شبكة ذي قار
عـاجـل










مثل موسى لادو لوليك لا يموت، بل يظل مثل حبة أنبتت سبع سنابل، من المعاني، التي لا تحصى، ومما يتوهج من الإنسان، حينما يحب وحين يشاء. بدافع من اعماق الاستوائية في جنوب السودان، أحب العروبة والإسلام، رغم المتاريس التي شيدتها قوى التفتيت والانعزال والاستسلام لوسواس الواقع المتخلف المجزأ، في قوالب جاهزة، لتحافظ على امتيازاتها وطموحاتها، لتعيق التمازج الوطني، باختلاق التناقض بين التنوع الثقافي والحضاري والوحدة، وبين وحدة المصير النضالي التقدمي بين العروبة والأفريقانية، بل وبين العروبة والإسلام، وبين تفاعلها الملهم والنضال التحرري الإنساني.

وفي سبيل ذلك ،تحولت نخب تلك القوى، في الشمال والجنوب على السواء، إلى كهنة لافرازات واقع التخلف ومعطيات ما بعد الاستعمار، يعبدونها من دون الحقائق النضالية، يجترونها ليل نهار، ويحيكون منها البراقع والشعارات الرنانة، كلما نهض مثل موسى، بقبس العروبة الكادحة والإسلام في جوهره، والوطنية السودانية في صيرورتها التاريخية وأفقها الانساني التقدمي بهدي.

مثل موسى، لا يموت، بعد أن جسد بعفوية عميقة، ومحبة رحبة، نضالية العروبة وإنسانية القومية، ومستقبل الإشتراكية، وبقلب كبير ووجدان سليم، وعقل راجح، وطن جمعها النضر في الأعماق. حينما انحاز للنضال الوطني القومي التقدمي وانتمي للبعث العربي الاشتراكي.

من منكم يجزل المعاني، يؤنق العباره، في وصف رحلة هذا الانتماء من صيف الاستوائية بصخب مناخاتها وفطرة الحياة وسجيتها إلى شتاء شواطئ الخليج العربي، عند نصب السياب، وشناشيل بنت الشلبي. وكأن وعيه بوصله الجنوب، حيث البصرة والكرمك سيان، قولا وفعلا، حقيقة ومجازاً. كما أطلقها، صدام حسين، مبدع التجسيد للمبادئ القومية التحررية وفادئ الإنسانية والاستقلالي، ( هدية العراق للبعث، وهدية البعث للأمة، وهدية الأمة للانسانية )

مرة أخرى يجتاز موسى لادو لوليك، مفازة التيه والانهزام، حينما ينتقل بالتعبير عن حب الانتماء، بلسان صدق وحيوية في التفاعل، ودون أن يدرك الليل النهار، إلى حمل السلاح، حيثما توجد الأمة بأصدق تعبير عن حقيقتها، وهي تواجه تحديات المصير، لا دفاعاً عما يعنيه ويجسده العراق النهضوي التحرري، وهو يستقبل تحديات الفراغ الدولي وتوجهات الهيمنة مطلع التسعينات من القرن الماضي، فحسب وإنما حتى لا تلفظ من تبعاته الإنسانية، والتقدمية، والحضارة، أنفاسها الأخيرة. كان موسى عند ذلك المسرى، ذهباً زادته نيران المواجهة التاريخية، بريقاً، ومثابة لثبات المصداقية، وضمانة لتجدد البعث ومعنى الحياة.

ولد الراحل في تندلتي وفيها تلقى تعليمه الأولي، والثانوي في مدينة كوستي التي عشقها، وانتقل إلى العراق للدراسة الجامعية في 1986م وتخرج في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة البصرة، وعاد إلى السودان وتوظف بديوان الضرائب، وأصبح مديراً للضرائب بجوبا، حيث وافته المنية في 21/2/2018.

موسى ميلاد جديد
رحلة بلا نهاية
وبداية البداية
وقصيدة مقفاة
تبحث عن لحن يليق
ومعاني لا تحصى.
اللهم أفرغ علينا صبراً، وثبت الأقدام، وانصرنا.
وأنزله عند مقامك المحمود، مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأنزل سكينتك وسلوانك على أهله ورفاقه،
أنت نعم المولى، فتولنا، ونعم النصير، فأنصرنا.

ولانتفاضة شعبنا الظفر ولرسالة أمتنا المجد والخلود


* ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ *





الاحد ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس عادل خلف الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة