في مثل هذا اليوم قبل أربعة وخمسون عاماً ... الثامن من شباط / الرابع عشر من رمضان / 1963 ميلادية .. بغداد تستيقظ .. أبناؤها يقرعون أجراس نهاية كابوس أستغرق أربعة سنوات وسبعة شهور نظام طاغية فردي ديكتاتوري يقتات على زج قوى الشعب في صراعات ببعضها البعض لمدة أربعة سنوات وسبعة شهور ... قوى الشعب العراقي تلك التي كانت مؤتلفة في تحالف في العهد الملكي، قادها من نصب نفسه (زعيم أوحداً للبلاد) لصراعات دموية، لتناقضات لا يستفيد منها سوى أعداء الوطن، فأنتهت على يده جبهة الاتحاد الوطني، وحال دون تشكيل مجلس لقيادة الثورة لينفرد بالحكم، ثم قام بتصفية قادة الضباط الأحرار بذرائع مختلفة، وأساء إلى العلاقات العراقية / العربية والدولية، فلم يكن موثوقاً من أي الأطراف، وهكذا أوصل البلاد إلى حافة هاوية، بلاد لم تعد تمتلك أية هوية سوى الزعيم الأوحد، وهكذا أصبحت الثورة بعد أن فشل في التعاطي مع أي مشكلة وطنية إلا بالقوة، السبيل الأوحد لتفاديها هي إزالة هذا النظام الشاذ.

وقد أخطأت القوى التي قرأت مفردات الموقف قراءة غير دقيقة، وجسدت هذا القراءة الخاطئة المبالغة إلى مواقف عملية في الشارع، فأساءت لنفسها أولاً ثم لمجمل الواقع السياسي العراقي، الحالي واللاحق، ولا تزال تعيش أصداء تلك المواقف، رغم أن العمل السياسي الوطني يفترض، قراءة مادية لكل مرحلة.

المجلس السياسي العام لثوار العراق إذ يحي ذكرى تلك المناسبة وذكرى شهدائها الأبطال، يكرر أن السبيل الوحيد لأنهاء المآسي العراقي هو بتعاون القوى الوطنية العراقية الذي يطرح على الجميع مهام عاجلة بتدارس ما نجم عن العراق من تدمير مادي ومعنوي على أيدي المحتلين وقوى الهيمنة الأجنبية فسلبوه أستقلاله السياسي وكافة منجزاته التي حققها خلال مئة عام من كفاحه ونضاله، ويخطئ من يظن أن عملية سياسية يطلقها الاحتلال وأذنابه بوسعها أن تحقق آمال الشعب العراقي، بل أن الضرورة العاجلة تتسامى فوق المصالح الحزبية للتخندق في معسكر واحد هو معسكر الشعب العراقي العظيم .

عاشت ذكرى ثورة الثامن من شباط / 1963 والمجد لشهداءها الأبطال.
عاش نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال وقواه السوداء.

المجلس السياسي العام لثوار العراق
الأمانة العامة
٨ شباط ٢٠١٧