شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت الساعة تشير 9 و 45 دقيقة من صباح يوم الجمعة المصادف 6 كانون اول 2013 حيث كنا مجموعة من الطلبة والطالبات الدارسين والدارسات في مدرسة ( هليسفير ) لتعليم اللغات للأجانب المقيمين في النرويج وتحديدا العاصمة أوسلو اوقفتنا مدرستنا ( أيفا ) امام الباب الرئيسي لبناية مميزة في موقعها وجماليتها وفخامتها وسط مدينة اوسلو وفي منطقة تعتبر الأكثر انفتاحا وشهرة وأشد اكتظاظا بالرواد من بقية الاماكن الأخرى وهي قريبة من الساحل ومقابلة لبناية البرلمان حيث تكثر في هذه المنطقة المرافق السياحية المتعدده من مطاعم تقدم اطيب المأكولات والمشروبات ومعارض فنية ومحلات للبيع تعج بمئات القادمين من محافظات النرويج الأخرى او من جميع دول العالم ومحطات استراحة متعدده وبواخر تنقل السواح الى عدة جزر تقع في المياه الأقليمية للنرويج خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع او في المناسبات الوطنية والأعياد حيث لا يمكن لزائر ان يصل الى النرويج دون ان يمر ويستمتع بما خلق الله من جمال وطبيعه ونقاء ومناظر خلابة قل مثيلها في دول اخرى خاصة في فصل الربيع والصيف حيث الأجواء الطيبة والأرض الخضراء الممتده على مدى البصر حتى تبدو الحياة اكثر اشراقا واوثق خطى واجمل تعبير والنفوس اجل بهجة واعمق سرور .

 

البناية تابعة الى بلدية اوسلو حيث تجري في هذه البناية كل عام مراسيم تسليم جائزة نوبل للفائزين فيها ولما كانت التعليمات تشير الى ان فتح باب البناية لايتم قبل الساعة العاشرة كان لزاما علينا ان ننتظر حتى ذلك الوقت فالتوقيت هنا مقدس لا يمكن تجاوزه حتى لوكان الزائر رئيس وزراءالنرويج نفسه .كانت الأجواء باردة جدا في ذلك اليوم ويصعب علينا الأنتظارفدرجة الحرارة تحت الصفر وبالتالي كنا نرى ضرورة ايجاد مكان نلجأ اليه حتى يسمح لنا بالدخول. أشار لنا احد الطلبة الى أحد المقاهي القريبة من البناية فاسرعنا للدخول فيها وما ان مر الوقت اشارت الينا معلمتنا فألتحقنا بها الى باب البناية . استقبلنا من قبل احدى المرشدات بأبتسامة عهدناها لدى جميع النرويجيين نساءا او رجالا خاصة العاملين في المواقع الفنية والحضارية وسلمتنا باجات الدخول عند الباب الرئيسي حيث قدمت لنا شرحا موجزا لأقسام البناية ومحتويات كل قسم فيها .لقد كانت البناية بأقسامها ومحتوياتها صورة فنية رائعة وعمرانية هائلة تعكس الأهتمام المتزايد لهذه الشعوب بتاريخها ورموزها وحضارتها وشغفها الكبير بأظهار التاريخ المشرق والحضارة الراقية لوطنها حتى تكاد تخلق هذا التاريخ وان لم يوجد بينما هنالك شعوب تمتلك هذا التاريخ وتحتضن حضارات وقيم يعود تاريخها الى آلآف السنين لكنها تطمس كل تميزها وتمحي كل آثارها حتى وكأنها تريد ان تعيد عجلة التطور الى حيث التخلف والظلام فهذه شعوب تصوغ تاريخها من العدم واخرى تسوق تاريخها الى الضياع والندم . خطونا عدة خطوات الى الداخل فوجدنا عدد من العاملين يقومون بنصب صورة كبيرة للسيد نلسون مانديلا استغربت وسألت المرشدة فاجابت ان السيد مانديلا قد توفى حيث اني لم اكن اسمع بوفاته قبل ذلك فوجدت في ذلك موقف انساني يستحق التقدير . أول ماصادفنا في الداخل قطعة معدنية تظهر في جانب منها صورة لنوبل وفي الجهة الثانية شعار الجائزة ثم تابعنا الدخول واذا بنا امام مجموعة من الصورالفوتوغراتفية تبين التفاوت في الدخل الأسبوعي بين الدول الغنية والفقيرة حيث تظهرهذه الصور ان معدل الدخل الأسبوعي للدول الفقيرة لا يتجاوز 34كرونة نرويجية بينما في دول اخرى يصل الى اكثرمن 2000كرونه ربما كان المعنى من ذلك هو اشارة الى ضرورة ان يكون العدل شائعا بين جميع الشعوب والأجناس وصور اخرى توضح ان من يتناول طعاما صحيا يعيش فترة اطول بصحة جيدة وقدرة اكثرعلى الحركة ورشاقة ونظارة دائمة والعكس هو الصحيح .


صعدنا الى الطابق الثاني للبناية حيث توجهنا الى قاعة صغيرة فيها صور شخصية مرفوعه على ساريات قصيرة تعود لجميع الشخصيات العلمية او الأدبية او السياسية التي نالت هذه الجائزة منذ انشائها الى يومنا هذا وكان للعرب تواجد متميز في هذه القاعة حيث نال الجائزة ثمانية شخصيات عربية ( انور السادات – ياسرعرفات – محمد البرادعي – نجيب محفوظ – الياس خوري – احمد زويل – بيتر مدور – توكل كرمان ) .

 

بعدها توجهنا الى قاعة صغيرة اخرى فيها معلومات معززة بالصور عن الفريد نوبل منذ ولادته حتى وفاته في 10/12/1896 وهواليوم الذي يجري فيه تسليم الجائزة لمستحقيها من الفائزين في كل عام وسط احتفال مهيب بهذه المناسبة وقيمة الجائزة هي 1,20 مليون دولار كما اوضحت لنا المرشده وجود لجنة تتألف من خمسة شخصيات نرويجية يرأسها (ثوربيورن ياغلاند) تقوم بدراسة سيرة واعمال المرشحين للجائزة في خمسة مجالات هي الكيمياء والفيزياء والطب والأدب والسلام العالمي .

 

المعلومات تشير ان الفريد نوبل مولود في ستوكهولم – السويد عام 1833 وانه اخترع الديناميت عام 1867 وكان يعتقد ان اختراعه هذا يسهم في اسعاد البشرية ولما تبين له خطأ اعتقاده هذا قرر ان يهب بعض من ثروته البالغة (30) مليون كرونة سويدية وهي اقل من الكرونة النرويجيه بقليل لكل من يسهم في اسعاد الناس وسلامتهم واستقرارهم .ويا حبذا لو كان كل من يخطأ لديه الأستعداد للتراجع عن خطه واصلاح ما افسده حتى يعم الخير والمحبة والسلام بين جميع الشعوب لينعم العالم اليوم بالأمن والأستقرار والر فاه.
 

 





الاحد٥ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة