شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة المظفرة تتقدم بخطى ثابتة لتحقيق اهدافها في تحرير العراق وصولاَ الى العاصمة بغداد التي تدكها قذائف الثوار والزحف نحوها ومحاصرتها من الجهات الاربع ،رغم تصاعد وتيرة التآمرالذي بلغ اشده لاعاقتها وبث الفرقة والشقاق بين الثوار ودفعهم الى التناحر والتصادم لاضعافها وتحين الفرص للغدر بها ولعل الولايات المتحدة الاميركية وايران ومن ورائهما اسرائيل ،ابرز قوى التآمر على الثورة بدعوى محاربة الارهاب الذي يتهدد"التجربة الديمقراطية في العراق !" فايران الملالي دخلت بقوة، ومنذ الايام الاولى للهزيمة النكراء لقوات السلطة العميلة وميليشياتها، ليس بمشاركة طائراتها المقاتلة والسمتية والطائرات المسيرة بدون طيار" تم نشر سرب من طائرات ابابيل الايرانية المسيرة في قاعدة الرشيد الجوية ببغداد " في قصف المدن الثائرة في الانبار ونينوى وتكريت وديالى وفي بابل ،جرف الصخر واليوسفية واللطيفية ،وحزام دجلة المحيط ببغداد ، وانما المشاركة باكثر من فرقة عسكرية من فرق الحرس الثوري والباسيج اضافة الى عناصر فيلق القدس بقيادة ( قاسم سليماني ) المتواجدة في العراق والتي تم رفدها بقوات النخبة وتحشيد 10 فرق ايرانية اضافة الى فتح باب التطوع،كما يحصل في العراق استجابة لفتوى المرجعية بدفع من ايران تحت فرية الدفاع عن الاماكن المقدسة "وان هناك عاشوراء جديدة وكربلاء اخرى!؟" على حد وصف ( محسن رضائي ) رئيس الحرس الثوري في 30 / 6 ،

 

فضلاَ عن وجود عشرات الجنرالات والمستشارين تحت امرة ( محسن شمخاني ) وزير الدفاع السابق ورئيس لجنة مراقبة وحفظ النظام في ايران، الذي عيّن مشرفاَ على العراق بدلاَ من سليماني نيجة هزائم السلطة على ايدي الثوار،حيث يشرف على غرفة العمليات ووضع الخطط الميدانية والتخطيط التآمري المضاد لاستعادة المدن المحررة ،ومشاركة طائرات ( بشار الاسد ) الى جانب الطائرات الايرانية وطائرات ( المالكي ) ،بقصف المدن العراقية بالبراميل المتفجرة واستقدام مليشيات حزب الله اللبناني ،وعناصر من الحوثيين من اليمن ومرتزقة من القوقاز وغيرهم،اضافة الى مليشيات الاحزاب الطائفية المشاركة بالسلطة العميلة في بغداد والتابعة لطهران، اذ لايمر اسبوع دون وصول جثث العديد من قتلاهم الى طهران والمدن الايرانية وكذلك الى جنوب لبنان ، ولعل احداث غزة الراهنة ومايتعرض له شعبنا الفلسطيني هناك من حرب ابادة وحشية يشنها الكيان الصهيوني ما يفضح موقف ملالي ايران من الفلسطينيين وشعاراتهم الثورية المضللة "تحرير فلسطين يمرعبر كربلاء"و" محو اسرائيل وألقاء اليهود في البحر"والتي لاتعدو عن كونها مواقف زائفة،وشعارات هدفها تخدير الداخل الايراني وخداع الشارعين العربي والاسلامي ،فها هم في كربلاء منذ احتلال العراق منذ عام 2003 وعلى الاقرب منذ تزايد النفوذ الايراني على الساحة العراقية في ظل السلطة العميلة واحزابها المرتبطة بطهران منذ العام 2008وبعد الانسحاب الاميركي في العام 2011 ، فماذا ينتظرحكام ايران ؟ ثم ألم تكن ( القدس الشريف ) ثاني القبلتين المقدستين التي توجب الدفاع عنها اسوة بالاماكن المقدسة في العراق !؟ ومن المفارقات ..ان العميل ( المالكي ) يتهم ويشكو من التدخل السعودي والقطري والتركي في الشأن العراقي ،

 

ويصمت ازاء التدخل السافر لايران و سوريا لانه ،حسب قوله،" من صميم واجبات الشيعة في الدفاع عن المراقد المقدسة !!" ،وبعد انسحاب الاميركان من العراق الذي سلموه للايرانيين ووفقاَ لظن الملالي الفرس،من ان الولايات المتحدة لايمكن ان تستغني عن الدور الايراني في العراق خاصة وكذلك المنطقة،فان حكام طهران ماعادوا يخفون اطماعهم، معتبرين العراق من حصتهم وكل دول الخليج العربي وحتى شواطيء البحر المتوسط.. جزء من بلاد فارس!وان انطلاق شرارة الثورة وبهذه الانتصارات المبهرة والمفاجئة قد افقدتهم صوابهم واقلقتهم لهذا اندفعوا بكل ثقلهم لاسناد السلطة المتهاوية والتهديد ،حسب تصريحات كبارالمسؤولين الايرانيين ومنهم الرئيس ( حسن روحاني ) في 12 /6 بقوله " ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي ولن تسمح للارهابيين بالاستيلاء على العراق " وهذا يأتي ايضا من اوهام القوة التي يتصورها ملالي ايران والتي يشجعها لديهم الاميركان والدوائرالصهيونية ، وقد قاد ذلك العميد ( حسين حمامي ) نائب قائد الحرس الثوري الى القول في تصريح للـ ( سي ان ان ) في مايس الماضي "انه بات من المستحيل اجراء اي توازن امني او سياسي في العالم الاسلامي دون موافقة ايران!!" واعتبر في غلو وتجاوز فاضح " ان ثورة خميني تماثل الرسالة المحمدية لانها حطمت القيود التي فرضها الطواغيت على البشرية !" والولايات المتحدة كايران الملالي اقلقتها هزائم السلطة التي اقاموها وتحركوا لمنع الانهيار الشامل فقام ( جون كيري ) وزير الخارجية بزيارات مكوكية لبغداد واربيل ودول المنطقة وبعض الحلفاء الاوربيين ، ورغم تأكيد الرئيس ( اوباما ) على عدم مشاركة اميركا بقوات على الارض وان المساعدات بالمعلومات الاستخباراتية واللوجستية وربما بطائرات بدون طيار ،ورغم شدة الانتقادات وحدة اللغة التي اسمعها كيري..للمالكي ومعاونيه وتحميله المسؤولية ووصفه لسياسة التحشيد الطائفي بــ " السياسات غير الحصيفة "..

 

الا ان واشنطن وبالتنسيق مع طهران تعمل من خلال مستشاريهاالجنرالات الذين وصلوا الى بغداد ،وبالتعهد بتزويد المالكي بما يحتاجه من اسلحة والتعجيل بارسال ماتم الاتفاق عليه في صفقات تسليح سابقة ..للابقاء على السلطة الحالية ورغم فشل المالكي وتعريضه العملية السياسية برمتها الى السقوط، وتنحي شركائه عنه ورفضهم التجديد له، فانهم لم يتشددوا في موضوع ولايته الثالثة !! فضلاَ عن تصعيد الحملة الاعلامية،للهيمنة على وسائل الاعلام، ضد الثورة العراقية ونعتها بالارهابية وبانها تشكل خطراَعلى المجتمع الدولي الآمن ،اما السلطة المهزومة ورئيسها المالكي فلم يترك اية وسيلة لتحقيق ،ولو خرق بسيط ،على الارض في احدى جبهات المواجهة في المحافظات الثائرة وباسناد جوي بقصف عشوائي بالبراميل المتفجرة على الابرياء من اهالي المدن العصية الصامدة الا ان كل محاولاته والملايين التي ترش على المتطوعين والصحوات وبعض رؤساء العشائر المرتشين قد باءت بالفشل، وان كثرت القتلى في صفوف القوات الحكومية ومتطوعي فتوى "الجهاد الكفائي" قد تسببت في العزوف عن التطوع وتصاعد غضب الاهالي والنقمة الشعبية مما دفعه الى العمل على استقدام مرتزقة من دول مختلفة في اميركا اللاتينية وافريقيا واسيا ، هذا فضلاَ عن تخبطه واستبداله للعديد من القيادات العسكرية لفرارالبعض والفشل في تحقيق اي نتيجة، وشراءعملاء وخونة فاشلين امثال ( وفيق السامرائي ) لوضع خطط عسكرية، و ( مشعان الجبوري ) لتجنيد صحوات في الموصل كما يفعل الخونة ( ابو ريشة والهايس ) في مدن الانبار، وامثالهم من العملاء المفضوحين ممن يعلنون عن تشكيل جبهات تحت يافطة "طرد داعش والارهابيين "من الموصل او تكريت او الانبار او ديالى ظناَ منهم ان هذه الالاعيب قد تخدع الثوار، فهذه السلطة وكل من معها من الدول والجيوش والميليشيات والمرتزقة، والخبراء والمخططين وبملايين واموال الشعب التي تصرف لهذا الغرض، وألاعيبها بممارسة الضغط باكثر من ورقة وفتح اكثر من جبهة ،

 

مازالت عاجزة عن استعادة اجزاء من المدن المحررة ووقف زحف الثوار باتجاه العاصمة ومنع الانفجار المرتقب من داخل بغداد ومدن اخرى اذ تشهد بعض محافظات الجنوب والفرات الاوسط ( ذي قار والبصرة وكربلاء والديوانية ) حراكاَ شعبياَ مناهضاَ رغم البطش ووجود المليشيات والحرس الايراني، ومع هذا ومن باب الحذر والحيطة والحصانة من غدر الغادرين لاسيما وان اعداء الثورة من اعتى قوى الطغيان وممن لايؤتمن جانبهم ،ان يكون الثوار على درجة كبيرة من اليقظة والنباهة وعدم تصديق الوعود او الاستجابة لدعوات التفاهم وخدع التفاوض واغراءات الاستجابة لبعض المطالب والتلويح بالاقاليم وما شابه ذلك ،فهدف السلطة وكل القوى الداعمة لها وبالذات ايران واميركا والغرب .. اضعاف الثورة وبث الفرقة والخلاف بين الثوار قبل الانقضاض عليها، لهذا ، وهو ما يدركه الثوار تماماَ، المضي في الثورة المباركة وحتى النصر المؤزر وتحقيق الخلاص الفعلي لشعبنا الصابر من كل بقايا المحتلين ومن الوجود الفارسي والسلطة العميلة المنهزمة.

 





الجمعة ٥ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة