شبكة ذي قار
عـاجـل










قرأت مقالي السيد عبد الحسين الملا لعيبي اللذين وصلا اليّ ضمن القائمة البريدية التي أرسلها السيد عبد الحسين مشكورا .. ووصلتني أيضا تعليقات من قراء تلكما المقالتين ، بعضها كانت تدور في أطر منحطة تتضمن الشتائم والسب ضد الكاتب الفاضل والتي أهملتها لأنها كأصحابها لاتستحق الإجابة عليها خصوصا بعد أن تصدى لها الكاتب نفسه . أما البعض الآخر ومنها ماوصلني مؤخرا فقد رأيت فيها طروحات عجيبة وغريبة وعلى الرغم مما تضمنته من مغالطات وتضليل ، إلا أنني أرى أنها تستوجب المناقشة والرد عليها .

 

أنا لاأعرف شخصيا السيد عبد الحسين الملا لعيبي لا من قريب ولا من بعيد ـ ويشهد الله على ذلك ـ إلا من خلال مقالتيه الأولى " يالثارات الحسين " والثانية " هل كسر ضلع الزهراء " . كذلك فإنني ، وكما يعرف جميع من يقرأ لي ، لاأكتب في مجال الأحداث التاريخية الإسلامية أو النقاشات الدينية المذهبية ، ليس بسبب قصور في المعلومات ، وإنما لأن خط كتاباتي يختلف عن ذلك .

 

لاحظت ، وأنا أقرأ المقالين المشار اليهما ، أنني أقرأ لكاتب وأعني به عبد الحسين الملا لعيبي يتحلى بصفتين : الأولى أنه يكتب بروح الشيعي الجعفري العربي ، والثانية أنه يمتلك معلومات تاريخية جعلها موضوع مناقشة منطقية وبحوار رصين . كلا الصفتين جعلتني أحترمه وأقرأ له .

 

مؤخرا وصلتني نسخة رسالتين لنقد موضوعه الأخير " هل كسر ضلع الزهراء " وهي موجهة له وقد قرأتهما بعناية وأعدت قراءة موضوع السيد عبد الحسين مجددا وذلك لربط ماوصلني وماتضمنه الموضوع ، ووجدت أن الرجل قد ظُلم بالرد ومن خلال التلاعب بإسلوب الرد الذي لم يكن يرقى الى الموضوعية ذلك لأنه أهمل الكثير من الحقائق المهمة التي وردت بالمقال وركز على جوانب معينة فقط جعلتني أشعر أن كاتبي الرد لا شك أنهما شيعيي المذهب والعقيدة وهذا جيد ، ولكنني وجدتهما أيضا أكثر إصطفافا الى جانب الفكر السياسي " الديني " الصفوي الذي يقود العراق اليوم . أي التسييس الشيعي للمذهب الجعفري ، وليس الى جانب الفكر الجعفري النقي والعروبي الذي يفترض أنه يمثل خميرة وعقيدة شيعة أهل البيت ورأسها الإمام جعفر الصادق عليه السلام .. ومَن هو أولى بقيادة ذلك من هذا الإمام الهمام ، العربي القريشي النسب وحفيد الحسين وعلي والزهراء عليهم السلام جميعا ..؟

 

التعقيب الأول وصلني موقع بإسم " الزيدي " ، والثاني كما يظهر من عنوانه البريدي هو

" علاء الدين " .. وكل ذلك لايهم فالمهم تناول الردين والتعقيب عليهما باختصار .. والأمر أولا وأخيرا متروك لكاتب المقال إن شاء أن يرد عليهما .

 

يقول السيد علاء الدين وهو الذي ساتناول ماقاله أولا في معرض رده على عبارة وردت في مقدمة مقال السيد عبد الحسين تقول " أما نحن فنحلق في سماء التاريخ وأدرنا ظهورنا للمستقبل"  بالقول ( تأسفتَ لإرتباطنا بالتاريخ والتحليق في سمائه وموضوعك نفسه هو رجوع في التاريخ وهذا تناقض واضح )

 

في الحقيقة لا أرى تناقض في ذلك ، لأن السيد عبد الحسين ضرب قبل ذلك مثلا ، أهمله المنتقد ، وهو كيف أن إسرائيل مثلا صنعت طائرة بدون طيار تطير خمس سنوات ونحن لازلنا نعيش في أجواء التاريخ . ومقال السيد عبد الحسين هو أصلا رد على من يتمسك بأحداث التاريخ ومغالطاته وتشويهاته ومحاولة تصحيح مسار الأحداث بالمنطق والعقل . فأين التناقض ..؟؟

 

يستشهد الكاتب السيد عبد الحسين بآية من كتاب الله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا " .. وهو يقول " إن الله سيحميني إن كان هناك من يتربص لقتلي " . كلام حسن يدلل على الإيمان لشخص يكتب عن موضوع إسلامي حساس في بلد وضعه غير طبيعي . فماذا كان تعليق السيد المنتقد :

 

" ياترى هل نزل عليك الوحي ليؤكد لك أن الله تعالى سيحميك ؟ والآية التي استشهدت بها لاتحمل هذا التوكيد ابدا ولكن يمكنك ان تدعو الله سبحانه لكي يحميك .... الى آخر هذا الكلام . إذاً ، لقد إفتتح السيد علاء الدين ( إن كان هذا إسمه لأنني أخذته من عنوانه البريدي ) إنتقاده بتسفيه وتكفير لشخص يستعين بالله ، والغريب أنه بصدد الكتابة في نقد موضوع إسلامي !! ومهما يكن الأمر فذلك لم يثر إستغرابي بعد أن قرأت ماكتبه لاحقا .

 

وعندما يسفه الكاتب الرواية المتداولة بين بعض الأوساط الشيعية حول الإعتداء الجسدي على الزهراء عليها السلام دون أن يقف زوجها الى جانبها ويفعل شيئا وهو من نعرف ، أسد الله الغالب وفارس الإسلام عليا بن إبي طالب عليه السلام . يكتفي المنتقد بسطر واحد هزيل ومبتور لامعنى له ولا شرح بعده . فيقول : " ومن قال لك منا أننا نزعم أن عليا عليه السلام لم يقف الى جانب زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام ؟ " هذه فقط كانت إجابته وتعليقه .. كيف لاندري ..؟

 

يستعرض الكاتب السيد عبد الحسين اللحظات العصيبة التي تلت وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ويذكر أن المغرضين يقولون أين كان أبا بكر وعمر وعثمان ، أي في محاولة من هؤلاء المغرضين لتصوير الصحابة الكرام المقربين منه وأنسبائه وأصهاره وكأن الأمر الجلل لايعنيهم بشيئ ، ويذكر لهم أنه عليه الصلاة والسلام تم تجهيزه من قبل آل بيته وحضر أصحابه وأهل المدينة كلها للصلاة عليه ودفنه . فيجيبه المنتقد لهذا الكلام بالقول : " لم يحصل هذا أبدا على ضوء الروايات كلها التي أوردتها كتب التاريخ لأهل السنة فكلها تؤكد أن أبا بكر وعمر كانا في السقيفة ولم يحضرا جنازة رسول الله إلا بعد دفنه " !! تأملوا وتصوروا أي حقد صفوي يحمله هذا المنتقد وأي ضلالة قد وقع بها بحيث أن كلا من أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يكلفا نفسيهما عناء الصلاة على سيد الخلق .. ولا أدري أي كتاب من كتب السنة كما يقول قد ذكر ذلك ولا أعتقد أن أي مصدر معتمد حتى من كتب الشيعة قد تطرق الى ذلك لأنه أمر لايصدق اللهم إلا من صاحبنا الذي ذكره وهو يعتقد أنه ينتقد المقال فوجد نفسه قد إنتقل الى حقد طائفي أعمى دون أن يشعر !!

 

ولكي لاأطيل عليكم ، فإنني أقول أن المنتقد لمقال السيد عبد الحسين يمضي في هذا النهج من التضليل الذي يؤمن به ويحسب أنه يحسن صنعا ، وكل نقده وكلامه ينصب حمما من الكراهية لأبي بكر وعمر وبقية الصحابة الأجلاء لينتهي بالقول أن عليا عليه السلام لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر على وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام (!!!) ولمن يريد من القراء الكرام أن يطلع على كل ماكتبه المنتقد ، فإنني على إستعداد لإرساله لهم  .. والحكم لهم أولا وأخيرا . لقد ترك كل الأمور الجوهرية في المقال وتحول الى أداة بغضاء لأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

أما الرسالة الثانية والموقعة بإسم الزيدي . فآثرت أن أنشرها للقراء الكرام في حلقة قادمة ليروا الكلمات والجمل والتبريرات التي سلكها هذا الشخص ومنها أنه يطلق على خليفة راشد من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام إسم ( خصي التيوس ) !!

 

تأملوا أين وصلت الطائفية الصفوية لدى البعض .. وتأملوا الضحالة الفكرية الى جانب الضحالة الأخلاقية التي يتمتع بها أمثال هؤلاء فيمسكون بالقلم ليكتبوا وجميعنا يعلم ماذا يقول لنا مرشديهم ومعلميهم على المنابر وفي دروسهم الدينية من خرافات مضحكة مبكية وكلها نشرت على الجميع بأفلام الفيديو " صورة وصوت " والى الحال الذي أوصلونا اليه في العراق اليوم .. بحيث عندما يظهر صوت شريف منصف يخاف الله مثل عبد الحسين الملا لعيبي يتناولوه بهذا الهبوط الفكري والأخلاقي .

 

أما والله ، لو قام أحد الإئمة الأطهار من قبره الآن ونهاهم واستنكر منهم مايقولون بحق أصحاب الرسول صلوات الله عليه وسلامه وبحق صحبه وأزواجه أمهات المؤمنين بشهادة رب العالمين في كتابه المبين ، لقتلوه مرة ثانية مادام التشيع لديهم قد أصبح سلما للصعود الى عالم الحكم والسياسة .

 

وبالله المستعان .

 

lalhamdani@rocketmail.com

 

 





الجمعة ٣ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الحمــداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة