طفت في الاونة الاخيرة على سطح بحيرات البؤس الفكري نظريات صادرة عن قوميوا إيران العرب يدينون فيها دعم دول الخليج العربي لثوار العراق والمنطقة ويصفونها بمصطلح اكل الدهر عليه وشرب "بترو دولار"). الدعم الخليجي إن وجد فهو ليس بالمعيب ولا بالمثلمة ، بل حقا واجبا قوميا وضرورة تتطلبها جهود دحر مشروع الزحف الفارسي التوسعي و الذي لا يخفيه ملالي طهران من خلال تصريحاتهم الاعلامية.

في المقابل يتعامل قوميوا إيران العرب مع "البترو تومان " بإنتقائية ونفاق مريب ، بذريعة إن الدعم الإيراني منسجم مع ما يصفونه بقضيتهم المركزية ،بشكل يعكس قدرا كبيرا من الإنحراف الفكري و عدم استيعاب اخطار المشروع التوسعي الفارسي على وجود الأمة العربية .

هناك حكمة للزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي يقول فيها" تحيا الاخطاء عارية من اي حصانة حتى لو غطتها كل نصوص الكون المقدسة " . الفرس كانوا ومازالوا وسيبقون خطرا يهدد كيان الأمة العربية وهويتها ،و النظام العنصري الطائفي الفارسي بصرف النظر عن تخريجات قوميوا إيران العرب الجذرين منهم و السطحيين يشكل تهديدا مباشرا للامة العربية و لاسيماعلى هويتة الوطنية و القومية لشعبنا في العراق .ان دحر التغلغل الفارسي في العراق يشكل هدفا مركزيا لصراع شعبنا العادل و قواه الوطنية خلال هذه المرحلة و أولوية لن تتقدم عليها اولوية .

ان القوى والأحزاب السياسية الوطنية والقومية في العراق وفي مقدمتهم مناضلي حزب البعث العربي الأشتراكي لا يحتاجون دروسا من المتقلبيين والمغاليين و لا سيما إزاء في موضوع تحرير كامل التراب الفلسطيني. و الذين يتوقعون من هذه القوى ان تتتخلى عن بغداد لسواد عيون حزب الله و نظام لم يطلق طلقة واحدة تجاه جيش العدوالصهيوني ولم يطرح خلال الخمسين سنة الماضية إلا شعارات جوفاء و أعذار التوازن الإستراتيجي و حق الرد في المكان والزمان المناسبين؟؟!!!!؟ واهمون.

خلال هذه المرحلة المصيرية،لا هدف يسمو ويعلو على هدف تحرير العراق من الاحتلال الامريكي الإيراني المزدوج لشعبنا ،وبالتاكيد هذا لا يمثل تخليا عن أهمية و مركزية القضية الفلسطينية في نضالنا العادل، و بخلافة فأن المواقف التي تقفز على هذا الثابت الوطني ستبقى مواقف طفولية مفرطة بحق شعب العراق و الأمة العربية في احسن حالاتها.

إن خطر المشروع الصفوي التوسعي لا يقل عن مخاطر المشروع الإستيطاني الصهيوني،لقد طرح خميني خلال حربه اللامشروعة التي فرضها على شعب العراق شعار "طريق القدس يمر عبر بغداد " و اليوم دون ادنى خجل يطرح قوميوا إيران العرب شعار لنتخلى عن بغداد لإيران حفاظا على حزب الله ومشروع دولة ولاية الفقيه في لبنان وسوريا!!!