شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل عشر سنوات خلت،احتل الغزاة الامريكان العراق في 9 نيسان عام 2003، بذريعة كاذبة هي امتلاك العراق اسلحة التدمير الشامل،واسقطوا الدولة الوطنية،وحلوا مؤسساتها، وقاموا بتدمير هذا البلد العريق،في محاولة خبيثة لمسخ وجوده، كيانا وهوية.فعمدوا الى تمزيق نسيجه المجتمعي،باستيلاد عملية المحاصصة البغيضة،بتغليب الهويات الجزئية، الطائفية، والمذهبية، والعرقية، واقصاء الهوية الوطنية،من أجل أن يبقى العراق ضعيفا،ومنهكا،وغير قادرعلى النهوض، والمشاركة مع أشقائه العرب في مواصلة مسيرة تقدم الأمة، والدفاع عن ثوابتها.


ومع ان الدمار كان مروعا،حيث ارتكبت الولايات المتحدة الامريكية ابشع جريمة في التاريخ المعاصر، عندما بدأت غزوها البربري للعراق قبل عشرة سنوات،بالقصف الوحشي بالصواريخ،والطائرات،ومختلف انواع السلاح،الا ان أبناء جيشنا الباسل قاوموا المعتدين الغزاة في معركة أم قصر، والناصرية، وفي معركة المطار في بغداد، مقاومة بطولية نادرة، لا يمكن ان توصف إلا بأنها ملحمة اسطورية لا نظير لها في التاريخ المعاصر.كما ان الشعب العراقي البطل لم يستسلم لواقع الاحتلال المؤلم،حيث شرع بالمقاومة البطولية منذ الساعات الأولى لاحتلال بغداد فجر التاسع من نيسان من العام المذكور. وكان منطق المقاومة العراقية مستندا إلى أن جريمة الاحتلال عدوان اثم، وانتهاك لسيادة البلد،ومس بحرية الشعب،مما يعطي الشعب الحق المشروع في مقاومة الغازي المحتل لتحرير العراق من ربقته.


وقد تحولت هذه المقاومة الاسطورية بفضل الروح الجهادية العراقية، رغم الفرق الهائل في ميزان التسليح لصالح المحتل،إلى واحدة من أعظم حركات المقاومة في المنطقة والعالم،فأجبرت المحتل الأمريكي بعد منازلة أسطورية على الرحيل،وأسقطت تبجحاته الخسيسة بان العراقيين سيستقبلونهم بالورود.


ولعل من الانصاف،والموضوعية، الاشارة الى ان من اهم نتائج منازلة المقاومة الملحمية العراقية للمحتل،إفشال استراتيجية المشروع الكوني الأميركي ، الهادفة إلى تفتيت المنطقة بأسرها،وإعادة صياغة خارطتها من جديد، وتحويلها إلى كيانات مجهرية في مشروع الشرق الاوسط الجديد،ناهيك عما الحقته بالمحتل من خسائر مادية، ومعنوية فادحة،حيث تركت الاقتصاد الأمريكي، وتوابعه الاقتصادات الاوربية، تترنح في اتون ازمة مالية كبرى، قد تطيح بها، وتضع العالم بأسره أمام واقع جديد.

 

 





الاثنين ٢٧ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة