شبكة ذي قار
عـاجـل










اليوم تمر الذكرى الثمانون على ميلاد القائد صدام حسين ... ماذا يعني أن نستذكر ميلاد هذا القائد في خضم الأحداث الكبيرة التي يمر بها العراق والأمة العربية، وهما هدفان ترسخا في فكر ووجدان القائد صدام حسين، منذ أن كان شاباً يافعاً، وحتى أرتقي عالياً سلم الشهادة، مردداً شعارات آمن بها وناضل من أجلها وقدم حياته بسرور من أجلها..

ولد صدام حسين يوم 28/ نيسان / 1937 في قرية من قرى العراق، لأسرة كادحة، وسرعان ما دهم العراق احتلال بريطاني، على أثر حركة وطنية تحررية(مايس / 1941)، ويشاهد خاله الضابط العراقي الحر أحد رجالها، ويسجن ويطرد من الجيش على أثرها، وفي 1948 ينتفض العراق ضد معاهدة استعمارية جائرة (بورتسموث)، وتتعرض الأمة لجرح عميق يتمثل بأحتلال فلسطين (1047/ 1948)، ثم يتعرض قطر عربي كبير لمؤامرة وعدوان على أثر عمل وطني كبير تمثل بتأميم قناة السويس (1956) ويشارك في الانتفاضة الجماهيرية العارمة الشاب صدام حسين، ويشارك في تأييد فعال لثورة الجزائر، وللوحدة المصرية / السورية.

وفي حمى هذا التصاعد في النضال الوطني والقومي، لم يكن غريباً أن يختار صدام حسين قدره، أو يختاره القدر، ولكنه كان أختياراً أصيلاً وشريفاً يستحق أن يمنحه كل حياته، وقد فعل ذلك وأخلص للقسم الذي أقسم عليه أن يعمل بلا هوادة ولا تردد، وليس بالإمكان إحصاء كم من المرات قدم فيها صدام حسين حياته للشعب والوطن والأمة، ولحزب البعث العربي الاشتراكي الذي غدا طريقه نحو خدمة الوطن والأمة.

مراحل صدام حسين تمنح تلك العقود مغزاها السياسي والنضالي في حياته الشخصية وفي نضال العراق والأمة العربية مراحل عشارية(عشرة سنوات)، أو هكذا تقريباً : ولد 1937، وعاش هذه المحطات النضالية معايشة في عائلته، وفي وطنه وأمته، ولما بلغ مبلغ الشباب كان لابد أن يكون طريقه، طريق الأمة وآمالها، ووجد في البعث العربي الاشتراكي خير من يمثل الأهداف، فأنتمي إليه (1956/ 1057) ليكون أحد مناضلي الرعيل الأول، رعيل الخمسينات المبارك.

تصقل التجارب مسيرة المناضل، ويضيف عليها من شخصه، فتبرز صفاته وقدراته القيادية، ومرارة هزيمة 1967 لم تخلق اليأس والإحباط والقنوط، بل التطلع والرد، وفي 1968 لم يكن يتجاوز الواحد والثلاثين من العمر عندما مارس دوراً قيادياً أساسياً في ثورة ستفتح أما العراق أبواباً، ولم ينس ما كان يدور في فكره وقلبه وهو شاب، فكان تأميم النفط ضربة للإمبريالية ومؤسساتها (1972)، وفي (1973) يلعب الجيش العراقي دوره التاريخي المشرف عسكرياً وسياسياً في حرب أكتوبر.

في أعوام السبعينات شهد العراق ثورة تنموية جبارة، تمكنت من نقل العراق إلى مستوى جديد، وهو البداية لطموح أكبر، أن يصبح العراق شعلة الأمة، وطريقها نحو التحرر الاقتصادي والسياسي، وهنا انتبهت الإمبريالية إلى الخطر الذي تجاوز مرحلة الأحلام، وعبر المرحلة الجنينية، وها هو يبشر بمستوى جديد اعتبرته خطر داهم، وابتدأ التآمر. وتتالت فقرات المسلسل التاريخي وأصبح واضحاً ...

حياة صدام حسين تعبر عن مسيرة جيلين أو ثلاثة، وأحداثها ستؤثر في الأجيال القادمة، فقد أستطاع هذا الرجل، وبجدارة إيقاد شعلة يصعب إطفاؤها، يقودها اليوم رفيق دربه القائد المجاهد عزت إبراهيم، قائد محنك يمسك بأطراف قضية النضال الوطني والقومي، ويشخص بدقة كبيرة نقاط الضعف والقوة، ويرسم الطريق، رغم صعوبات خيالية، ولكنه يقبض على الدفة بحكمة وقوة، وكلاهما شرطان للمسيرة الظافرة.

حياة صدام حسين منذ ولادته وحتى ارتقاؤه سلم المجد الأبدي مبتسماً واثقاً مسروراً، هي قصة نضال هذا الشعب، واليوم إذ يستذكر المجلس السياسي لثوار العراق هذه الذكرى، إنما يؤكد على الجانب النضالي منها، واستخلاص العبر والدروس، وأن نفهم جميعاً المسار الجدلي للأحداثوأن نتعرف بوعي على أبعادها ورموزها.

لم يكن صدام حسين ملكاً لحزب البعث العربي الاشتراكي وحده ... بل للشعب العراقي والأمة العربية كلها ...
الخلود للشهيد الذي ارتقى وعانق مصيره وأحتضن المجد ..
المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية
الخزي والعار للعملاء والخونة والفاسدين

بغداد المنصورة :  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٦





الجمعة ٢٢ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المجلس السياسي العام لثوار العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة