شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس من السهل التنبؤ بما سيكون عليه العام الجديد بالنسبة للعرب، وهل سيكون أكثر هدوءا من العام المنصرم، أم إنه سيكون اكثر سخونة واضطرابا، ويهددهم بالمزيد من التفكك، والتضحيات.ولاشك ان الصعوبة في التنبؤ بما سيؤول اليه الحال العربي المثقل بالالام، تأتي من ان متغيرات الاحداث السياسية والاجتماعية،وما يرتبط بهما من تداعيات متشابكة الاسباب،ليست ثابتة، بحيث يمكن التعامل معها كما يتم التعامل مع عناصر كيمائية مضبوطة حركتها في مختبر، بحيث يمكن للباحث من ان يتنبأ بسهولة بحركة سلوكها، وما سيكون عليه الحال في المستقبل الذي يضعه الباحث افقا للتوقع.


الا نظرة عابرة إلى مجريات الامور في الوطن العربي من مغربه الى مشرقه، تعطي الانطباع بان الحال العربي اخذ منحى يتسم بأزمات طاحنة، تبدو أكثر قتامة في الكثير من الاقطار العربية،ولاسيما بعد الاحتلال الامريكي للعراق، وتداعيات انتفاضات ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي،حيث اصبح الحال في سورية، ومصر، والعراق،وليبيا، فضلا عن القضية الفلسطينية،وما استجد في لبنان، والسودان حالا مأساويا.


كما يلاحظ ان التداعيات الاقليمية التي انتقلت من مرحلة التخادم بين الولايات المتحدة وايران الى مرحلة المشاركة في تنفيذ استراتيجية الشرق الاوسط الجديد، خاصة بعد ان غضت الولايات المتحدة الأميركية الطرف عن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي تجاه شعبه،وادارت ظهرها لحلفائها العرب في منطقة الخليج العربي ضمن اطار صفقتها الاخيرة مع ايران بخصوص تسوية ملفها النووي،منحت ايران والكيان الصهيوني فرصة ثمينة، والى حدما تركيا،لكي يكونوا اللاعبين الابرز في المنطقة،الامر الذي يزيد التوقع تشاؤما.


لذلك فان العرب سيكونون في حال يرثى لها في العام 2014،حيث سيكون حالهم اليوم في عامهم الجديد اشبه بحال أمسهم في العام المنصرم، ما لم ينتبهوا الى ضرورة لم الشمل، والعمل على وحدة صفهم الجماهيري، والرسمي على عجل،حتى بحسابات الأدنى، وبأي صيغة ممكنة، لكي يتمكنوا من مواجهة التحديات المحدقة بهم من كل حدب وصوب.

 

 





الجمعة ٢ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة