شبكة ذي قار
عـاجـل










التاريخ يذكرنا بمواقف الشعوب الطامعة بشرف وعزة كرامتها وسيادة اوطانها ، وخير دليل على هذا هو تاريخنا العربي الذي يذكرنا دوما بمواقف عشائرنا العربية وشيوخها الاجلاء آنذاك من الذين قاوموا الاحتلالات الاجنبية لوطننا العربي الكبير ودوله من بعد اتفاقية ( سايكس- بيكوا ) وصولا الى مواقف البيوتات العربية المتميزة التي افتخر ويفتخر بها التاريخ ..

قصة البريطانيين و ( الواوي ) يا ابناء عشائر الفرات الاوسط وجنوب العراق هي ليست نسيج خيال كاتب قاص ، وانما هي قصة حقيقية لمواقف بطولات عشائركم ابان الاحتلال البريطاني عام ( 1918 ) م ..

لذا يرجى من جميع عشائرنا العربية في الفرات الاوسط والجنوب ان تطلع على هذه القصة ( الحقيقية ) التي وصلتني عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي ، والتي جعلتني وكل من اطلع عليها من اخوانكم العراقيين والعرب ان نفتخر كل الافتخار ونعتز كل الاعتزاز لما قام به هذا الشيخ الاصيل ورجال عشيرته والعشائر العربية الاصيلة الملتفة حوله لما قاموا به من موقف تاريخي شجاع هزَّ عرش بريطانيا العظمى بعد دخول المحتل ( البريطاني ) للعراق وبالتحديد منطقة الفرات الأوسط والجنوب عام ( 1918 ) .. عسى ان تعيد امجاد هذه العشيرة وشيخها الفارس الشجاع من كل من صنع الفتنة الطائفية ودنس وقتل وسلب وانتهك ونهب واستباح شرف وكرامة وهوية بلدكم العراق .. والقصة تقول :

بعد احتلال الانكليز ( البريطانيين ) لمنطقة الفرات الاوسط والجنوب عام ( 1918 ) وانشاء معسكراً لهم على ارض احد مشايخ الفرات الأوسط المعروف بشيخ ( كَاصد ) اخذ الضباط والجنود البريطانيين يقضون وقتهم في صيد ( الواوية ) لهواية بها ، وفي احد الايام قام ضباط وجنود المعسكر بمطاردة ( واوي ) داخل بستان الشيخ ( كاصد ) وحاصروه ثم أسروه واتفقوا على شحنه وارساله إلى بريطانيا ليتباهوا به .

بنفس الوقت كان راعي الشيخ ( كَاصد ) يشاهد الحادثة فتأثر وانزعج انزعاجا شديداً.. فجمع غنمه وتوجه إلى مضيف الشيخ ودخل المضيف فوجد الشيخ ( كَاصد ) جالساً مع رجاله ، واذا بالراعي يرمي ( عكَاله ) بالمضيف واخذ يهزج الاهزوجة التالية :-

واوينا يا كَــــــــاصد شنهو السبب كضوا
تراجيّتة ذهــــــــــب والطــوكَ من فضة
جم صوجر بصـــــــــــوجر بالسدر عضة
ميســــــــور إل لنـــــــــــدن يــــــودونة

حين سمع الشيخ ( كَاصد ) اهزوجة الراعي صاح بالجالسين : ( تُفـكَّم إخوتي .. تُفــكَّـم إخوتي ) ، وجمع عربه المسلحين بالبنادق المعروفة آنذاك با ( الكَصيرة ) ، وتوجهوا الى معسكر البريطاني وشنَّوا هجوماً خاطفاً على البريطانيين ودخلوا المعسكر وقتلوا العشرات من جنوده وضباطه ، واخذوا يفتشون عن ( الواوي ) ولكن بدون جدوى فعاد الشيخ ( كَاصد ) ورجاله إلى ديارهم وهو يرتعد من شدة الغضب ! .

كان لهجوم الشيخ ( كَاصد ) ورجاله صعقة للبريطانيين ، اذ بدأوا بإجراء التحقيقات والتحريات عن طريق ذوي النفوس الضعيفة ( عملائهم ) الانجاس ، وكما هو حال اليوم بعد ان كثر اصحاب النفوس الضعيفة بعد احتلال العراق بالاحتلاليين ( الامريكي ) و ( الايراني ) ( العملاء والجواسيس والمخبرين السريين والصحوات والشيوخ الاحتلال والدولار والولائم ، والميليشيات الايرانية وميليشيات الاحزاب والكتل السياسية ) الارهابية الموالية لإيران ، وشخصوا الشيخ ( كَاصد ) بانه قائد الهجوم على البريطانيين .

وبعد تشخيص الشيخ ( كَاصد ) من قبل عملاء بريطانيا آنذاك طلب المندوب السامي البريطاني حضوره الى ( بغداد ) لغرض التحقيق معه ثم أسره ومن بعده تنفيذ حكم الإعدام به .. رفض الشيخ طلب المندوب السامي البريطاني .. وقال ( اللّي يريد يحجي وياي يتفضل عندي بالمضيف وهو آمن على الرحب والسعة ) مما جعل بالمندوب السامي ان يضع حلاً وسطاً للقاء بالشيخ في القطار اثناء توقفه في أقرب محطة من مضيفه ، فوافق الشيخ وتوجه إلى المحطة.، وعندما وصل وسط ( تفاكَة ) عشائر الفرات الأوسط ( القطار ) شاهد المندوب السامي هذا الموقف الرهيب فارتعب قلبه وظن بأنه وقع في فخ الشيخ ( كَاصد ) ألذي سيفتك به كما فتك بجنوده .

صعد شيخ ( كَاصد ) القطار والتقى مع المندوب السامي وحاول وبدبلوماسية كلامه إن يعيد ( الواوي ) إلى موطنه . ولكن المندوب السامي طلب منه جزية مقابل الجنود الذين قتلوا في المعسكر البريطاني فكان المبلغ كبير ويكسر الظهر مما جعل بالشيخ ان يدرك أنه لا جدوى من الكلام مع المندوب السامي البريطاني فقال له : إنني لستُ صاحِبَ القرار .. لكني سأنقل رغبتك بكل أمانة لأخوتي وأنا سأطيعهم في ما يقررون . وخرج الشيخ ( كَاصد ) من القطار وخاطب جموع المحاربين ، وبالطريقة التي يفهمونها فقال: الصاحب يريد دن ( جزية تعويضية ) و ( الواوي ) باقي يمهم شتكَولون إخوتي؟؟؟؟؟؟؟ ، وهنا جُنَّ جنون المحاربين من هذا الطلب واخذوا يهزجون ببنادقِهِم مع إطلاقات نارية في الهواء قائلين :

- دن ما ننطي وهِدْ واوينا
- دن ما ننطي وهِدْ واوينا
- دن ما ننطي وهِدْ واوينا

ارتعد المندوب السامي ومن معه من المرافقين والحرس وظنوا أن الهلاك المحتم سيكون مصيرهم ، وأشار الى أحد مرافقيه أن يغض النظر عن موضوع الدن ، ووعدَ الشيخ بإطلاق سراح ( الواوي ) بأسرع وقت .. فامر من معه وقال له : ( جيب أي واوي أمنين ما جان وأعطيه لهم وسِدْ حلِكَهُم ) ، وأبرق إلى بغداد بأرسال أي ( واوي ) شلون ما كان بأسرع ما يمكن وكان له ما أراد.

وعاد ( الواوي ) إلى دياره بزفة عظيمة مع ( هوسات ) المقاتلين الذين أسعدتهم عودته بحيث لم يسبق لأي ( واوي ) ان يزف في تاريخ العالم القديم أو الحديث ، وعاد الشيخ ( كَاصد ) فرحان ومسرورا بعودة ( الواوي ) العزيز والغالي والذي من أجله سقط ( العشرات ) من الجنود البريطانيين قتلى برصاص العشائر فداء له .

فمن فيكم اليوم .. ايها الاخوة من شيوخ وابناء عشائر الفرات الاوسط والجنوب الكرام ان يعيد مجد ( اسلافكم ) من الرجال الرجال الذين افتخر ويفتخر بهم التاريخ والوطن والامة والاجيال ليحذوا حذوا الشيخ ( كَاصد ) ورجال ثورة ( العشرين ) ، وارضكم وخوركم ومينائكم وحدودكم ونفطكم ونخيلكم وكرامة وشرف وطنكم تباع مقابل ملايين الدولارات ، وامام انظاركم ومسامع اذانكم وبيد من دمر وانتهك عرض وارض ونهب ثروات العراق من عصابات سلطة طائفية فاسدة ذات ميليشيات ارهابية ولدت من الرحم الصفوي الخسيس ؟.





السبت ٧ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سجاد النعيمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة