شبكة ذي قار
عـاجـل










أن ذكرى إحتلال الأحواز في العشرين من شهر نيسان عام 1925 لا يمثل فقط كونه أول بلد عربي تعرض للإحتلال الفارسي الغاشم بمساعدة بريطانية خفية، بل أنه من أوائل الأنظمة الرسمية العربية في مجابه السطوة الصهيونية المتنامية بعد "وعد بلفور" 1917. إذ أن محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين ما بين (1921-1948) توجه في عام 1924 بزيارة إلى الشيخ خزعل بن جابر الكعبي حاكم المحمرة والأحواز ما بين (1897-1925)، طالباً منه العون والمساعدة ضد هجرة يهود أوروبا نحو فلسطين. ولقد وعده الشيخ خزعل بالمال والسلاح، فكانت النهاية له ولإمارته وللأحواز بشكل عام.


بيد أن شعبنا العربي الأحوازي كان ومازال يجابه أنظمة الأستبداد الفارسي من زمن جبروت الحكم البهلوي إلى زمن طغمة الملالي الصفويين. وما إنتفاضة الخامس عشر من آيار عام 2005، والدماء الأحوازية الزكية التي سالت فيها، إلا إحدى محطات النضال الشعبي المنيرة في مسيرة تاريخ الأحواز التحرري.


أن تمسك الأحوازيين بثوابتهم الوطنية والقومية، وإستمرار ثوراتهم وإنتفاضاتهم على طريق التحرر ضد الظلم والطغيان، فإنها تجعل من عقود الإحتلال الطويلة تكون قصيرة إتجاه حياة الشعب الأبي الأصيل. وهذا ما يغيض الفرس العنصريين الذين هم في طور التناقص والإنكماش النسمي أمام نسبة التصاعد للعرب سواء في الأحواز أو في بقية البلدان العربية. فالأعتماد على قوة البطش والتهميش ينتج عنها ثورات وإنتفاضات تنتهي بالنصر على الحيف والجور. وهذا هو منطق التاريخ وحقائقه الساطعة. وإلا لحدث العكس وأمتدت وتكاثرت القومية الفارسية التي هي الآن أقل من الأقوام التركية في إيران، والأقل أمام إجتماع عموم القوميات الأخرى.


أن إحياء هذه الذكرى هي تأكيد على أن أرتال الشهداء في قضية الأحواز هم أحياء حاضرون بنبراسهم المتوهج في ضمير كل أحوازي وعربي غيور، بل وكل إنسان شريف في أرجاء العالم يؤمن بالتحرر والحرية والكرامة. وأن ما تقوم به فصائل المقاومة الأحوازية المسلحة، وكذلك الحركات والتجمعات السياسية هي سلسلة نضالية متواصلة في تاريخ الأحواز الحديث والمعاصر. كما وإن هذه القوى الأحوازية مطلوبٌ منها اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد جهودها وطاقاتها لتشكل ثقلاً قوياً يوازي وتحديات المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة العربية من تدخل سافر للمشروع الصفوي الفارسي الذي يقوده نظام الملالي المسخ.


أن أصالة الشعب العربي الأحوازي، وما يقدمه من تضحيات تلو التضحيات على مدى الثمانية وثمانين عاماً كفيلة بأن تثبت للعالم أجمع مدى إيمانه المطلق بعدالة قضيته. وبقدر ما يتعلق الأمر بالأحوازيين أنفسهم، فإنه يتعلق أيضاً بالعرب حكومات وشعوب بأن تدعم وتساند الكفاح والنضال الأحوازي في تحقيق تحرره من براثن الفرس الحاقدة، ونيل حريته من قيود العبودية المزمنة.


المجد والخلود لشهداء الأحواز الأبرار، وعاشت الأحواز كفلسطين حرة عربية.

 


اللجنة العربية لمناصرة الشعب العربي الأحوازي
لندن في  ١٩ / نيســان / ٢٠١٣
الناطق الرسمي
د. عماد الدين الجبوري








الجمعة ٨ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة