شبكة ذي قار
عـاجـل










لو عدنا بالذاكرة العربية إلى الثمانينات من القرن الماضي ونعاود قراءة الأحداث خاصة مايتعلق منها بالحرب العراقية الإيرانية (( واسميها الحرب العربية اﻻيرانيه واسميها بالحرب اﻻسلامية اﻻيرانيه وﻻ أبالي .. )) فقد كنا نحن البعثيين ومعنا إخواننا القوميين نتكلم عن حرب بين الامة العربية والاسلامية من طرف وبين مملكة الملالي في ايران الصفوية التي تتبنى وﻻية الفقيه من طرف آخر وكنا نحن البعثيون نقول للعالم العربي انها حرب مخطط لها من قبل الغرب بأيدي ايرانيه وكنا نقول انها موجهة ضد اﻻمه جمعاء وليست فقط ضد دولة البعث العظيمة في العراق وكنا نقول ان هذه الحرب هي امتداد ﻻطماع ايران الصفويه في العالم العربي وكنا نقول انها حرب تشنها القوميه الفارسيه المشحونة بحقد العصور على امتنا العربيه واﻻسلاميه وكنا نقول انها ليست حرب مذهبية شيعية سنية بين مذهبين كنا نقول للعالم العربي انها حرب مغلفة بالدين والمذهب الشيعي يشنها أقطاب الفرس المجوس في ايران ضد مقدرات أمتنا وقلناها وقالها العراق على لسان القائد الشهيد صدام رحمه الله انها حرب بدأت تشن على العراق جمجمة العرب لان العراق كان.يتبنى المشروع العربي القومي لنهضة اﻻمة العربية .. وماكان للعراق ان يقف مكتوف اﻻيدي وهو يرى التعنت والصلف والإصرار الخميني الدجال ومن خلفه دجالو اوﻻية الفقيه.الصفوية .. وتصدى العراق لهذا المد الخبيث القادم من ايران المجوسيه.وبدعم ومباركة من اخيار اﻻمة العربيه واﻻسلاميه وان كان هذا الدعم ﻻيساوى شيئا من تضحيات ابناء العراق وما جداته .. كانت هناك اصواتا عربيه شاذة ومنكرة تشوه الحدث وتصيره بصور اخرى بعيده عن الواقع فكثير من ابناء اﻻمة ومع اﻻسف منهم المثقفون اليساريون والليبراليون وكثير من اﻻسلاميون كانوا يقفون بالاتجاه اﻻخر تخندقوا مع إيران واتذكر انني وعندما عقدت العزم على الذهاب للدراسة في العراق نهاية عام 1984 قال لي أحد ( المثقفون ) اليساريون ان الجمهورية اﻻسلامية اﻻيرانيه مثلت انقلابا عظيما ضد الرجعية الملكية الشاهنشاهية في إيران وقضت على برجوازية من أسوأ برجوازيات الاقليم وان جمهورية ايران يجب ان ندعمها ﻻنها تمثل أيضا الثورية في اﻻسلام فكانوا يصنفون المذهب الشيعي على أنه المذهب الثوري في اﻻسلام كماهو لديهم المذهب الزيدي .. وقال لي ان العراق يحارب إيران ﻻنها أشعلت الثورة في الخليج ضد الدكتاتوريات وان العراق اصبح وكيلا لهذه الدكتاتوريات العربية ويحارب ايران نيابة عنها .. كما ان اﻻسلاميين كان لهم دورا سيئا بهذا الخصوص وكانوا يتناولون الموضوع من جانب سلبي جدا فلم نجد لهم موقفا يذكر يزيل الغشاوة عن اهداف الخميني التوسعية والطائفية ولم نجد لهم فتاوى معلنة وصريحة تؤيد ما يقوم به العراق من تصد هجمة الصفوية الخمينية الشرسة ضد اﻻمة بل ان بعضهم كان مؤيدا ﻻيران سرا وعلانية .. وكان الكثير من مثقفي ومفكري اﻻمة غير مكترثين بما يقدمه العراق من التضحيات فكانوا يغلبون النظرة السياسيه الحزبيه الضيقة و ينظرون الى مايحدث بانه خلاف بين حكومة البعث وحكومة ايران وفي احسن اﻻحوال على انه خلاف بين دولتين اسلاميتين جارتين .. وذهب البعض من العرب الى تخوين العراق وتحميله المسئولية لبدء الحرب على جارته ايران (( الجمهورية الناشئه المسالمه الطيبه .. ))

وانتصر العراق لكل العرب والمسلمين في قادسية صدام المجيده وصمدت البوابة الشرقيه للامة العربيه .. فانتكست جحافل المجوس ايماانتكاسه وتدثرت بالعار والشنار وهزمت ايران شر هزيمة .. واليوم ونحن على بعدزمني باكثر من اربعة عشر عاما من احتلال امريكا للعراق واغتيال قائده الشهيدالمجيد صدام حسين رحمه الله وتسليم العراق ﻻيران على طبق من ذهب و بعد تامر حكام العرب على جمجمة العرب .. ومافعلته ايران باحتلالها للعراق بحبل من الناس ﻻ بقوتها .. اليوم فقط حدثت الصحوة العربيه وتبين للامة الغافلة ما قاله وفعله البعث والعراق والقائد الشهيد المجيد .. اليوم نرى ونسمع ونلمس ونقرأ لكل هؤﻻء العرب على مختلف مشاربهم السياسية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين .. ونسمع صراخ المساجد ونسمع ونقرأ الفتاوى .. ونقرا لليساريين و الليبراليين وغيرهم من مثقفي اﻻمة وحتى من عامة الناس .. اليوم الجميع يكتب عن خطر إيراني صفوي محدق بالأمة العربية واﻻسلاميه .. اليوم وبعد أن داست أقدام قاسم سليماني المجوسية على ارض العراق المقدسة والشام المباركة واليمن السعيد واقترابه من حدود دول خليجيه وعربيه اخرى .. اليوم وبعد أن اقتحمت جحافل المجوس بوابة العرب الشرقية وبعد اغتيال القائد المجيد وقادة البعث وتصفية مناضليه وكفاءاته العلمية والعسكرية واﻻداريه وتشريدهم وبعد هذا العبث بدماء ابناء العراق وبعد ان اعلن الايرانيون سيطرتهم على أربع عواصم عربية .. اليوم صحى العرب وصحت حكوماتهم من غفلتها .. فرأوا إيران على حقيقتها العدوانية ضداﻻمة العربيه وضد الدين وضد كل ماهو عربي ومسلم .. اليوم تدفع حكومات الخليج مليارات الدوﻻرات لأمريكا وهي خانعة ذليلة مقابل حمايتها من إيران ولن تحميها ﻻن أمريكا تحتاج إلى إبقاء إيران بوضع مسيطر إلى حد ما تتماهى مع أهداف أمريكا في تدمير اﻻمه والاستيلاء على مقدراتها وخيراتها .. فهل استوعبت اﻻمة العربية بحكوماتها وشعوبها واستوعب مثقفيها الدرس القاسي الذي نبههم اليه البعث قبل اكثر من ثلاثة عقود .. وهل لنا اليوم من مراجعة حقيقيه مع حقائق طرحها البعث لحقيقة الاطماع الفارسيه وﻻ يران وتحالفها مع الصهيونيه وامريكا .. هل لهم من عودة بعد هذاالدرس البليغ ليقفوا اليوم مع البعث العظيم في مقاومته للاحتلال الفارسي في العراق وهل لهم ان يتخذوا موقفا مبدايا لتبني مبادرات القيادة القوميه وقائدها المظفر عزة ابراهيم وتبني استراتيجيه عربيه عميقه للدفاع عن اﻻمن القومي العربي .. فان لم نفعل فلا خير فينا .. اذان الدفاع عن اﻻمة ضد هذا التمدد الخبيث يتطلب توحد اﻻمة تحت راية البعث من جديد .. فليس سوى البعث العظيم مؤهلا للقيام بعبء الدفاع عن امتنا وحماية وجودها الانساني واعادة عرى تماسكها .. ليس سوى البعث من يمتلك هذه اﻻستراتيجيه .. 





الجمعة ٢١ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رياض الدبعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة