شبكة ذي قار
عـاجـل










وأنا جالس في احدى مقاهي بغداد القديمة ، وإذا بأحد البغداديين يبلغ من العمره اكثر من سبعين عام يجلس بقربي ، بعد التحية والترحيب دخل الرجل البغدادي الوقور في حديث عن ما آل به العراق بعد احتلاله من ومن ومن !!! متهما المعارضة العراقية الخسيسة التي اجتمعت في ( لندن ) و ( اربيل ) بكل ما جرى ويجري اليوم في العراق جراء ما قامت به من اعمال يندى لها الحبين وتاريخ عوائلهم وأنسابهم وعشائرهم ، وبالرغم من رضاهم وقناعتهم بإسقاط الجنسية العراقية وحصولهم الجنسيات الاجنبية واستنجادهم بالغزاة لاحتلال العراق وبحجج عرفناها والشعبين العراقي العربي لكتابة ( الساقطين ) منهم التقارير الكاذبة بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل .. وكيف وصلوا الى العراق ؟.. وهل مجيئهم من اجل الديمقراطية التي تدعي بها امريكا وبريطانيا ودول الغرب ، ام من اجل تدمير العراق والسماح لؤلاء المعارضين السياسيين الذين حضروا المؤتمرين اعلاه بسرقة كل ما موجود فوق وتحت ارض العراق ؟..وو.. الخ من الاحاديث السياسية التي اصبحت لسان كل عراقي يوميا ..

ثم صمت الرجل البغدادي وبعد دقائق اخرج من جيبه علبة السكائر وأشعل ( سيكَره ) والتفت الي ، وإذا به يسألني سؤالا لم يخطر على بالي ابدا ليقول : لماذا تعقد المعارضات العراقية والعربية في الدول الاجنبية ولا تعقد المعارضات الاجنبية في العراق والدول العربية ؟.

اجبته .. اتمنى ان اعرف الجواب من شخصكم :
فأجابني بصوت هادئ .. ليكن في علمك ان طبيعة كل المعارضين السياسيين سواء كانوا من العراق او من الدول العربية هو الوصول الى دفة الحكم فقط ، وليس من اجل اوطانهم كالعراق وشعبه او من اجل دول الامة العربية والشعب العربي ، وإنما من اجل مصالحهم ، و ( راح أنطيك ) مثال على كلامي هذا :

كل ( القرود ) الذين اجتمعوا على العراق في ( لندن ) و ( اربيل ) ، والذين جاءت بهم امريكا وبريطانيا للعراق معروف تاريخهم وإبائهم واجداهم السياسي العفن .. انهم لم يفعلوا منجز واحداً كي التمسه انا وغيري من الشعب ، وإنما الذي حصلنا منهم ومن ديمقراطيتهم التي يتصارخون بها بعد ثلاثة عشر سنة من احتلال وتدمير العراق هو الذي اشاهده وتشاهده يوميا من نصب سرادق العزاء بالمئات في بغداد وجميع المحافظات يومياً ، وتهجيرهم لأكثر من نصف الشعب الى الخارج او لإقليم كردستان !!.. والفقر الذي عم اكثر من نصف الشعب ،والبطالة التي اصبحت عنوان الشباب ،وخريجو الكليات وبجميع الدراسات ( البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ) الذين لم يفلحوا طيلة ثلاثة عشر سنة على اية وظيفة تتلاءم مع شهاداتهم ،والفساد الاداري والمالي الذي نخر كافة وزارات ومؤسسات الدولة من رئيس الجمهورية والى مستوى الفراش الذي يعمل في اصغر دائرة موجودة في اي قرية وقصبة من ارض العراق ..

ولم اسمع منذ تأسيس الدولة العراقية عام ( 1921 ) والى احتلال بغداد سنة ( 2003 ) بان الجيش العراقي قد غير واجبه من الدفاع عن سيادة الوطن والشعب الى تدمير مدن ومدن عراقية ليقتل مئات الالاف ويهجر الملايين من العراقيين وبحجة محاربة الارهاب الذي جاءوا به وديمقراطيتهم الامريكية وأبو ( ناجي ) .. اتصور هذا الجيش الذي اشاهده وتشاهده اليوم ومنذ تشكيله بعد احتلال العراق وهو مشغول طوال السنة بالمواكب واللطميات وطبخ الهريسة والقيمة وموزع على شكل حمايات ..

هل لديك علم ان خدامات المسئولين لهن من ( 3 الى 4 ) جندي حماية ما عدى زوجات المسئولين وأخواتهن وعماتهن وخالاتهن وأولادهن وبناتهن وأزواج بناتهن ، ووصل الحد بهؤلاء السياسيين الذين كانوا يتشدقون بالمعارضة ان يضعوا حتى لعاهراتهم بعض الحمايات من الجيش الحالي الذي يسمى اليوم با ( الحرس الوطني ) ، ولكلابهم التي تحرس بيوتهم حمايات من هذا الجيش !! ..

ومع هذا اريد ان اسالك يا ابني : هل شاهدت جندي ( يحف ) حواجبه ، ويحلق ( سباكي ) الذي كنا نسميه سابقا با ( الحواف ) إلا في هذا العهد الساقط ؟..

 كنا نعرف عن الجندي العراقي منذ تشكيل فوج موسى الكاظم والى اخر يوم من احتلال بغداد هو جندي باسل !! تعرف ليش ؟..لأنه ذو ( هيبة ) بالشارع واخو ( خيته ) وأبو غيرة على شرفه العسكري وشرف كل عراقية ، كان كل الشعب ايحبه ويحترمه ، كنا نلقبه أبو ( خليل ) .. تعرف ليش ؟.. لخشونته وقوته ونباهته وشجاعته وقيافته الانيقة وقدرته على التضحية والفداء لشرفه ووطنه !!! ..

اما اليوم لا اعرف أن اسميه ( ميليشياوي / نكَري / قفاص / مكبس لجي / مسل بجي / حشاش / رداح ) !!!!! ، الغريب من اتشوف اي جندي من جنود اليوم وفي اي سيطر بالشارع وإذا على غفلة ومثل ( الزمبلك المكوك ) ( يردح ويركَص !! ) ومتعرف لويش يردح و ( يركَص ) !!.. اي هذا هو الجيش الذي جاءوا به المعارضين السياسيين الذين كانوا يحاربون العراقيين اثناء الحرب العراقية الايرانية والذين تجسسوا على العراق وجيشه الباسل اثناء الحرب الكونية .

اما بالنسبة لما يسمونها بالمعارضة فالكلام طويل عليهم .. اجبته : كيف ؟.قال : اكيد لك علم بالمعارضين السياسيين الذين كانوا يتفيكون علينا بالدول الاجنبية وعندما سلمهم المحتل الامريكي وأبو ( ناجي ) السلطة ( الطايح حظها ) اخذوا ( يتعاركون ) فيما بينهم على المناصب .. تدري ليش ؟. حتى يسرقوا المليارات والمليارات ، والشعب من ( ورآهم ) شبع تفجيرات وقتل اكثر من مليوني عراقي ما عدا ملايين المعوقين وجوع وفقر ومعانات وفقدان الامن والامان وو .. الخ من الالام !!... وكذلك الحالة في سورية وليبيا واليمن وو .. الخ !!!.

على كل اجيب على السؤال الذي سألته لك حول المعارضات العراقية والعربية التي تجتمع في الدول الاجنبية وعدم انعقاد اجتماع المعارضات الاجنبية في العراق والدول العربية قائلا :

من طبع العراقيين والعرب .. ما واحد يقتنع بالثاني ، وكل واحد ( ايكَول ) اني احسن من الكل !.. وإذا تسال اي جماعة من اي معارضة سياسية عن مواقفها الوطنية ترى جوابها انها قاتلت وجاهدت وعند الاستفسار يتبين ان قتالها وجهادها من خارج حدود الوطن وفي بعض الحالات من ( سويتات ) صالات الفنادق الخمس نجوم في ( نيويورك ولندن وفرنسا وألمانيا والسويد وسويسرا ولبنان وعمان وقطر والإمارات وتركيا وو .. الخ ) !!.. اضافة الى عدم احترم الرأي الثاني !.. يعني ( كلمن أيحد النار لكرسته اي لخبزه ! ) ، وكل واحد يريد ان ينتقم من الاخر ! وكل واحد ايريد يصعد على اكتاف الاخر وبحجج الوطن والوطنية ، وو ... الخ !!! ..

لا تصدق ( يا ابني ) هناك معارضة عراقية او عربية تعود لوطنها حتى ترفه الشعب سواء كان الشعب العراقي او العربي بقدر ركض شخوصها وراء ( الدولار والتومان والباون والليرة والدرهم وو الخ ) اختصرها الك بالمثل :-

( احنا العراقيين والعرب مثل سبحة ( البعرور ) من تضعها بالماء وتخرجها ما ايظل منها بس الخيط ) .
اما بالنسبة للمعارضات الاجنبية فهي عكس ما ذكر في المعارضات العراقية والعربية لان الاجانب تعلموا من دينا الحنيف كل شيء وأعطوا معارضاتنا اخلاقهم السيئة .. ولهذا نراهم في الانتخابات محترمين من قبل شعوبهم ووسائل اعلامهم تشيد بهم وبتاريخهم بعكس وسائل اعلامنا العراقية والبعض من وسائل اعلامنا العربي التي هويتها فقط الاساءة والشتم والقدح بالنظام الذي اسقطه الاحتلال ، والذي جعل من حثالاث الاعلاميين والسياسيين ان يتفوهوا بكلمات غير مؤدبة وبعيدة عن مهنية وسلوكية الاعلام الذي يتبجحون به لكونهم لم يتعلموا ويتربوا ويتأدبوا بأدب ثقافات الدول الاجنبية عندما كانوا يستجدون ويسمسرون على ارصفتها وحاناتها !!..

المعارضات الاجنبية معارضات محترمة تريد ان تثبت لنفسها بالعمل وليس بالكلام وأمام شعبها كيف تعمر وتحمي سيادة اوطانها ؟. وكيف تجعل من شعوبها ان يعيش برخاء وآمان وازدهار بعد ايفائها بوعودهم لهم بتوفير كافة الخدمات الانسانية وبغض النظر عن طوائفها وأقلياتها وأديانها وإيديولوجياتها المختلفة مع الايديولوجيات الاخرى ؟. وكيف تحترم حقوق الانسان والحيوان ؟ .. وكيف تساهم في تنظيف شوارعها وحدائقها ؟. وكيف تبني وتنتج وتزرع وتحصد ؟.. وفوق كل هذا كيف تثقف انصارها لتجعل منهم ان يحترموا ويقدسوا ارضهم ووطنهم ويقفوا ضد اي تدخل من اي دولة من الدول الغربية التي وقفت معها ، والتي اوصلتها لدفات الحكم لسنوات وسنوات ، اما اذا مس وطنهم لأي خطر تراهم يجتمعون وبغض النظر عن اختلافاته الايديولوجية ليتوحدوا يدا واحدة للدفاع عن وطنهم وبعكسنا نفرح ونتباهى عند اي خطر يهدد امن وطننا العراق ودول امتنا لتكون معارضاتنا السياسية مع من يهددنا لندمر ما تبقى لبلدنا من كم شاخص حضارية او كم بنية من البنى التحتية !..

اما لماذا لا تعقد المعارضات الاجنبية في العراق والدول العربية ؟.
 لأنها لا تريد ان تظهر ضعفها وضعف شعوبها امام العراقيين والعرب ! ولا تريدان تتعلم طرق الاستحواذ لحقوق الاحرار المقاومين المناضلين الحقيقيين من المعارضين العراقيين والعرب المعروفين بركوب الامواج من اجل كم دولار وباون ودرهم وليرة وو.. الخ .. ولا تفكر في يوم من الايام ان تستنجد بالعراقي والعربي لغزوا اوطانها واحتلاله ! ولا تريد ان تتعلم من معارضة العراقيين والعرب السياسيين طرق التجسس وخيانة الاوطان والتفرقة والنفاق والطائفية المقيتة !! ولا تريد ان تجعل من الدينار العراقي والدرهم والريال والجنيه وو .. الخ من العملات العربية وسيلة خسيسة لتدمير اوطانها وقتل شعوبها بقدر احترامها لكرامة وسيادة امن اوطانها القومي ! والأكثر من كل هذا لا تريد ان تظهر ضعفها وخلافاتها وكراهيتها للعراقيين والعرب بقدر ظهورنا نحن العراقيون والعرب كراهيتنا فيما بيننا !!. وأمثلها مثل :-

( سبحة الكهرب من تغمرها بالماء وتخرجها يظهر لمعان جمالها اكثر من قبل ! ) .

بهذا المثالين استأذنت الرجل الوقور البغدادي الاصيل لأذهب الى مكتبي لأكتب ما حدث من حوار جميل في هذا المقهى مع العم الكرخي وبالعنوان الذي سألني به :
لماذا تعقد المعارضات العراقية والعربية في الدول الاجنبية ولا تعقد المعارضات الاجنبية في العراق والدول العربية ؟.





الاثنين ٩ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سجاد النعيمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة