شبكة ذي قار
عـاجـل










بعدما فشلت احزاب الاسلام السياسي في إدارة شؤون الدولة في الاقطار التي تصدت فيها لقيادة السلطة، بسبب عدم وجود الخبرة الكافية، والاخفاق الذريع في تقديم تصور استراتيجي للتنمية الشاملة لتحسين الحال المنهك، وانكفائهم على الذات لأسلمة المجتمع، ومؤسسات الدولة، والسعي للاستحواذ على اجهزتها المختلفة،في مسلك اقصائي للآخر،ينم عن منهج براغماتي واضح، يغلب المصحة الحزبية الضيقة على الصالح العام للجمهور تحت غطاء الدين ، باعتبارهم اولياء امر الناس وكأنهم قصر ، الامر الذي دفع الجمهور الى رفضهم، والانتفاض على مشروعهم الاقصائي، والاطاحة بسلطتهم، كما حصل للإخوان في مصر،وما ينتظرهم في تونس والأقطار الاخرى من مصير مماثل.


لذلك فان الادعاء بأنهم حماة الاسلام، وانهم وحدهم نموذج الاسلام الحقيقي، لم يعد يقنع احدا من الجمهور الذي عاش تداعيات التجربة المرة معهم عمليا،وكشف نوايا احزاب الاسلام السياسي واجنداتهم على حقيقتها، فلم يعد هناك من ينخدع بالشعارات الزائفة،خاصة بعد ان بات الجمهور ينظر الى الافعال الملموسة في تغيير الحال،لا الى مجر الوعود المعسولة، والاقوال الفارغة.


ولاشك ان المعطيات التي افزتها مسيرة حراك التغيير، وانتفاضات الربيع العربي،اعطت الدليل القاطع على ان الاسلام اكبر من اي تنظيم سياسي، وان الاسلام لا يمكن اختزاله في احزاب تتقاسمه ليطبقه كل حزب بحسب هوى اياته، ومرشديه،على قاعدة ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ، مهما حاول اصحابها التسويق لها على انها هي حقيقة نموذج الاسلام.


ان المسلمين اليوم بعد كل الذي حصل، بحاجة ماسة للعودة الى جوهر الاسلام، لا الى أسلمة سياسية بائسة،تخدم اجندات اصحابها فقط ، وتعمل على تبديد طاقة الامة بإقصاء الاخر.

 

 

 





الاثنين ٢٠ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة