شبكة ذي قار
عـاجـل










الملاحظ أن السياسة الأميركية بعد تداعيات احتلالها العراق،وفي ضوء تداعيات أحداث ما بات بالربيع العربي قد خلطت أوراقها في الشرق الأوسط ، وقد تجلى تخبطها بشكل واضح في موقفها المتردد من الاحداث في سورية ، وتآمرها مع الفاشيات المصرية لتفكيك مصر، في تحدي واضح لإرادة الشعب المصري. في حين انها ادارت ظهرها للخليج العربي،وهرولت صوب ايران، وارتمت في أحضانها، حيث تستعد الان لعقد صفقة شاملة معها، رغم علمها تماما بما تمثله هذه الاستراتيجية المتوافقة مع اهداف مشروع ايران التوسعي،من اخطار تهدد اقطار الخليج العربي وشعبه،ناهيك عن استمرارها بدعم الكيان الصهيوني، وتامين تفوقه العسكري ،والاقتصادي، والفني، على العرب والتزامها المطلق بضمان امنه،والسكوت على ممارساته القمعية،وغض الطرف عن سياسته التهويدية بالتوسع في بناء المستوطنات، لتغيير المعالم الجغرافية، والديموغرافية، للأراضي الفلسطينية المحتلة.


ولذلك فقد باتت الان واضحة حقيقة اهداف الاستراتيجية الامريكية لتمزيق الاقطار العربية في اطار ما اضحى يعرف باستراتيجية الشرق الاوسط الجديد، الامر الذي يستلزم من العرب الشروع بتنويع علاقاتهم الاستراتيجية الدولية الجديدة، وخاصة مع الاقطاب الناشئة، على قاعدة المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل،بما يضمن حماية مصالحهم، في اطار رؤية استراتيجية عربية جديدة، تمليها ضرورات المرحلة الراهنة، لتنويع العلاقات الدولية العربية،وعدم قصرها على مجرد التحالف مع الغرب الامريكي، والاوربي، بعد ان دفعت الاقطار العربية ثمنا فادحا لهذا التحالف.


ولعل في الزيارة الرسمية التي سيقوم بها وزيرا الدفاع والخارجية الروسيين إلى مصر، ما يمكن ان يعتبر خطوة اولى في هذا الاتجاه، بما تعكسه هذه الزيارة الروسية لمصر في مرحلة ما بعد ثورة الـ30 من يونيو ،من أهمية بالغة في بعدها التاريخي، للعلاقات بين البلدين،وإمكانية العودة بها إلى سياقها الاستراتيجي السابق، فيما يتعلق بتزويد مصر بالسلاح، ودعم التنمية فيها،وعدم الابقاء على مصر رهينة التحالف مع امريكا.


وفي اطار موقف السعودية الاخير من رفض العضوية غير الدائمة في مجلس الامن، الذي تهيمن على مقدراته اميركا، وانتقادها الشديد للسياسات الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، بعدما خلطت امريكا اوراقها فيها، وشروعها بمغازلتها للنظام الايراني،فلاشك ان الوقت الان قد حان لأن يدرك الجميع، ان الامة العربية قادرة بإمكاناتها البشرية، والطبيعية الذاتية، على الدفاع عن امنها،وحماية مصالحها، وصياغة مستقبلها، بإرادة عربية حرة،ومستقلة عن املاءات الغير.







الاربعاء ١٠ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة