شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بيان من الأمانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق

بمناسبة ذكرى الثامن من آب / 1988

سبع وعشرون عاماً مرت على ذلك اليوم الذي شهد الأحداث وسجل المواقف ومنها ينبغي استخلاص الدروس والعبر.
في حرب تواصلت لثمان سنوات، رد فيها العراقيون عن بلادهم شراً، وأحبطوا مخططا، كان عقدوا له لواء العدوان الحاقد، ولم تكن خططهم يومذاك سوى الحلقة الأولى في مخطط شامل، مفرداته ما نراه يدور اليوم في العراق أولاً، وفي المنطقة ثانياً. فالمخطط كان أساساً يقوم على اقتلاع الصخرة الأكبر والأثقل في المؤامرة الكبرى على العراق والأمة العربية، وليس أدل على ذلك سريان عدوى وآفة تشغيل المحطات الاستخبارية / التآمرية الصغيرة في القلاع المجاورة الواحدة تلو الأخرى، ولم يكن ذلك ممكناً إلا بإزالة السد العالي المتمثل بالعراق شعباً وقيادة وقوات مسلحة، وأجثاث أدواته النضالية، وإنهاء صفحة تاريخية نادرة من النهضة والإعمار وأقتحام حضاري شامل الأبعاد.

تلكم كانت الغاية الأساسية من العدوان الإيراني ومن الرد العراقي الباسل، وهي مهمة قام بها العراقيون مسترشدين بأمجاد أمتهم، وبقواعدها السياسية والجهادية والاخلاقية : بسم الله الرحمن الرحيم: كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لك. والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ( 216 /البقرة ) . أنتخى العراقيون للدفاع عن وطنهم وأمتهم، العراقيون بأسرهم معسكراً واحداً متحداً وفي تلك عبرة لمن يريد أن يعتبر، أما من يضل سادراً في غيه فسيلجأ لأساليب لا علاقة لها بالقوانين الإلهية أو الوضعية، ولا بالقواعد القانونية أو الاخلاقية، فيمضي إلى الدخول في الحلقة الثانية من العدوان، بعد معارك تحرير الفاو ومجنون والزبيدات على التوالي في ملاحم قتالية نادرة أظهرت عنفوان العسكرية العراقية والعربية. أوقف الفرس عدوانهم لأن مهندس العدوان نصحهم، ولأنهم أيقنوا بأنفسهم أن نظامهم بالكامل قد أصبح على قاب قوسين أو أدنى من الأنهيار الشامل على يد قوى الشعب الإيراني، فأستجابوا مكرهين للقرارات الدولية بعد فشل عدوانهم فشلاً ذريعاً، ليفتتحوا الصفحة الثانية من العدوان.

والصفحة الثانية دحرها صمود أسطوري للشعب العراقي بأسره بكل مكوناته الرائعة، في حرب قذرة بقيادة الإمبريالية العالمية الأمريكية نفسها ومعها أساطين الاستعمار والاستكبار، بلغت وضاعتهم أن يتولوا حرق المحاصيل قبل حصادها، لتجويع أسود العراق الضارية، وحرب أشتغل فيها الطابور الخامس مستنفرين كل قواهم، إلا أن صفحة الحصار فشلت بقيام العراق بتخطي حواجز صناعية وزراعية كبيرة، فتحول العراق إلى نعمة عليه.

الصفحة الثالثة باشرتها قوى العدوان والتآمر مجتمعين في توزيع أدوار لا يليق بأمم كبيرة ومحترمة، فهناك من الدول العظمى من قبل أن يشتغل كمقاول ثانوي، وآخرين كممثلين كومبارس دورهم التهريج على مسرح الأحداث، انتهت بدخول قوى العدوان بغداد .

إن المجلس السياسي العام يذكر العراقيين والعرب والرأي العالم العالمي بمراحل التآمر على العراق، يؤكد أن الشعب العراقي سيواصل نضاله لطرد المحتلين الأجانب الذين عليهم الاستفادة من دروس وعبر التاريخ الحديث، ويحذر الإيرانيين أن مقاومة الشعب الباسلة تمكنت من طرد الأمريكان ( 350,000 الف عسكري ) ومعهم حلفاءهم وعملائهم وجواسيسهم، لقادرة على طرد من أقل منهم، فلا يغرنهم الأتكاء على معطيات وهمية، الشعب العراقي هو شعب واحد، ولا يقبل ولا يسلم بالنتائج الناجمة عن الاحتلال.

إن المجلس السياسي العام يحذر وينبه، أن حرب استعادة الاستقلال سيكون لها نتائجها، وسوف يندم من يشعل حرائق لا يستطيع إطفاءها. الشعب العراقي سينتصر لا محالة، وسيضطر من يزرع الريح بالاعتراف بالفشل وتناول سم الهزيمة.

الأمانة العامة
بغداد  ٨ / ٨ /٢٠١٥

 





الاحد ٢٤ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة