شبكة ذي قار
عـاجـل










.. ومما يجدر بنا قوله وليس من باب المبالغة بمكان هو ان انه وبالإضافة الى موهبة الشهيد القيادية فقد كانت لديه تراكمات وخبرات وحصيلة لسنوات طويله من الجهد النضالي والجهادي والثقافي والفكري الذي يتميز به مجاهدو البعث وقادته ابان فترات مضنيه من العمل الحزبي وفي مستويات قياديه متعددة ومختلفة منه فان نظام الحزب الداخلي يتيح لكل البعثيين ابراز ملكاتهم القيادية باعتبار ان البعثي قائد من موقعه ولما يتمتع به هذا النظام من مرونة مرتبطة بالدقة والالتزام في تنفيذ المهام وبمسئوليات عالية وان الثقة التي ينالها المناضل البعثي من قادته ومسئوليه تلقى على عاتقه من المسئوليات والاعباء ما يجعلها تصقل شخصيته وتعمق انتمائه وارتباطه بالأمه والوطن والحزب.فلا يلغي المناضل ذاته امامها وينظر اليها بجمود بل يصبح امام نفسه وامام رفاقه مطالبا بتفهم طبيعة تلك المهام وهو اﻻمر الذي يجعله يبتدع من الادوات والأساليب النضالية العملية الكفيلة بان تنبثق منها قراراته واجراءاته التي تمكنه من تحقيق الغايات دون المساس بجوهر تلك المهام المناطة به وهنا تلعب الثقافة الحزبية والايمان بالمبادئ العظيمة دورا مهما ورئيسيا في توجيه البوصلة الداخلية للمناضل البعثي وتسهم في تقويم سلوكه واخلاقياته وتصحيح اية انحرافات او انحناءات قد تظهر هنا وهناك اثناء مسيرته النضالية او اثناء تنفيذه لواجباته الحزبية وتميز الشهيد رحمه الله بالعديد من صفات القيادة وهو ﻻيزال في مستويات حزبيه قياديه اقل من العديد من رفاقه وكانت القيادة لديه عباره عن منظومة متكاملة متداخله ومتناغمة ومترابطة من الثوابت والاساسيات والمنطلقات والخبرات المكتسبة والتي صقلت ملكاته وشكلت شخصيته الفريدة والنضالية عموما واخرجتها من اطار الخلية الحزبية الروتينية الى رحابة الواقع ومتسعات العمل الجماهيري والشعبي وتجسدت تلك الصفات في سلوكياته الشخصية على مستوى رفاقه وبين الجماهير التي اولته الاحترام والحب والتقدير اذ كانت الجماهير هي المحك الرئيسي للجانب العملي والتطبيقي من فكر القائد الشهيد واهداف البعث وكانت الاطار اﻻكبر لشخصية الشهيد القائد ...

فأضافت الجماهير الى شخصيته الفريدة الكثير من الثقة والهمه العالية واضاف هو اليها طاقته الخلاقة وربطها بطاقة الجماهير الجبارة وكان لأخلاقياته ومبدئيته وانسانيته وثقافته العالية دورا رائدا في ارتباط الجماهير بالحزب والوطن والأمة .. وكانت قناعات تلك الجماهير تترسخ يوما بعد يوم بضرورة اﻻسهام في العمل النضالي وتوسيع قاعدته الشعبية واعتباره واجبا وطنيا وقوميا واخلاقيا ... فانضوت الجماهير الغفيرة على اختلاف مستوياتها الثقافية و اوضاعها الاجتماعية تحت راية البعث اسهاما بالنضال ووصوﻻ الى تحقيق الاهداف ونذر الشهيد حياته لتحقيق اهداف الامة والوطن والتحم بالجماهير وبشجاعة نادرة دافع عنها وعن حقوقها وتطلعاتها وجسد ذلك في الكثير من مواقفه النضالية الشجاعة قبل تسلمه قيادة الحزب والعراق وحيث ما كانت تتطلب مقتضيات التضحيات والدفاع عن العراق والأمة وفي جبهات متعددة من المواجهات مع الرجعية والفساد والقائد البعثي مالم يكن جماهيريا وتطابق اقواله اعماله وتصرفاته وسلوكياته فانه يكون عنصرا خاملا ﻻيصلح لتحمل هم اﻻمه والوطن والجماهير وﻻ يستطيع ايصال رسالة الحزب وفكره النضالي عمليا الى الشارع.وقد يشكل عبئا على الحزب والوطن حيث يعتبر الحزب ان اﻻمه والجماهير هي مادته ومرتكزه الرئيس ....

وقد كان الشهيد بطبيعته جماهيريا حيث نشا وترعرع وعاش بين الجماهير وكان منها واليها ولم يحجبه عنها اي حاجب عندما اصبح قائدا للعراق وللحزب وكان رحمه الله ومن خلال منظاره البعثي الاستراتيجي بعيد المدى ينظر الى العراق كخلية اساسيه ونواة ﻻنطلاق نضال البعث وتحقيق اهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية وكان يدرك ويعي تماما ما تنطوي على هذه النظرة من اخطار محدقة وما يترتب عليها من مهام جسيمة وتضحيات وعمل شاق مضن فكانت همته العالية وهمة رفاقه القادة هي احدى العوامل المهمة التي صنعت من العراق انموذجا لتفاني القادة العظماء ولحبهم لامتهم ووطنهم وساهمت تلك الهمم في صناعة العراق الحديث وانسانه المبدع الخلاق برغم التنوع في الاديان والمذاهب والقوميات وصنعت منهم القادة تلو القادة الذين اسهموا في بناء العراق وامة العرب.....

وكانت عيناه رحمه الله على اﻻمة العربية وعلى فلسطين والاحواز فلم يتخلى يوم عن الدفاع عنها .
 





السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رياض الدبعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة