شبكة ذي قار
عـاجـل










 تمر علينا ذكرى يوم الثامن من آب / 1988 يوم اختتام الحرب العراقية / الإيرانية، بانتصار عراقي مبين، أانتصار لم يكن يعني في يومها، ( والآن أيضاً ) إلا انتصار الإرادة السياسية العراقية القائمة على مبدأ رضوخ إيران لـ "مفاهيم السياسة العراقية القائمة على احترام سيادة العراق شروط الجيرة، فيما كان مبدأ الإيرانيون ولا يزال: التوسع عن طريق المؤامرات والعدوان "، وفي المسافة الشاسعة بين المفهومين: مفهوم يقوم على احترام أسس قواعد القانون الدولي، مقابل مفهوم قائم على أسس أيديولوجية غيبية، قائمة على التآمر والعدوان، وفي المساحة بين المفهومين المتناقضين، دارت حرب ضروس دامت ثمان سنوات، كان الإيرانيون خلالها، بعد كل معركة فاشلة يجمعون الشباب بمئات الألوف، والمال بمليارات الدولارات، ليتهيئوا لعدوان جديد فاشل، ولم يكفوا عن مساعيهم الخائبة إلا بعد أن أدركوا أن قواهم بالكامل، وربما نظامهم على وشك انهيار شامل.

وظن العراقيون قيادة وشعباً، أن الإيرانيون مقبلون على مراجعة شاملة لأسس نظرياتهم السياسية، وأن يلتفتوا إلى تعمير بلادهم التي هي بحاجة لخطط تنمية، وبناء الإنسان عبر تعليمه والعناية بالصحة والأسرة، وليس عن طريق المزيد من حشد الطاقات والقدرات لمعارك خرافية يخوضونها في جبهات عديدة بهدف واحد هو إقامة الإمبراطورية الصفوبة الجديدة، على أشلاء أجيال من شعبهم تنمو وتكبر على صدى الأنفجارات والمعارك، وإطلاق هتافات الحقد والكراهية.

إن الحروب تخلف نتائج سياسية، وتترك دروساً وعبر، والدروس لا ترسمها عقليات القادة فحسب، بل والنتائج المدمرة للحرب والثروات الهائلة التي أستنزفتها، كان الأجدر وضعها في خدمة الإنسان، وأن أي نصر حيال سعادة الإنسان وكرامته ورفاهيته هو باطل الأباطيل. بيد أن النتائج العملية والمراحل اللاحقة أثبتت أن القيادة الإيرانية، وهي قيادة دينية لاهوتية، إنما تؤمن بقيم خرافية، وليس لديها برامج إنسانية، وأي تقدم يحرزونه يضعونه في خدمة معاركهم، وهذا هو ديدنهم منذ عام 1979 / عام وصول الخميني للسلطة وحتى الآن ( 37 عاماً ).

القيادة الإيرانية لم تستفيد من دروس الحرب العراقية / الإيرانية، وهي، لمحدودية أفقها، تعتقد أن نتائج الحروب هي فقط ما يدور في ساحات المعارك، متجاهلة أن أجيال تنمو وهي تتطلع لحياة قد تختلف مفاهيمها، ومعطيات سياسية وثقافية محلية ودولية تتغير على مدار الأيام، أين منها العقلية المتخلفة التي لا ترتضي إلا أن تتغذى على دماء الغير، من أجل أهداف موهومة.

يقيناً أن الشعوب الإيرانية قد أدركت مآل كل هذه المغامرات والمجازفات الدموية، وها هو يهتف في شوارع المدن الكبرى في إيران، كفوا عن إرسال أبنائنا إلى المحارق في العراق وسورية ولبنان واليمن، لننعم نحن وغيرنا بالراحة، الأمن لنا ولغيرنا، الجيرة الحسنة أفضل من الجيرة الشريرة، إقامة العلاقات القائمة على الاحترام والمنافع المشتركة أفضل من المجازر والمعارك الدموية، لنشيد بلادنا أفضل مما نهيئهأ لدمار الحروب.

هذه هي العبر والدروس السياسية للحروب، والتي يكتشفها حتى السياسيون الجهلة والمغامرون بعد حين، ولكن أين ذلك من القيادة الإيرانية التي يعيش جسدها في القرن الواحد والعشرون، ورأسها في القرن السادس.

الشعب الإيراني يريد الخلاص من محنته، ومحنته هي قيادة لا تجد نفسها إلا عندما تثير المشاكل هنا، والحروب هناك، وترسل الميليشيات وتغذيها بالسلاح والألغام، وبتدريس الحقد والكراهية. ولكن لكل هذا نهاية، سيبلغها الشعب الإيراني بوعيه، وسينتصر على محنته، لنقيم معاً السلام النهائي والصداقة بدل الحروب.

عاشت ذكرى 8 / 8 / 1988 المجيدة يوم انتصرت إرادة السلام على إرادة الحرب
 المجد والخلود للشهداء الذين دافعوا عن الوطن العظيم

الامانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق
بغداد المنصورة في :  ٨ / ٨ / ٢٠١٦
 





الاثنين ٥ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة