لاتقــوم .. ثــــــورة .. الا وأن تكون هناك أسباب ودواعي ومبررات , لقيامـــها , تصل فيها الحال الى الحــد الذي لايكون هناك من خيار غير خيــــارها , والا ما الذي يدفــــع بشـــعب اعزل من السلاح لمواجهة السلطة المدججـــــــــة به . في معادل غير متكافئ في حساب القـــــوة , بمعناها المادي / العســكري . الى الدرجـــة التي توحي أن هناك رغبــة وصلت الى نهاياتها من عدم القــدرة على تحمل البقــــــــاء على حال الســــكون والســـكوت ... لينفجــــر كل ما ظل مكبوتـــا ومسيطرا عليه بالحكمــة وبغـــيرها , وليبــلغ الأمر الى ما هــو أقرب ما يكون بالعــزم على ما يشـــبه " الأنتحــــار " وان هو ليس انتحــــارا , ولا بأي شكل , وانما هو هذا الأقدام والعزم الذي ترك الخوف والتردد وراءه , من أجل المطالبـة بحق الحيـــــاة كما يجب أن تكون , وبـــــذا فهــــو الزخم المعتمـــل في الغليــــان الداخلي , الذي بلغ أقصى مــدى لـــه . فليس له بعــد من خيار الا الأنفجــــــــار , وهـــذا في " البراكــــين " فكيف في " البشــــــر " . وكيف ان كان الأمر في حال بشــر هم أهـــــــــــل العــــــــــراق العظــــــيم .
في حســــاب لحال مفاضلــــة .. بين حيــــاة , بائســـة خائبة لامعنى لها
ولاقيمـــــة .. ولاتســتحق العيش , وبين تطلع الى أمل بما يمكن أن يأتي بما هو
أفضــل , حتى وان كان ثمنــــه الحيـــاة نفســــها , هذه الحالة من التعقيــد في
وجـــه , ومن البســاطة في وجه آخـــر . يجعـــل الأمر في تداخلــه غير وارد في
محاكمــة المنطق والعقــــل . ذلك لأنه يذهب في حقيقتــه الى ما هو أبعـــد
منهمـــا . فهو يذهب الى الــروح , والضمــــير المرهف والوجـــــدان الحي . الى
الحس والحدس , الى تلك العاطفـــة التي يتمثل بها فيض الحب , للقيم والمثل والمبادئ
, التي تجعل من التضحيــة ثمنا معـــــادلا لحيـــاة تســتحق ان تحيــــا
وتعــــــاش .
قامت الحرب الجريمــة , وحل الأحتــلال , وجثم على صــدر شعب الحضـــارات , كابوس
نظـــام من أكثر الأنظمــة جهلا وتخلفـــا وظلاميـــة . وتم وضع " دســتور ...!!!
." ليست له علاقة لابالوطن ولا بالمواطن . دستور .. هجــــين مشــوه , متناقض . بلا
معنى وبلا مضمـــون , ويأتي السؤال : لمن وضع مثل هكـــذا .. دســتور .؟. والأجابة
مؤكــدا هي عند من عمل على وضعــه وصياغتـــه . ولأغراضه وأهدافه ومراميــــه .
مـــادة واحدة ... في هـــذا " الدستور ...!!!." , هي مايراد عرض موضوعها في هذا
المقال , مادة لايخلو منها أي دستور لأي دولة من دول العالم المدني المتحضــــر .
وهي المادة التي تتناول موضوع " جريمة الخيانة العظمــى " في نصها واصولها وأحكامها
. بهــذا يأتي العرض في التعريف :
" الخيانـــــة .. في اللغــة تعني : نقض العهــد , والغــدر , وجحــد الأمانة .
وهي درجات , منها : العظمى ومنها ما هو دون ذلك .
والخيانة العظمى .. في عرف اليوم لم تحظ بتعريف جامع مانع . متفق عليه في دســاتير
العالم الحديث . مثلها في هذا الشأن مثل مسمى .. " الأرهـــــاب ".
ان عدم الأتفاق على تعريف واحد لـ " الخيانة العظمى " مع تقدم وتطور العلوم
القانونيــة في العالم الحديث . منشــؤه الخوف من تطبيقات تلك التعاريف التي لاشك
أنها لاتخــدم المصالح الأستعمارية في الدول الصغيرة . اذ أن كثير من مصالح الدول
الكبرى لاتأتي الا بتسهيلات من الخونــة المتعاونين معهم من أهل البلدان المستهدفة
ضد مصالح بلدانهم أو حكوماتهم .
وتهمة .. " الخيانــة العظمى " ليست قاصرة على منصب القيادة العامة للدولة . بل
يدخل فيها خيانة المصالح العامة للدولة , من أي فرد من أفرادها ـ مواطنين , مقيمين
, وزوار . في أي من الأمـــور التاليــــة :
ـ التفريط في مقدرات الأمة , بتسليمها لأعدائها .
ـ التجسس , أو افشاء الأسرار العامة لجهات معادية , أو الأتصال السري بالقوى
الأجنبية سعيا لمصالح خاصة بهــــذا تكون " الخيانة
العظمى " في التعريف .. : هي جريمة سياسية , تهدف الى الأضرار بسلامة الوطن في
الداخل والخـــــارج . ". " مركز الدراسات القضائية التخصصي " .
من هنــــا .. الى صلب الموضوع , لماذا لم يرد شيئ بخصوص " الخيانــة العظمى " ولا
حتى أي شيئ بخصوص" الخيانـــــة " بشكل عام . ؟. فتــأتي الأجــــــابة دقيقة واضحة
وكاملــــة , ومن واقع حال لايقبل الجــــــدل . واعتمادا على وقائع مازالت
قائمـــة منذ الحرب والأحتــــــلال الى اليــــــــوم . وذلك يعــود الى :
ـ ان من ادعى المعارضة الوطنية , قبل الحرب الجريمة , كان يعمل ويتحرك في حاضنة
العـــــــــدو نفســه . الذي وفر له المــــال والحمايــة ودعمه بالأعــــــلام .
ـ ان البعض ممن تولى مواقع في قمة الهرم الوظيفي لما بعد الأحتلال , أعلن وبدون
مواربة انه تعاون مع عدد من دوائر المخابرات الأجنبيـــــة .
ـ ان الذين جاؤوا مع المحتل على ظهور دباباته , ما كان للعدو أن يتعامل معهم الا
على أساس عمالتهم له .
ـ ما كان لسلطة أن تقوم بعد الأحتلال وفي ظل وجوده الا لكونها هي الوكيلة له في
ادارة البلاد . تأتمر بأمره وتنفذ رغباته وأهدافــه .
ـ اليوم وبعد ان قامت ثــــورة الشعــب " , واصبح وضع السلطة في حال انهيار فان اول
ما قامت به هو الأســـتنجاد وطلب العون من العــــــــــدو . ..... . , هكــــذا
... وبدون خجل أو حـــــرج .
ليس ... لــ " الثــــــورة " من حكم تســــتند اليه , بخصوص " جريمـــة الخيانة
العظمى " لأنه لانص هناك بخصوصها في " الدســـتور الهجين .. !!! . " والســــاقط
أســاسا , غير حكم القانـــــــــــــون الذي تطبقـــة الدولة الحضـــــارية . أو
أنها ســــتصيغ قانونها الذي هو قانون كل الثــــورات الشــــــعبية التي قامت
ضــــد الخيانــــــة والعمالــــــة والظلــــــــــــــــــم .