في توقيتات ليست بريئة، تلوح في الأفق مناورات وصفقات أبتزاز جديدة، يضلع بها أبطال المساومات من جواسيس وعملاء ومتخاذلون في فصل جديد من فصول القتل على الهوية والحفر بالدريل والأجثاث والحظر والتهميش والقلع والإبعاد والتهجير، وهدم المدن على رؤوس أصحابها، وهذا الفصل الأخير هو برسم الإنهاء الكامل، للوطن وللشعب، وصياغة مقدمات لمرحلة فارسية يقوم بها من رضع حليب الخيانة والعمالة، ممن قاتلوا حتى الأمس القريب في صفوف العدو، التسوية التاريخية تعني إصدار عفو عام شامل مع إعادة الاعتبار والتنازل عن الأرض والدم والوطن، التسوية بأيدي قذرة لا يحق لها أن تمثل سوى أشخاصهم التافهة، فهم منبوذون بالامس وخونة اليوم وغداً سيمثلون لا محالة بتهم الخيانة العظمى.
لا أحد يملك حق الإدعاء بأنه يمثل إرادة الشعب العراقي، فهذه الإرادة اليوم مكبلة مخضبة بالدماء، ويوم يتحرر الوطن ويستعيد استقلاله، ويطرد المستعمرين وعملاؤه، ويوضع القتلة حيث يستحقون، وتبرز الإرادة الحرة مجسدة بإرادة أبناءه، آنذاك يمكننا الحديث عن وطن حر موحد، الشعب ليس بحاجة للتسويات، الشعب العراقي كان وسيبقى موحداً، وليس بحاجة لمشاريع توحيد، القتلة هم بحاجة إلى صكوك غفران، وليس بوسع أحد أن يلعب دور مانح هذه الصكوك ويتنازل عن الوطن مقابل حفنة من الدولارات.
الخونة والمتخاذلون والمتساقطون هم في الدرك الأسفل
إرادة الوطن لن تظل حبيسة، وسيتحرر اليوم أو غداً
ليس هناك نهار أكثر ألقاً من اليوم الذي يطلع فيه نهار الحرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغداد المنصورة في : ١٤ / كانون الأول /
٢٠١٦