شبكة ذي قار
عـاجـل










أربعة سنوات فقط تفصلنا عن الذكرى المئوية لتأسس الجيش العراقي الوطني عام 1921، لتتجمع عناصر وأساب تميز وتفرد هذا التكون والنشوء، ليرتقي إلى معان سامية، كأنه يريد استعادة أمجاد الجيش الآشوري العظيم الذي كان له شأنه المتفرد في البلاد والحكومة والتاريخ، ويستعيد معان الجيش العربي العباسي، فهذه كلها أبعاد رافقت، إن حاضرة أو كامنة في يوم 6 / كانون الثاني / 1921، يوم جثا الملك فيصل الأول بعقاله الحجازي، على تراب ساحة عرضات خان الكابولي / الكاظمية، التي مزجت بتراب جلب من مكة والمدينة، تيمناً بالأنتصارات، يصلي والدموع تملأ عينيه، داعياً بالنصر لهذا الجيش.

تلك كانت مقدمات معنوية كبيرة لجيش أصبح سور الوطن، حاميه وحزامه، جيش سيستحضر كل هذه المعاني في معاركه، جيش أكتسب صفته الوطنية والقومية، وبهذه المعاني ستكون قبضته فولاذية وجيشاً كتب عليه أن يقاتل، قد يقتل، ويستشهد رجاله، ولكنه لا يلقى الهزيمة، جيش تكرس في ذهن كل عراقي أن هذا الكيان هو للوطن وللأمة، جيشاً شعبياً، حضوره المادي والمعنوي في عقل وفؤاد كل عراقي بل وكل عربي ..

بهذه الروح والإرادة قاتل الجيش العراقي في العديد من الأقطار العربية وكأنه يقاتل دفاعاً عن العراق، فحدود العراق هي حدود السيادة والمصالح الوطنية والقومية معاً، ففي تشرين / 1973، يوم كانت غيوم سوداء تحوم في أطراف دمشق، سرت أنباء تطايرت بين الناس، يتناقلوها بفرح وعزم : الجيش العراقي قادم .... فأنتشر الناس على أطراف المدينة يستقبلونه بالزهور وبرغيف الخبز الساخن ... وقاتل هذا الجيش كما يدافع عن بغداد، وسكب دماؤه الطاهرة لتمتزج هناك بالتراب ولتؤكد وحدة الأمة.

ويقاتل اليوم الجيش العراقي، بمقرات غير ثابتة، بوحدات متحركة، ضباطه وجنوده، ويقبل المتطوعين من المواليد الجدد، قيادة الجيش والقوات المسلحة موجودة، وستظل تحوم فوق العراق تبذل الغالي والنفيس دفاعاً عنه، وحفاظاً على القيم والمبادئ.

الجيوش ليست أذرع من قماش خاكي، ولا تشكيلات إدارية، ولكنه إرادة وهدف وألتحام بالشعب ... كل الشعب ..
عاشت ذكرة السادس من كانون الثاني ذكرى ولادة الجبش العراق الباسل
المجد والخلود لشهاء الجيش والقوات المسلحة وعاشت قيادته الشجاعة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغداد المنصورة : ٦ / كانون الثاني / ٢٠١٦





الجمعة ٨ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المجلس السياسي العام لثوار العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة