شبكة ذي قار
عـاجـل










التغيرات الإستراتيجية ألراهنة في التوازنات الاقليمية, والدولية، التي تحيط بالوطن العربي بشكل عام, والخليج العربي بالتحديد,يبدو انها تأتي في اطار مسعى مدروس بعناية، بغية تغيير البنى الجيوسياسية لأقطاره على نحو مقصود, بما يحقق مصالح بعض الأطراف الإقليمية,والقوى الغربية, التي تقف وراء تلك التغيرات،وتديرها بهذا الاتجاه.


و في هذا السياق، فان الحديث عن المقايضات الجارية بين الغرب وإيران فيما يخص ملفات الشرق الأوسط ،وفي المقدمة منها تسوية ملف ايران النووي،حيث ليس من المنطقي ان تتخلى ايران عن موقفها بشأن المضي في تنفيذ برنامجها النووي دون ثمن مقابل مجزي، يصبح موضوعا جديا اكثر من أي وقت مضى،حيث يمكن عندئذ ان يثور السؤال حول ماذا سيكون عليه مستقبل المنطقة في ظل مثل هذه التغيرات المهمة.


ومن هنا اصبح لزاما على العرب أن ينتبهوا لخطورة هذه الاستراتيجية،وان يسعوا الى فك الارتباط الأوحد مع اميركا، بعد ان باتت حقيقة اهداف الاستراتيجية الامريكية لتمزيق الاقطار العربية بالمشاركة مع ايران واضحة الآن، وفي اطار ما اضحى يعرف باستراتيجية الشرق الاوسط الجديد، الامر الذي يستلزم من العرب المبادرة للم الشمل على ركة الحال، والسير في طريق توحيد الرؤى، والاستراتيجيات التي تحول دون تنفيذ هذا المخطط الخبيث،والشروع بتنويع علاقاتهم الاستراتيجية الدولية الجديدة، وخاصة مع الاقطاب الناشئة، على قاعدة المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل،بما يضمن حماية مصالحهم،وفقا لما تمليه عليهم ضرورات المرحلة الراهنة من اسبقيات،من دون أي تلكؤ.


واذا ما سارت الامور وفقا للمخطط المرسوم، فان العائد الذي ستجنيه ايران من صفقة المقايضة سيكون من دون أدنى شك، دورا سياسيا سوقيا جديدا في المنطقة، يتجاوز حدود مناطق نفوذها الراهن في العراق وسوريا ولبنان واليمن،حيث ستكون اقطار الخليج العربي في مقدمة اطماع ايران بمشروعها التوسعي الذي يستهدف الهيمنة على المنطقة،خاصة وان الغرب يكون قد ضمن بالمقايضة مع ايران امن الكيان الصهيوني، بتحييد القدرات العسكرية للجيوش العربية،بعد ان تم له تفكيكها،وإخراجها من معادلة التوازن الاقليمي،وضمن في نفس الوقت امن تدفق امدادات النفط الى الاسواق الغربية،بعد ان هيأ ايران،ومكنها من ان تكون جندرما الخليج مرة اخرى.


لذلك فان المطلوب من اقطار مجلس التعاون الخليجي بالذات، الشروع بخطوات استباقية للحفاظ على أمنهم، وضمان وحدة أقطارهم، وفي المقدمة منها، الانتقال الى صيغة الوحدة الاندماجية دون تأخير،وإلا فان الإستكانة لواقع الحال، وانتظار تطورات الموقف حتى تداهمهم الأخطار، ليكونوا ساعتها في وضع الدفاع عن النفس في عقر الدار، سيقودهم حتما الى نفس النتائج من الويلات التي حلت بالأقطار الشقيقة، الذين عصفت بمقدراتهم استراتيجية فوضى ما سمي بالربيع العربي الهدامة،وعند ذاك لن ينفع الندم.





السبت ٢٧ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة