شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل ايام معدودة أطل علينا كاتباً ولساناً كان يصدح ويتغنى بكثير من المواقف الوطنية التي تدلل على مدى حب الوطن واهله والحرص على مقدراته كما كان يبدو لنا ولغيرنا ، ولا شك اننا كبعثيين نرى فيه خيرا كثيرا ونشد على يمينه ونزكيه ونزكي عمله ومواقفه ، ونذكر ذلك له ونشجع اي من العراقيين الذين نتعشم فيهم خيرا من الميسورين ان يمدوا يد العون له ومساعدته ، وتمر الأيام والسنين واذا بِنَا نتفاجأ ، بمقال من هذا الانسان يخص فيه لقاء منظمة المغتربين العراقيين ، ويتهجّم على مؤتمرها الذي سيعقد قريبا وبطريقة بهلوانية استهزائية خلط فيها الحابل بالنابل ، علما بأن منظمة المغتربين العراقيين منظمة مستقلة لها لقاءات سنوية تجري بانتظام ولم نرى ان هناك غرابة في أن تعقد مؤتمرها الجديد للم شمل العراقيين للتشاور في شؤون بلدهم وشؤونهم الخاصة كما جرت العادة .

ففي تسعينات القرن الماضي عندما صدرت قوانين مجحفة بحق العراق واهله من مصدر الشر المستديم مجلس الأمن الدولي بفرص حصار ظالم مجحف بحق العراق واهله طال كل مرافق الحياة وارهق كاهل العراقيين ،انبثق من قبل العراقيين الشرفاء أبناء المهجر منظمة فتية سميت حينها منظمة المغتربين والمقيمين العراقيين شعارها ( جذورنا في الوطن أينما نكون ) وكان جل أعضاءها من أبناء الوطن في المهجر ممن ابت رجولتهم وولاءهم للوطن ان يروا أبناء وطنهم يحرمون من ابسط سبل العيش الكريم ، فبادرو برص صفوفهم وأدوا ما أدوه من مواقف إنسانية نبيلة على طريق كسر الحصار الظالم وذلك من خلال تبرعاتهم بالدواء والغذاء والمال وشرح مأساة العراقيين في برلمانات العالم ، ودعوة هؤلاء للعراق ايضا للاطلاع بأنفسهم على ما يجري من ظلم وقتل منظم من خلال منع الدواء والغذاء عن أبناء العراق ، وأدت المنظمة دورها الوطني بكل نشاط وهمة دون تدخل من الدولة او حزب البعث العربي الاشتراكي ، وإنما من خلال تبرعات أعضاءها والله شاهد على ما أقول ، وكل ما كان يطمح له أبناء هذه المنظمة هو ادخال الفرحة على قلوب اخوانهم ورفع بعض الحيف الذي لحق بهم ، وإشعارهم بأن اخوتهم في المهجر يقفون معهم في خندق واحد ، وان كل مايطمح اليه المغترب هو تسهيل عملية رجوعه الى وطنه دون ملاحقات قضائية او إجراءات معقدة تخص دائرة السفر وموافقاته الأمنية ، وكان المغترب من خلال اشتراكه السنوي يدفع اجور الإقامة في العراق وتأجير قاعات الاجتماع وصالات المطاعم دون تدخل او مساعدة من حكومة العراق آنذاك ، فما كان من حكومة العراق نتيجة لجهود المنظمة ان رفعت اي مطالبات قضائية او تعقيدات لكل المغتربين والمقيمين لمدة شهر من تاريخ انعقاد المؤتمر وكانت التفاتة كريمة فرح بها الجميع ، وإنها زادت من عدد أعضاء المنظمة وجلهم من المعارضين للنظام الوطني آنذاك ، ولا أودّ الخوض في تفاصيل هذا الموضوع ، وإن أسمائهم وأرقام جوزاتهم وعناوين سكنهم موجودة لدينا . ولا بد ان اذكر هنا ان المغتربين كانوا يدفعون رسم اشتراك سنوي ومن خلال هذه الاشتراكات كان يتم استئجار القاعات والإقامة في الفنادق ، ولا اذكر يوما ان الدولة العراقية قد دفعت عنا اي فاتورة ، حتى إن دعوة عشاء وزارة الخارجية كانت تدفع من ميزانية منظمة المغتربين العراقيين .

ولكي لا اطيل في شرح هذا الامر ، فلدي كثير من الشواهد والمواقف التي تدلل على طبيعة منظمة المغتربين والمقيمين العراقيين ، واجزم انها منظمة مدنية إنسانية اجتماعية وطنية دون أدنى شك لا علاقة لها بحزب البعث العربي الاشتراكي أو جهة اخرى لا من قريب ولا من بعيد ، انها تضم البعثي والشيوعي والإسلامي والكردي والعربي والمسيحي والصابئي وكل مكونات وفئات الشعب ومن كل اطياف الشعب العراقي ، وهذا ما يؤكد بشكل قاطع لا يقبل الشك والنقاش ان أهدافها سامية عالية علو السماء ناصعة باهية قوامها الحقيقي هو حب العراق والولاء لتربته ......!

فهالني من العجب والاستغراب معا ان اقرأ من كتابات شخص كنت اعتبره اخ وصديق وأعده وطني وشريف ويدافع عن الحق ، بان ينهال على هذه المنظمة عالية الجناب بتهم وزيف لم اعتاده الا من الأعداء ، فكيف تجزم انها احد أذرع حزب البعث .... وكيف تجزم ان حزب البعث هو من يدفع تكاليف الإقامة والاستقبال ، ان كان البعث عندما كان دولة لم يدفع عنهم فاتورة قاعة وهي لا تساوي شيء ، فهل من المعقول أن يدفع الان وهو مجتث ومطارد وفي احلك الظروف التي لا تتمناها حتى لعدوك .....!

كيف لهذه المتناقضات ان تزفها للناس ، ولمن من الناس ، انك وعدتهم ان لا تقول لهم الا الحق ، فعن اي حق تتكلم ياسرمد ؟؟

ثم يا اخي الفاضل كيف لك ان تخاطب البعثيين وتقول لهم هذا ما تفعله قيادتكم ورجالاتها !!! من انت ؟؟؟ ومن اعطاك هذا الشرف المصان كي تخاطبهم بما جالت به افكارك من عدم يقين وعدم دقة ؟؟؟ !!!

ولا بد لي اخي سرمد مع جل احترامي وتقديري لك ان اتساءل لصالح من كتبت مثل هذا المقال ؟؟؟

وبالأخص توقيته قبل موعد انعقاد المؤتمر لصالح من بالله عليك دلّني ؟؟؟

الا يتسائل اي رجل رشيد لم هذا التوقيت وانت تعلم كل العلم ان حكومة المنطقة الخضراء جلهم من الخونة الساقطين والسراق المارقين سيجندوا من المنافقين كي يضيقوا او يتجمعوا او يسيئوا الى من هم اشرف وازكى واكرم منهم أجمعين ؟؟

انها حقا خيبة أمل اقسم بالله ، انها لخيبة أمل قضت مضجعي وألمتني ، اسفي كل الأسف لقد انكشفت ما في القلب من غصة ، ولا أقول الا ( اللهم اكفني شر الأصدقاء اما الأعداء فأنا كفيل بهم ) .

هذا ما كنت قد كتبت إليك يا سيد سرمد لاستبيان الحقائق التي أغفلتها ولغرض تبيان واقع المنظمة ، الا أني فوجئت برسالتك الاخيرة والتي تستمد معلوماتها من سعد الدليمي الا ان الأخير لم يبلغك الحقيقة كما هي عادة هذا المخلوق الذي لم يبلغك ان الانتخابات هي من افرزتني رئيسا لها ، ولم يبلغك انه حاز فقط على ٣ أصوات ( ثلاثة فقط ) ومن بينها صوته وصوتي ، ولم يبلغك ان الدكتور السعيدي حاز على ١٧ صوتا وبهذه النتيجة اصبح نائبا لي ، ولم يبلغك اني حُزَّت على ٣٤ صوتا ، ولو كان رجلا صادقا ولم تسيطر عليه وساوس الخيلاء والتكبر ، لابلغك حقا ان الحزب لا دخل له بها ، وإلا كيف يرتضي الحزب ان يكون رئيس منظمة المغتربين في فرنسا شيوعيا ، ورئيس جمعية ماليزيا اسلاميا ، ورئيس جمعية بولونيا معارضا ، ولكن حقاً تسكب العبرات بالتأسي على أشخاص كنّا نظنهم رجالا واذا بهم غير ذلك !!!!.

ولم يبلغك ( سعد ) انه في أوائل عام ٢٠٠٣ قبل الاجتياح ، عقدت اجتماعا تحضيريا في لندن وكان أخيه حارسا يُستقبل الحضور في قاعة المدرسة العراقية ، وقد ادخل المتظاهرين الى القاعة لاثارة الشغب وافشال الاجتماع وليس كما تدعي في عام ٢٠٠٢ .

وعودة على بدء حول رسالتك الاخيرة والتي تصف بها حزب البعث ( بالحزب الثوري بطريقة استهزائية ) مستنكرا يا سرمد ... الا تتقي الله ،، بالكلام عن هذا الحزب العظيم ، وما علاقة ذلك بموضوع مؤتمر او اجتماع لمنظمة .... ام إنك نسيت ان الكثير من رجال هذا الحزب كانوا يقفون معك ويهيئون لك الفرص لإيجاد دعما من هنا ومعونة من هناك ، ولعلك تتذكر عندما تأتي مستعطفا الدعم لموقعك الالكتروني وتشكوا شظف العيش والحاجة وارتفاع التكاليف ، ودون ان نذكر اسماء ومناصب ممن دفعناهم للعطف عليك ، وكنت أعرفك وارسلك الى من نتعشم فيه خيرا !!!

سامحك الله ، هل هذا جزاء الاحسان ، أيكون جزاء الاحسان بالخذلان ؟؟؟

(( ولاتنسوا الود بينكم )) .

ثم أسألك ياسرمد ، بالله عليك من هم من أعضاء المنظمة او الحزب الذين ذهبوا يستجدون الميسورين ،،، اتحداك أن تذكر لي واحد منهم !!!

نعم قد نذهب ونسعى لطلب المعونة لك ولأمثالك وليس لانفسنا او رفاقنا ، والله نحن أسمى واكرم من هذه المواقف وهذه النفوس الضائعة ، واننا ياسرمد انا ورفاقي إعتدنا شظف العيش وصعوبة الحياة ، ولا ضير في ذلك لانه أسمى واكرم من ان نوصف بالسراق والمنافقين والمتلونين وكلما اقتضت الحاجة .

ان ما اوردت في مقالاتك من زيف وحقد دفين واثارة شكوك سيكون وصمة عار وتخاذل على جبينك لن يمحى أبداً ، وأننا أردنا رفعك عن هذه السفاسف ،، ولكن للأسف لاحياة لمن تنادي ، ثم ان ما يعيبك في هذا المقال هو إصرارك على المطاولة فيه والاساءة المتعمدة ، رغم أني أوضحت لك ان هذا لايخدم الا الأعداء والمتربصين ، واوضحت لك الحقائق كما هي وكما اعرفها ، ومع هذا تماديت واستمريت بغيك ، الا يبدو لك هذا الإصرار ولأي عاقل انه مدفوع الثمن او تناجي به فئة ما ، ربما قد اوعدتك بنصيب ....!

اسفي عليك لقد خانتك الحصافة والرشد ان كنت تملك منه شيئا أصلاً ، وطغى عليك طمع المنفعة والاستجداء !!!

وأود أن أخبرك إن إجتماع المنظمة قائم ومستمر وسيحضره المئات من العراقيين الشرفاء غير آبهين لما تقول او يقوله أمثالك ، شئت ام ابيت ، زعل من زعل ، ورضى من رضي ، ورغما عن انوف كل الأعداء والمنتفعين والمرتزقة والمتصيدين في المياه الضحلة ، كضحالة أنفسهم الضآلة الإمارة بالسوء والتفريق وشق الصفوف ووسوسة الشياطين .

كم كنت ارجو ان لا تصل الى هذا المستوى ، لكي لا تدخل فرحة لقلب متشفي حقير ،

ولكن يبدو لي انك استكنت لنفسك السوء ، وان النفس لإمارة بالسوء الا ما رحم ربي ، ربما نتيجة ظروف شظف العيش التي تمر بها ، وطلباتك التي لاتنتهي من البحث عن الدعم والشكوى الدائمة ....!

ان ما يثير غضبي وحنقي عليك ياسرمد ، هو ركلك للمعروف ، وإصرارك على اثارة الشبهات حول من اثنى عليك ، ومحاولة تشتيتك لكلمة الجمع ، وتوهينك لعنصر الحق ، وموالاتك للاعداء البينين في هذا الامر .. واستعانتك بمن لا صدق لهم من الحاقدين والمارقين واللؤماء .

اقسم بالله أني كنت حريصا كل الحرص على ان لا اخسرك كصديق ،،،، ولكن بعد الذي فعلته ،،، فما اهونك على خسارتي ، ولن ألوم احدا في معاداتك بعد الان ، لان اتضح معدنك ، ونضح الاناء بما فيه ....؟

وأقول لك في الختام ، من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر في العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضَل ، ومن حلم غنم ، ومن خاف سلم ، وسلام على أتبع الهدى .

والعاقل الحليم تكفيه الإشارة .





الاربعاء ٢١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد الجبار عوّاد الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة