شبكة ذي قار
عـاجـل










تشهد الساحة المصرية اليوم حالة من الانقسام الحاد لا يرى أفق محدد لاحتوائها في المستقبل المنظور، فصورة المجتمع المصري المتسامح قد مسخت بالتخندقات الدينية والاثنية ، حيث تمركز الأقباط في أحياء بعينها،في حين اعتلى مشايخ السلفية منابر مساجد بذاتها،مقابل مساجد أخرى يرتادها أتباع الطرق الصوفية وحدهم، وبينهما تنوعات من عامة المسلمين لا حصر لها، والتي باتت موضع تجاذبات انعكست بشكل سلبي واضح في اضطرابات الشارع المصري اليومية،مما يهدد وحدة المجتمع المصري بالتفكك،وما يترتب على ذلك من مخاطر لاحصر لها.


فالإخوان اليوم يواجهون مأزقا حقيقيا حيال حسم هوية الدولة، باخفاقهم في اعتماد معادلة تتوافق مع العصر،والحفاظ على هويتهم الإسلامية في نفس الوقت بقصد ارضاء حلفائهم في تيار الإسلام السياسي بمختلف توجهاتهم،واحتواء خصومهم في المعارضة المدنية في نفس الوقت. فالصراعات داخل تيار الإسلام السياسي ذاته مازالت قائمة ،اذ ان السلفية الجهادية يرون أن الإخوان ليسوا جادين في تطبيق شرع الله، ويستنكرون عليهم عدم النص على تطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد الذي وضعوه لمصر،في حين يجد الإخوان أنفسهم في ذات الوقت في صراع مع تيار المعارضة المدنية،حيث ليس هناك ثمة مشتركات تؤسس لنقطة التقاء بينهم، وتتسع فجوة الخلاف الى حد مقلق، ينذر بتداعيات لا تحمد عقباها .


ويواجه حكم الإخوان بالإضافة الى اشكالية مأزق الهوية،معضلة شائكة أخرى هي الأزمة الاقتصادية المتمثلة بتدهور اداء الاقتصاد المصري، وارتفاع عدد العاطلين،وانخفاض قيمة الجنيه،وتراجع مستويات المعيشة لقطاعات واسعة من الشعب المصري.


واستنادا لما تقدم من معطيات، فان اندلاع ثورة جياع خلال القادم من الايام،يبدو انه استنتاج لا مفر منه،الامر الذي سيضع نظام حكم الإخوان أمام تحديات خطيرة،قد تعصف به في أية لحظة،حيث لم تعد الوعود البراقة من قبل الجماعة تجدي نفعا.

 

 





الاثنين ١١ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة