شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا يعني هذا اليوم من معاني كبيرة، ربما لا يدركها الفرد، ولكن على القيادات السياسية أن تدرك أبعاد الأمور كلها، لا تترك حتى الهوامش والملاحظات العابرة، أما إذا تجاهلت وتغافلت أو حجبت أغشية عن رؤية وإدراك المغازي الكبيرة، فهنا تكمن الكارثة، وستبقى هذه القيادة تقود شعبها من تهلكة إلى أخرى. فما هي الأبعاد الحقيقية الكبيرة لمعركة الفاو ...؟

نصح قادة وخبراء عسكريون، من الأشقاء والأصدقاء قد نصحوا القيادة العراقية أن يتريثوا بشأن تحرير شبه جزيرة الفاو بوصفها النقطة الأصعب في الجبهة العراقية الإيرانية بأسرها البالغ طولها أكثر من 800 كيلومتر، وقد اختارتها جهة خارجية، وعولت عليها كمقدمة لإسقاط النظام الوطني في العراق. توفيراً لمنازلات أخرى. بيد أن القيادة العراقية، أرتأت ضرب المؤامرة في بؤرتها، وقلب المعادلة لتكون معركة الفاو كمقدمة لهزيمة المخطط التوسعي. وبالفعل تلاحقت معارك النصر إلى هزيمة شاملة، وكان على القيادة الإيرانية أن تستخلص منها الدروس والعبر، وأن تتجنب مأزق ومستنقع هي اليوم فيه بكل جدارة.

1. كان على القيادة الإيرانية أن تدرك، أن العراق، قيادة وشعباً، يمتلك شحنة معنوية / مادية بما تمتلك من خصائص تكون لدى شعبها عبر العصور، يفترض أن تكون على معرفة بها، تجنبها الانزلاق لأن تطيع شهواتها ورغباتها بالتوسع المساندة من جهات تناصب العراق والأمة العربية العداء، وأن هذا التورط سيحكم سياستها لعقود قادمة، سوف تجد من الصعوبة الآفلات من تبعاته ومستحقاته.

2. استسلمت القيادة الإيرانية لمشاعر الانتقام والثأر، فبدلاً من الأتعاض، واصلت دورها في المؤامرة، كمثير للمشاكل والصراعات الطائفية، مستغلة مشاعر مواطنين في أقطارهم، خدمة للمصالح الأجنبية، وإذا كانت قد حققت مكاسب هنا وهناك، إلا أن إجمالي الحصاد النهائي لسبعة وثلاثون عاماً يشير إلى نتائج بائسة، أساءت فيه إيران لنفسها في المنطقة والعالم.

3. رتب على سياسة الثأر الولوغ في المزيد من مخطط التآمر والتبعية للقوى العظمى، وما يتبع من ذلك استسلام لإرادة ومشيئة هذه القوى، التي لا ترى في إيران إلا قدرتها (من خلال موقعها الجغرافي) على إثارة المشاكل في المنطقة، وألحقت هذه السياسة الضرر وبانحطاط مكانتها وعزلة على الصعيدين الدولي والإقليمي.

. قاد انغماس إيران وصرف جهودها في مجال الخارج، إلى تجاهل حقائق ومعطيات داخلية كثيرة، في مقدمتها الإشكاليات الاجتماعية / الاقتصادية، وحقوق الشعوب الأخرى ضمن الجغرافية الإيرانية.

إن انتصار الإرادة الوطنية التي ترجمتها العسكرية العراقية إلى فوز باهر، إنما هو جوهر مادي يدخره الشعب العراقي، ويضيفه إلى خصائصه وتكوينه الوطني والنفسي.

المجد والخلود لشهداء معارك التحرير
يا شعبنا العراقي الشجاع العظيم .. نصرك الكبير آت ... آت .. .
عاش الجيش العراقي الباسل صانع الانتصارات والأمجاد

بغداد المنصورة في السابع عشر من نيسان / ٢٠١٦
 





الاثنين ١١ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المجلس السياسي العام لثوار العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة