شبكة ذي قار
عـاجـل










بصرف النظرعن طبيعة لقاء ما وصفوا بوجهاء آل السعدون مع رئيس حكومة الاحتلال الطائفية العميل جواد المالكي وهويتهم، فإن موقف آل السعدون الرافض لجريمة احتلال العراق وللتغلغل الايراني، ولعملية المحتل السياسية يبقى موقفا مبدئيا ثابتا غيرقابل للتغيير والمساومة.


هذا الموقف الصلب والمبدئي منطلق من التزام آل السعدون في ثوابت الوطن والمقاومة ومنسجم مع تاريخ عطائهم الوطني وواجباتهم الوطنية والقومية والدينية .


لا يهمنا ما صدرعن المجتمعين بالعميل المالكي من مواقف وتصريحات، فهم في نهاية الامرلا يمثلون الا انفسهم، وهم يتحملون تبعات مواقفهم ولا سيما المؤيدة منها لحكومة العميل المالكي الطائفية ،والتي تختلف عن موقف آل السعدون الرافض لهذه الحكومة والمؤيد لثورة شعب العراق .


محاولة العميل المالكي اليائسة لاستغلال اسم السعدون من اجل تحشيد الولاء لحكومته العميلة ولحرف موقف آل السعدون عن مسارشعبهم ومقايضة مواقفهم وكسبهم ليست الاولى ،فمنذ استباحة قوات الغزو الامريكي الايراني لارض العراق ،سعت سلطة الاحتلال وحكوماتها الى كسب تاييد آل السعدون لمشروعهم القذربمختلف الوسائل والسبل دون جدوى .


ان مواقف أبناء عشيرة السعدون ودورهم في الدفاع عن حقوق شعبهم ومقاومتهم الى جانب ابناء عمومتهم من عرب العراق ضد جميع الغزوات الفارسية ووضد الاحتلالين التركي والبريطاني معروفة ،ويشهد لها التاريخ المجيد لامارة المنتفق.هذا الموقف العاشق للكرامة والحرية والاستقلال تجدد مع دخول قوات الاحتلال الامريكي وعصاباته اراض العراق عام 2003، فوقف ابناء السعدون مع اخوانهم من ابناء شعب العراق ضد مشروع الاحتلال وقاوموه بكل الوسائل المتاحة .


الصفحات المشرفة والمشرقة لتاريخ شعب العراق مليئة بقصص رجال السعدون ومساهماتهم الوطنية، وابرزهم عجمي باشا السعدون الذي قاد سلسلة من الثورات ضد الاحتلال العثماني، وقاد حملة المقاومة والجهاد ضد القوات الانكليزية الغازية ،وغدى مصدر قلق مستمر للانكليز. لقد وصفته المس بيل مرغمة بأنه (لم يترك لنا شكاً حول الطريق الذي عاهد نفسه أن يسير فيه، و كان كالرمح محافظا على هيبته و جلال قدره).، لقد حاول المحتل الإنكليزي استمالته وحاول رجال الادارة البريطانية الاجتماع به اكثر من مره ، لكنه رفض كل دعوات اللقاء واشترط بدلا عنها ان يصدر الانكليز تعهدا علنيا بأستقلال العراق. لقد شكل عجمي باشا قوة مقاومة وجهزها وسار بها صوب الشعيبه ،وقاتل القوات الانكليزية المحتلة في معركة مشرفة حسمت لصالح القوات الغازية نتيجة عدم تناسب الامكانيات العسكرية ، الا ان عجمي باشا رفض الهزيمة وابى ان يسلم نفسه للمحتل او ان يستجيب لاغرائاته الكبيرة ،وبداء في تهيئة مستلزمات الثورة الكبرى التي انطلقت في حزيران من عام 1920 بالتعاون المباشر مع القائد التاريخي عطيه ابو كلل .


ولنا في شهيد العراق البطل الشيخ عواد البندر السعدون مثالا اخر للمواقف الوطنية المشرفة، حيث رفض المساومه على حياته مقابل الشهاده ضد الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين واختار بشهامة وكرامة قل نظيرها والشهاده على بيع الوطن، والتفريط بقيم الشرف والرجولة والكرامة الوطنية.


لقد قاتل هؤلاء الأبطال واستشهدوا الى جانب ابناء عمومتهم من اجل كرامة شعب العراق وحقوقه ، ومن اجل الحفاظ على هويته الوطنية والقومية كجزء من واجبتاهم الوطنية وسيبقون محافظين على هذا النهج مهما بلغت التضحيات.


في قصيدته " ذكرى فتى السعدون "التي انشدها في الحفلة التابينية التي اقيمت لفقيد العراق عبد المحسن السعدون في الحضرة القادرية في الرابع عشر من تشرين الثاني 1930" عبر شاعرالعراق الكبير المرحوم معروف عبد الغني الرصافة عن موقف ابناء شعب العراق ومنهم رجال ابناء السعدون ونسائها من الحرية والاستقال، قائلا:


وإنا لقـــــوم مستقـلون فطرة         إذا أنكـــــــر أستقلالنا منكر ثرنــا
فلوجعلت تبرا سبيكا بيوتنا             ولسنا بحكـــــام أبينا بها الســــكنى
يهون علينا في السياسة أننــا         نصلب في الأعواد او ندخل السجنا
ولسنا نبالي دون احياء مجدنا        أعشنـــــا على وجه البسيطه ام متنا
إذا أدرك المجد المؤثل معشـر        أحـــــــــاد ، فانا نحـــن ندركه مثنــى
نفوساً ورثناها كباراً أبيـــــة          أبت في الدنى أن تحمل الضيم والغبنا

 

 





السبت ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إيمان السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة