شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد بات من المسلمات ان حكومة الاحتلال العميلة هي في العد التناقصي والتنازلي وهذا الأمر أصبح ظاهرا لا لبس فيه وذلك من خلال النظر الى مجريات الأحداث على الساحة العراقية والساحة الدولية ، فوضع حكومة نوري المالكي في ولايته الأولى هو غير وضعه الحالي ، وان ما حققه من مكاسب ( كما يسميها هو ويتبجح بها ) من نجاح العملية السياسية وحكومة الشراكة الوطنية وقتذاك قد ذهب مع الريح وصار من الماضي وانه في كل يوم يأتي عليه يمنى بخسارة فادحة هي اكبر من التي قبله.


لقد رفضه الشعب العراقي بشيعته وسنته وعربه وأكراده بحيث عجز عن أن يخرج مظاهرة دعم واحدة له عندما تحداه المتظاهرون الأحرار.
وخسر شركائه السياسيين الذين أوصلوه الى ما هو عليه الآن.
وخاض مماحكات وخصومات قوية مع تحالفه وحزبه.
وأما علاقاته الشكلية التي أقامها مع العرب في أيام القمة العربية فقد باءت بالقطيعة والفشل.


وخسر المجتمع الدولي بسبب مساندته للطاغية بشار ونظامه السوري.


ويغني عن هذا وغيره إجماع المحللين السياسيين على تغيير الإدارة الأمريكية سياستها تجاهه ، وقد ظهر ذلك جليا عندما زار اوباما المنطقة قبل شهر تقريبا وكان يفترض ان يقوم بزيارة العراق بسبب تواجد قواته التي ما زال منها الكثير في القواعد العسكرية او سفارته التي تعد اكبر سفارة في العالم ، الا انه رفض زيارة العراق رفضا قاطعا مع أن التسريبات تروي أن المالكي توسل الى اوباما أن يأتي لزيارة العراق لعل ذلك يعطيه دعما عربيا ودوليا فلم يلتف إليه واكتفى بإرسال وزير خارجيته بعد أيام ليوبخ المالكي على تمرير الأسلحة الإيرانية الى سوريا ، وما خفي كان أعظم.


وأمام هذه المعطيات لم يبق للمالكي الا السعي لإنجاح الانتخابات والتي هي فرصته الأخيرة ( وهو جزء من الحوار المسرب الذي دار بين جون كيري وبينه ) لبث الروح للعملية السياسية في العراق والتي هي الآن في أنفاسها الأخيرة.


والغريب أن تدعو شخصية دينية مثل سماحة المفتي للمشاركة الفاعلة في الانتخابات مع علمه وإقراره وتصريحه مسبقا بفساد هذه الحكومة وقيامها على التزوير والتطبير.


إن هذه الدعوة هي بمثابة عملية إنعاش في غرف العناية المركزة ، ولئن تصدر مثل هذه الدعوات عن ما يسمى بالأحزاب الدينية فهذا ليس بغريب عليهم لأننا تعودنا على عمالتهم وخيانتهم وعرف الشعب العراقي انتهازيتهم وأنانيتهم وحبهم الفظيع للمناصب والأموال على حساب الدين والمبادئ والقيم وبيعها بأرخص الأثمان وهذا لا يحتاج الى دليل او برهان ، فهم من مرروا العملية السياسية والتي كان نتيجتها تمكين الفرس والصفويين من العراق والعراقيين الشرفاء ، وهم من مرروا الدستور اللقيط الطائفي اللعين من اجل مكاسبهم الدنيوية ، وهم من تحالفوا مع حزب الحكومة العميلة في اشد الأوقات التي كان يذبح العراقيون فيها على أيدي مليشياتها وأجهزتها الأمنية ، وهم أنفسهم اليوم ينادون بتجزئة العراق وتقسيمه تحت مسمى الفدرالية والأقاليم .


أقول ليس بمستغرب أن تدعوا الأحزاب الدينية الى الدخول في الانتخابات حرصا على مصالحها لما تقدم ، أما أن يخرج المفتي فيدعو الى الذهاب للانتخابات ، والكل يعلم مسبقا أن المالكي قد سيطر على أجهزة الدولة وعاث فيها الفساد وان القضاء أصبح ألعوبة بين يديه وما قضية اجتثاث القاضي مدحت المحمود وإرجاعه عنا ببعيد ، وان نتيجة الانتخابات هذه التي تدعون اليها محسوبة ومحسومة سلفا لصالحه ، فهذا أمر نستغربه ونقف عنده !!


ونتساءل هل يستطيع العراقيون أن يتحملوا أكثر مما تحملوه اذا ظهرت نتيجة الانتخابات المزورة كما حصل من قبل ؟ وعندها من سيتحمل وزر هذا البلد الجريح ؟
كان الأولى وحكومة المالكي في أنفاسها الأخيرة أن تجهزوا عليها بدعوة مقاطعتها وعدم إعطائها مسوغا شرعيا تتبجح به كما تبجحت من قبل ، لا أن تعملوا لها إنعاشا صناعيا.


إن انتفاضة العراقيين الأحرار قد فتت بعضد هذه الحكومة وفضحتها وأضعفتها وأرقتها وكشفت سوأتها أمام العالم ، وهذا السبب الذي جعل المجرم هادي العامري الذي عذب الأسرى العراقيين في السجون الإيرانية بيديه النتنتين أن يخرج بالأمس ويطالب بالخروج الى الانتخابات لإسكات أصوات الشرفاء الأحرار الأطهار والتي وصفها بالأصوات النتنة خاب وخسئ.


إن أصوات المتظاهرين وأهازيجهم وأشعارهم وكلماتهم وخطبهم قد أرعبتهم وأخافتهم وجعلتهم يصرحون بأنهم يحزمون حقائبهم للهزيمة خصوصا بعد إعلان الأحرار شعار ( قادمون يا بغداد ) ، وللأسف الشديد إن الذي حال دون خروجهم الى بغداد بحجة الضرر والفتنة وحقن الدماء هم أنفسهم الذين يدعون الناس اليوم الى الانتخابات مع أن الله عز وجل عجب لمثل صنيع هولاء الأحرار فيما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجب ربنا عز وجل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه ورجع حتى أهريق دمه فيقول الله تبارك وتعالى لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه ).

 

 





الخميس ٧ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ابو الهدى العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة