في مقدمة المخاطر ويتخذ موقف المواجهة له عبر نضال تنظيماته حتى اسقاطه ، ومن بين أخطر المخاطر والتي في مقدمتها الآن خاصة بعد احتلال العراق ، هو النظام الفارسي الصفوي في إيران .

لأهمية هذه الموضوع ولكي يطلع عليه من يهمه متابعة المخاطر التي تواجه الأمة ، وما له علاقة بالشأن العراقي ، نعرض للقارئ الكريم ما تضمنته رسالة الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد عزة إبراهيم في  اوائل نيسان 2016 التي وجهها للقيادات والكادر في الحزب والتي كانت مقدمتها تشخيص الأعداء حسب استراتيجية الحزب بعيدة المدى وكان أولهم حكومة إيران الصفوية ، حيث أشار : 

{ان استراتيجية البعث بعيدة المدى قبل احتلال العراق وبعده وفي عنوانها الأول او في جزئها الأول والأهم حددت أعداء العراق التاريخيون التقليديون الاستراتيجيون على الترتيب التالي وحسب الاهمية   :

العدو الاول: الفرس ممثلين اليوم في حكومة ايران الصفوية .

العدو الثاني: الصهيونية العالمية ممثلة باسرائيل اللقيطة.

العدو الثالث : الامبريالية الامريكية.

العدو الرابع : الاستعمار الغربي.

العدو الخامس: تركيا ثم اعداء الداخل الرجعية العربية الرجعية الدينية الاقطاع ورأس المال المستغل ان وجد.

وقد تلاشى جميع الاعداء في داخل وطننا الكبير ولم يبق الا الرجعية الدينية أي السلفية المتطرفة والصفوية الفارسية ثم الانظمة العميلة القمعية الفاسدة  .

 لقد ظهر اليوم في قطر العراق بسبب الاحتلال الفارسي وتأثيره الخطير الكثير من المثقفين من يقول بان الفتح العربي لبلاد فارس كان يمثل غزو وعدوان واحتلال واستعمار لبلاد فارس ولجميع البلدان التي فتحها العرب في الشرق والغرب ، هذا كمثال واحد لخطورة الاحتلال الايراني لأرضنا ، فهو ليس احتلال استعماري تقليدي وانما احتلاله يعني ابتلاع منظم للوطن أرضاً وشعباً وتاريخاً ، ان ايران اليوم تحتل العراق احتلال مباشر وكامل وعلني ورسمي الحكم في العراق اليوم صفوي ، ايران هي التي تشكل الحكومات وهي التي تقيلها ومن لم يبايع ايران بالولاء الكامل يطرد من العملية السياسية ويطرد من العراق كما حصل للكثير من العناوين السياسية ويقتل ويسجن سواء من الشيعة او السنة.

لايران داخل العراق اليوم اكثر من ستين الف مسلح حرس ثوري وفيلق القدس واجهزة أمنية واستخباراتية ومخابراتية لديها اكثر من سبعين ميليشيا ترتبط بايران مباشرةً وليس لها اي علاقة في العراق.

ايران هي التي تقود حملة أجتثاث البعث وأبادته مباشرةً وباشراف مباشر من ولي الفقيه علي خامنئي } ،  

ويضيف الرفيق الأمين العام في رسالته {لماذا وضعنا ايران في المرتبة الاولى من اعدائنا قبل اسرائيل} . ويؤكد :

{ الاسباب التي تجعل إيران هو العدو الاول للعرب وهي الاخطر على العروبة وعلى القومية العربية وأُوكد أكثر ان الاستعمار الايراني أخطر من الاستعمار الاسرائيلي بمئات المرات وذلك لاسباب جوهرية ومعروفة وصارخة لمن يريد ان يعرف ويتعرف على هذه الاسباب هي:

1 -  ان الاستعمار الاسرائيلي حدوده داخل فلسطين ولم يستطع تخطيها عبر أكثر من سبعة وستون عاماً من الاحتلال وكل القوى العظمى تقف الى جانبه وتعاونه ، تمددت اسرائيل عبر حروبها مع العرب في سيناء وحررتها مصر ، وتمددت في الضفة الغربية وغزة وقد حرر شعبنا الفلسطيني البطل غزة وهو في طريقه لتحرير الضفة الغربية، وتمددت في الجولان السوري ولو شاء النظام السوري لحررها كما فعلت مصر في سيناء وكما فعل الشعب الفلسطيني في غزة.

2 - الشعب الاسرائيلي خليط غير متجانس جاؤا به من كل اصقاع الارض ، فهم شذاذ الافاق حقاً وهم الذين نحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.

3 - لقد جاء الاسرائيليون الى أرض لم يروها من قبل ولم يروا اهلها ولم يعرفوا أي شيء عن تاريخ الارض وتاريخ اهلها فلا شيء يربطهم في الارض الا المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الكبرى على الامة .

4 - جاء بهم الاستعمار وأسكنهم مع شعب وعلى حساب شعب مطعم بكل عوامل حب العروبة ورسالتها وقيمها ومثلها ومطعم بكل عوامل الصمود والمقاومة والدفاع عن الارض والشعب والامة فلا توجد اي مقومات للحياة والبقاء لاسرائيل وشعبها على ارض فلسطين ، اسرائيل لم تكن قائمة على ارض فلسطين بذاتها بل قائمة بالاخرين فمتى ما تخلى عنها الاخرون سترحل وتتحرر فلسطين من النهر الى البحر بأذن الله.

5 - الآن وبغض النظر عن اهداف اسرائيل الكبرى فقد حُصرت وحوصرت فلسطينياً وعربياً ودولياً وحتى من قبل من جاء بها الى فلسطين على جزء من ارض فلسطين خلف حدود عام 1967 وقد أجمع العالم بما فيه الامبريالية الامريكية الحامي الاول لاسرائيل على قيام الدولتين وستقوم الدولة الفلسطينية على حدود 1967 عاجلاً أم آجلاً وعاصمتها القدس الشرقية فتكون هي المصد والخانق لدولة اسرائيل المزعومة وستبقى او ستكون امكانية تحرير كامل التراب الفلسطيني قائمة وبقوة مهما طال الزمن.

6 - أن وجود اسرائيل وشعبها في قلب الامة لا يقبله جسم الامة ولا تقبله الطبيعة ولا يقبله التاريخ وسيلفض بقوة في يوم من ايام تاريخ العرب.

أما الاستعمار الفارسي الصفوي فهو استعمار سرطاني بكل معنى الكلمة ويتميز عن الاستعمار الاسرائيلي الاستيطاني بميزات خطيرة للغاية من أهمها:

1 - العقيدة الدينية المشتركة والتي بنى الفرس اعتقادهم فيها على أساس خدمة الاهداف القومية لإحياء وإعادة امبراطورية فارس الكبرى على حساب الامة العربية ، فالدين عند الفرس وسيلة لتحقيق الاهداف القومية وهو دين مخترع ومستحدث ويتناقض مع الدين الاسلامي الحنيف ، بل يهدف الى تشويه الدين ومسخه ولا أقصد بذلك الشيعة ولا أقصد بذلك المذهب الجعفري.

2 - في أول يوم وصل خميني الى طهران بعد الثورة الخمينية عام 1979 رفعوا شعار تصدير الثورة حتى قبل ان تستقر الثورة في الداخل ، أنه قرار خطير للغاية لم ينتبه له العرب الى اليوم مع الاسف ، ان قرار تصدير الثورة يعني قرار غزو العرب وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى وضعها الآيات قبل ان تنتصر الثورة وتحت عنوان تصدير المذهب واشاعته ويقود هذا المشروع الخطير مجموعة من الآيات من اهل العلم والمكر والدهاء.

3 - لقد رأيتم كيف أنطلقت عملية تصدير الثورة فوراً بعد أنهيار العراق سد الامة المنيع باحتلاله عام 2003 ، انطلقت نحو العرب كالنار في الهشيم سيطرت على العراق وانطلقت منه الى سوريا واليمن ولبنان وقد وصلت في هوسها وعنجهيتها الى تهديد اقطار اخرى وخاصة دول الخليج العربي الكويت والبحرين وشرق المملكة العربية السعودية ولولا عاصفة الحزم المتواضعة والمحدودة المهام والمحاصرة دولياً التي أوقفت سرعة الاجتياح وأعطتها درساً بليغاً وجعلتها تحسب ألف حساب لأي خطوة تفكر بها في مستقبلاً للنيل من الامة لسقطت بعض دول الخليج في حضنها.

من هنا تأتي أهمية عاصفة الحزم لولاها لأنتهت اليمن في احضان الفرس ولتهيأت الفرصة لاجتياح البحرين وشرق المملكة العربية السعودية والكويت.

4 - التداخل الاجتماعي والرحمي الشامل والعميق بين الأمتين وخاصة بين فارس والعراق الممتد عبر الاف السنين ثم لبنان واليمن والبحرين والمملكة وعموم دول الخليج ، يوجد اليوم مجتمع واسع ومهيأ ومعبأ في هذه الدول للوقوف الى جانبها والقتال معها كما حصل في العراق في حرب القادسية الثانية على نطاق واسع ويحصل اليوم في العراق على نطاق أوسع وأخطر من قبل الميليشيات الايرانية وكل الاحزاب الصفوية اكثر من سبعين ميليشيا ترتبط في ايران مباشرةً.

5 - الجيرة الأزلية حيث لا يرحلون عنا ولا نرحل عنهم الى يوم القيامة ، قال القائد العربي العبقري الملهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ( ياليت بيننا وبين فارس جبل من نار لا يصلون الينا ولا نصل اليهم ) حدود الفرس مع العراق والامة تمتد الى الاف الكيلو مترات مما يسهل عملية التواصل والتداخل مع أذرعهم وسهولة تقديم الدعم والمساندة وحتى القيادة المباشرة كما يحصل في العراق.

6 - يوجد للاسف تيار شعبي ورسمي اشترته ايران بثمن بخس يقف الى جانبها ضد أمته ووطنه الرسمي بعض الدول لا نسميها معروفة وفي مقدمتها النظام السوري وعلى الصعيد الشعبي ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي ، أُقسم ان هؤلاء جميعاً اشترتهم ايران بمالها وبفنها وبمكرها وخداعها وحنكتها فمبروك لايران ما أشترت من هذا الهجين التائه والمتخلف وتباً للذين باعوا انفسهم واهليهم واوطانهم بثمن بخس لاعداء العروبة وارضها الطاهرة.

7 - أضرب لكم مثلاً صارخاً يوضح الفرق الهائل بين الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني وبين الاحتلال الفارسي الاستيطاني السرطاني عندنا في العراق.

نفس الشعب العراقي الكريم الذي قاتل ايران وجرعها السم الزعاف في قادسية العرب الثانية عندما كان شعباً عراقياً عربياً أصيلاً نقياً وطاهراً يرضع من ثدي أمته قبل ان تصله رياح تصدير الثورة ورياح الفرسنة والخمئنة أصبح اليوم جزء منه مهم يعلن رسمياً انه سيقاتل مع ايران ضد العراق اذا حصلت حرب بين البلدين وقد أصبح بعد ان لوثه الغزو الفارسي يقتل اخوانه العراقيين عسكريين ومدنيين على الهوية وقد اصبح يعلن انتمائه العقائدي والوطني والقومي الى بلاد فارس ويفتخر بانتمائه الجديد }.

وفي نهاية الرسالة حول موضوع الاستعمار الفارسي الصفوي يؤكد الرفيق أمين عام الحزب : { هذا هو نوع الاستعمار الفارسي الصفوي في العراق وكذلك سيكون في الامة وفي اقطارها المحتلة والمهددة بالاحتلال. فالاستعمار الفارسي الصفوي هو ابتلاع كامل وأبدي للشعب والارض والتاريخ }.

 هذا هو تشخيص قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للعدو الأول الذي يشكل خطراً على الأمة بكل أقطارها ، وما جرى ويجري في العراق خير دليل على ذلك .





الثلاثاء ١٤ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة