شبكة ذي قار
عـاجـل










اعلن امس 3 فبراير / شباط الجاري .. ان مجلس الوزراء العراقي قد اقرّ قانوني تشكيل ما يسمى بـ ( الحرس الوطني ) وتعديل قانون ( المساءلة والعدالة ) رغم معارضة عدد من الاحزاب المشاركة في العملية السياسية ونصف الحاضرين على الثاني ، ومرة اخرى ومثلما فعلوا عندما غيّروه من ( اجتثاث البعث ) الى ( المساءلة والعدالة ) الذي"..كرّس الاجتثاث بدل ان يلغيه" بخلاف المطالبات الشعبية وكشرط اساسي تصّدر شروط اجراء ( مصالحة وطنية ) ، يعدّل اليوم الى ماهو اسوأ واكثر تشديداَ وعدوانية ؟! ويأتي هذا الاجراء الانتقامي والاجرامي ، كالعادة ،بعد ان استقّوت السلطة الباغية بوجود اسيادها الاميركان وعودة بعض عساكرهم ،اضافة الى ماموجود، بدعوى قيادة واشنطن لما يسمى بـ ( الحرب الدولية على الارهاب ) التي حشّدت لها بعد تمكّن الثوار والمقاومين الابطال من تحرير نينوى وصلاح الدين والانبار واجزاء من ديالى ووصول الثوار والمقاومين الابطال بوابات بغداد، اضافة الى الاتكاء على الوجود العلني لقوات الحرس وفيلق القدس الايراني وهذا النفوذ المتسع والمتمدد على حساب دول الجوارالعربي! والذي لم يحصل لولا تواطؤ الاميركان، بتسليط شركائهم ملالي ايران على العراق؟! فاقرارالتعديل،وبدفع من الفرس الحاقدين وفي هذا الظرف الراهن،مع ما فيه من اهانة مقصودة واستهانة وعدم اكتراث باراء شركائهم في العملية السياسية وتحد واستهتار وهضم وتجاهل .. للمطالب الشعبية لثوار ابناء العشائرالمشروعة في مقدمتها تغيير الدستور وألغاء قرارات المحتل العدائية المجحفة والانتقامية التي اصدرها ( بول بريمر ) الحاكم الامريكي بعد الاحتلال مباشرة واولها قانون اجتثاث البعث الذي صدر منتصف ابريل / نيسان 2003 ونفذ مباشرة بناء على اوامر من المجرم ( بوش الابن ) ، وهذا ما ورد في مذكرات بريمر التي صدرت في كتابه ( عام قضيته في العراق ) اذ يقول" ان الرئيس بوش كان حريصاَ ومشدّداَجداَ في تنفيذ اجتثاث البعث مهما كلف الامر!" وهذا ما يعكس حقد وضغينة وعدائية الامريكان ويعبّر عن عقلية صنّاع القرار الاميركي الغريبة التي لم تفارقها عقدة الانتقام والدموية تجاه الاخر، تسيّرهم حقيقتهم المتعطشة للدماء وتأريخهم الاجرامي الاسود ، كيف لا وان دولتهم قامت على افناء اكثر من 150 مليون من الهنود الحمر سكان امريكا الاصليين وفق مبدأ ودعوة الرئيس ( اندريه جاكسون ) " ..اقتلوا الهنود الحمر واسلخوا جلدوهم!" ثم فوقيتهم الزائفة على العالم اجمع كونهم من العنصر الآري الابيض،وانهم حسب تصنيف عالمة الاجتماع الامريكية المعروفة ( الدكتورة كلوكهن ) التي قسمت العالم الى 13 مجموعة بشرية وضعت الامريكان على القمة وفي القاع نحن العرب ومابعدنا الزنوج؟! وفي كل هذا يتباهون، وزيرة الخارجية الاميركية السابقة ( مادلين اولبرايت ) وامام قمة السبعة الكبارعام 1997 تبجحت بغرور وغطرسة بقولها " لاغنى للعالم عن امريكا!وعليه فاننا نقف على طولنا ونرى ابعد مما ترى الدول الاخرى!" ، فقانون الاجتثاث ..قانون عدواني امريكي من بنات افكار بوش وفريقه المتصهين المعادي وبمشورة من عملائهم ومطاياهم في الاحتلال امثال ( احمد جلبي ) وغيره، وبالتأكيد هو ما دفع ويدفع اليه حكام طهران ،فعداؤهم للعراق والعرب والاسلام لايحتاج الى ادلة وعداؤهم لحزب البعث العربي الاشتراكي وللرئيس ( الشهيد الخالد صدام حسين ) مفضوح ولم يخفوه،تأريخياَ في القادسية حيث دخلهم نور الاسلام من بوابة العراق ليخلصهم من مجوسيتهم وهو ما يعتبرونه جريمة بحق حضارتهم وتاريخهم ودين زرادشت وعبادة النار،ومعاصراَ في قادسية صدام المجيدة يوم سقى العراقيون الاشاوس بنصرهم في 8/ 8/ 1988 كبيرهم ( خميني ) سم الهزيمة في حرب الثمان سنوات 1980 ـ 1988 ،فلماذا هذا الاصرارعلى الابقاء على الاجتثاث وتشديده بين فترة واخرى؟ وهل تحقق، بعد اكثر من 12 عاماَ، ما هدفوا اليه من استئصال واقتلاع البعث من جذوره ؟!؟ بدءاَ لابد من تثبيت حقيقة..ان ملاحقة الحزب بمثل هذه القوانين والمادة 4 أرهاب وبعد عمليات التصفيات والمطاردات والاعتقالات والتشريد والتهجير التي طالت اكثر من 5 ملايين بعثي مع عوائلهم والتي فقد فيها الحزب اكثر من 150 ألف من خيرة مناضليه وابنائه .. تعني

( 1 ) فشل السلطة والتحالف الامريكي ـ الصهيوني ـ الايراني وكل اعداء العراق والبعث العظيم ، في كل اجراءاتها

( 2 ) بقاء البعث الاصيل بفكره وعقيدته وايمانه بشعبه وتجذّره في ارض العروبة، فهوعصي على الاجتثاث!

( 3 ) الخوف المتزايد للسلطة ومن ورائها، من الحزب وجماهيره الذي يقلقهم ، فالبعث حي وكلما ازداد بطشهم ينهض، كالمارد من وسط الرماد، قوياَ شامخاَ ، ووجوده يقض مضاجعهم!

( 4 ) وجود البعث يعني نهاية للمتسلطين وللعملية السياسية برمتها وللوجود الاجنبي وبالذات النفوذ الايراني فالبعث هو اليوم "الرقم الاصعب في المعادلة العراقية " اذ لاحل لمشاكل العراق بدور حاسم منه ،وهذا ما يجمع عليه الكثيرون ،اي انه البديل ؟!

( 5 ) بقاء البعث ونجاحه يعني ( حجر عثرة ) يصعب معها نجاح الاجندات وسياسات قوى الاستعمارالجديد بقيادة الولايات المتحدة الطامعة بثروات العرب والرامية الى اضعافهم وتجزأة دولهم واعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة .

( 6 ) وعودة البعث تعني عودة العراق المصّد القوي بوجه المشروع الطائفي الايراني واطماع الفرس في المنطقة العربية !.

اذن الاصرارعلى التلاعب بالتسميات والتشديد في الاجراءات التعسفية بحق البعث فضلاَ عن كونها ..اجراءات انتقامية منافية لكل القوانين الدولية التي تضمن حرية الفكر وممارسته، فانه يعني الفشل الذريع والعجز التام ، وبما ان البعث باق رغم كل ذلك ..فما الجدوى من تحريك هذا القانون المسخ ؟ السلطة المهزوزة التي يخيفها خيال البعث تستخدم ذلك لتعليق اخفاقاتها وانهزاميتهاعلى شماعة ( البعث وازلام النظام السابق! ) ، فضلاَ عن ان استهداف البعث ومواصلة قتل مناضليه وابعاده عن الساحة العراقية هو ما يعبرعن حقد وعدائية حكام طهران ويكس روح الانتقام لديهم ، وخطورة البعث،على الاعداء، تكمن في فكره وعقيدته ورسالته وألتصاقه بارضه،ومناضلوه وسط شعبهم وناسهم ومع المقاومة الباسلة ولن تستطيع كل قوى الجبروت ان تقتلع جذرواَ تمتد بعمق لايطال، حزب له جماهيريته التي لم ولن تخذله رغم الارواح الطاهرة التي تزهق والعنف والمطاردات والاعتقالات والتشريد والمحاربة بالرزق والحرمان من العيش ، بعث المنجزات التأريخية والعراق الموحد بكل اطياف الفسيفساء الشعبية ( موّحد الشعب ) ،بعث العراق القوي المنيع وحارس البوابة الشرقية للوطن الكبير،وامل الامة في التحرروالعزة ... واخيراَ ..الا يكف الحامون باجتثاث البعث والواهمون بقدرتهم ويخرسوا توفيراَ للجهد والوقت؟ لقد ثبت لهم الفشل والعجز، ومحاولات مثل هذه لن يكتب لها النجاح فقد لعبها غيركم من قبل وبقي البعث ووصل الى الحكم عام 1963 وعاد رغم جراحه وغدر المتآمرين عام 1968ليقيم تجربة ارعبت الاعداء فتكالبوا علية في مؤامرة كونية انتهت بالاحتلال!

فالبعث لاصالته يصعب بل يستحيا اجتثاثه،فضلا عن قرارات الاجتثاث والتهميش والعزل لم تنجح كذلك في تجارب عالمية سابقة، فالافكار والعقائد الاصيلة لم وان تجتث وهي باقية بقاء البشر،والبعث وراءه مناضون ورجال اشداء مؤمنون ومخلصون لوطنهم ولامتهم ، ولتعلم كل الاحزاب الطائفية المقيتة ومن هم في السلطة واسيادهم العجم الفرس .. ان التمادي في ذلك والاندفاع اكثر في الاذى فضلاَ عن كونه لن يحقق مبتغاهم فانه لن يسكت عليه وسيكون الرد غير متوقع ومباغت وفي وقته وبالذات لاولئك المتحمسين لاصدار مثل هذه القوانين الجائرة فاحزابهم وقياداتهم هي من يوجب تجريمه لسجلاتهم الدموية السوداء وليس البعث !!.. حذار ..حذار..حذار ,, واعذر من انذر؟!!.






الاربعاء ١٥ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة