شبكة ذي قار
عـاجـل










تكتسب جولة اوباما القريبة الى المنطقة العربية اهمية خاصة،لأنها ستكون اول زيارة له للمنطقة في ولايته الثانية، حيث سيزور خلالها الكيان الصهيوني،والسلطة الفلسطينية ،والاردن.ومع ان الاحباط الذي يخيم على الساحة الفلسطينية،وان حساسية المتغيرات المتسارعة التي تعج بها الساحة العربية،والإقليمية، تفترض ان يفاجئ الرئيس الامريكي الرأي العام في هذه الزيارة، بإطلاق مبادرة جديدة للسلام بين الفلطسينيين، والكيان الصهيوني،الا ان ما صدر عن اللقائين الذين عقدهما، مع الجالية اليهودية الامريكية،ومع ممثلي الجالية العربية الامريكية،افصح تأكيد اوباما نفسه،على لا يحمل خلال جولته أي مقترحات جديدة، ولن يطرح أي بادرة سلام، ولن يناقش أي ترتيبات تتعلق بموضوع التسوية،وهذا يعني ان اطلاق مبادرة من هذا القبيل ليست في وارد خاطره.كما يلاحظ من تلك التصريحات انه سيؤكد خلال الجولة ( التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل، وسيؤكد المصالح والقيم التي تتقاسمها امريكا مع اسرائيل )، وانه سيؤكد ايضا ( للسلطة الفلسطينية دعمه في مواصلتها بناء مؤسسات ضرورية لقيام دولة فلسطينية ).


وهكذا نجد من هذه التصريحات، ان اوباما لا يحمل في جعبته جديدا، وانه لا ينوي بحث أي ترتيبات جديدة تتعلق بتسوية الصراع العربي الصهيوني.


ولعل الذي يثير الدهشة والاستغراب حقا،هو ما اثارته تصريحات المسئولين الامريكيين من ان اوباما في جولته يعتزم الاستماع والتشاور مع المسئولين الاسرائيليين،والفسطينيين، والاردنيين، حول العديد من القضايا.وواضح تماما ان اوباما هو اكثر رئيس امريكي ملم بخلفية ابعاد ملف الصراع العربي الصهيوني من جميع الجوانب،حيث انه قضى اربع سنوات في البيت الابيض وبالتالي فانه يعرف تماما حقيقة كل المواقف المتبلورة حول هذا الصراع، ومن ثم فهو يعرف ،ما الذي ينبغي عليه عمله لتسوية هذا الصراع،وبالتالي فهو لايحتاج الى تشاور اضافي حول الموضوع.


واذا ما تيقنا من ان اوباما في كامل فترة ولايته الاولى،شانه شان أي من الحلقات الاخرى في الاستراتيجية الامريكية لمؤسسات صنع القرار، كان منحازا عمليا بالكامل الى الكيان الصهيوني على طول الخط، فلا جرم انه في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بمنطقتنا العربية، والاقليمية، لم تعد القضية الفلسطينية،وقضية تسوية الصراع العربي الصهيوني، تحتل أي اسبقية تذكر على اجندة اهتمامات اوباما في ولايته الثانية.


لذلك فان على العرب ان لا يتوقعوا ان اوباما في ولايته الثانية،سيتخذ أي قرارات حاسمة لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي ، اكثر من مجرد الاستماع والتشاور ، في عموميات لا تخرج عن الاستراتيجية الامريكية في ضمان امن اسرائيل ، وتامين تفوقها العسكري ، والتقني على العرب ، والاستمرار في ممارسة نهج الفوضى الخلاقة، في تاجيج الصراعات الطائفية،والعرقية ، والمذهبية ، لإنهاك الحال العربي ، تمهيدا لتشظيته ، وفقا لاستراتيجية الشرق الاوسط الجديد،في سايكس بيكو ثانية ، ابشع من سابقتها.

 

 





السبت ٤ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة