ان الفرس لم ينسوا يوما معركة ذي قار الشهيرة التي قادها هاني بن مسعود الشيباني رئيس قبيلة بني شيبان . هذه المعركة كانت عشائرية من جانب العراق ، وقد انتصر فيها العرب على الفرس . وقال عنها الرسول صل الله عليه وسلم ( اليوم انتصفت العرب من العجم وبه نصروا ) هذه المعركة كانت تعبير عن صدق الامانة والغيرة العربية ، لان الكسرويين طلبوا كل ما يتعلق بالنعمان بن المنذر بعد ان قتلوه . حيث كان قد وضع ممتلكاته وحرمه امانة عند هاني بن مسعود الشيباني . فأبى ان يسلمها للفرس . وقد قاتلهم ومعه اصحاب الغيرة من العشائر العربية .

فانتصر عليهم وبقيت هذه المعركة خالدة ، تعبر عن اصالة وغيرة شيوخ العشائر العربية . وهذا الصوت الاصيل يرعب الفرس ويخيفهم . لانهم يروا ان شيوخ العشائر رمز مهم وتعبير حقيقي للعروبة والعراق بكل مفردات حضارته السامية عبر التاريخ . ويذكر بكل المنازلات مع الفرس وكسر شوكتهم . لذلك يرون ان الصوت الحر والعالي لأي شيخ عشيرة هو بمثابة جرس انذار لخطر يهدد المشروع الفارسي في العراق والامة ، الامر الذي يدفعهم ومن خلال عملائهم لتصفية هذه الرموز الرافضة للاحتلال بكل اشكاله ، الاميركية والايرانية وكذلك رافضة للعملاء والخونة الذين ينفذون المشاريع الايرانية والغربية على حساب كرامة الانسان العراقي والعربي ، كما انها اي شيوخ العشائر تطالب بالقضاء على الفساد الذي نخر في جسد العراق من خلال سرقة ثروته وعدم انجاز اي مشروع خدمي او عمراني او انتاجي . وانما تفشى هذا الفساد ليشمل كل مرافق الحياة . ابتداء من التعليم والصناعة والزراعة والتجارة والكهرباء وبقية المفاصل المهمة في البلاد . وهو ما ترغب به ايران وتوجه عملاءها للعمل به وهم لم يتوانوا لحظة عن تنفيذ ما يؤمرون به .

وبذلك يتضح ان صوت العشائر يذكرهم بالمنازلة الخالدة ، معركة ذي قار ويخيفهم . مما يجعلهم يدفعوا بميليشياتهم لاجتثاث شيوخ العشائر سواء كانت من الجنوب او الوسط او اي مكان في العراق فما يجري الان هو حملة مسعورة لقتل الشيوخ ولم يكتفوا بذلك بل يفجروا مواقع العزاء ويلحقوا خسائر بشرية كبيرة قتلا لاي حس وطني ، فهم يعتبرون شيخ العشيرة مركز ثقل ضدهم والذين يحضرون الفاتحه هم مؤيدوه واتباعه لذلك يسعوا لأجتثاث الرقم الاكبر من المد العشائري الشريف والوطني . نعم العشائر الاصيلة تخيف الخونة واسيادهم . فيحاولوا استبدال هؤلاء بعد اغتيالهم باناس ضعاف وادوات للحكومة العميلة ولايران ليضمنوا سكوت الشعب واستمرار العملاء في السلطة والربوض على صدر الشعب المنهك جراء اعمالهم المنافية لاي عرف اخلاقي او ديني او وطني مضاف اليه سلب كل خيرات البلد وتهريبها خارج العراق لحسابهم الخاص . فالتنمية والبناء لا تخدم الهدف الايراني الرامي لاحتلال العراق وتقسيمه كي يكون ضعيف امام الطمع الفارسي وسياسة التوسع . نعم هنا ياتي استهداف الاصوات الحرة والوطنية لتصفيتها واول من يستهدف شيوخ العشائر لقتل الاصالة العربية وتفريس البلد وتشويه تاريخه وحضارته من خلال المناهج الجديدة في التعليم وممارسة الطائفية لشق الصف الوطني وكل هذا يجري لكي يفقد العراق ريادته في الساحة العربية والدولية ويتحول من بلد غني الى بلد فقير .

شعبه بين مهجر وعاطل او تملا السجون . وهنا ياتي دور العشائر للانتفاض ثارا لشيوخها ووطنها وكرامتها منطلقين من اصالتهم التي لن تقبل او تنام على الضيم . فلابد للعشائر ان يشد بعضهم ازر بعض ويقاوموا هذا التامر والاستهداف لرموزهم وشيوخهم .