شبكة ذي قار
عـاجـل










ما أن سيطر ثوار سوريا على معبر اليعربية بين العراق وسوريا، حتى أنقلب المالكي من الدعم الخفي لنظام بشار الأسد إلى الدخول علناً بالقصف المدفعي ضد جيش سوريا الحر. هذا القصف الذي طال حتى الأبرياء من الشعب السوري، مما دفع بالقبائل العربية السورية القاطنة في المنطقة والمقابلة إلى بلدة ربيعة العراقية، أن تطلق نداءً تناشد فيه الشيخ عبد الله الياور، الأمين العام لحركة العدل والإصلاح، لكي يتدخل لدى الحكومة العراقية بالكف عن القصف الذي طال مدنهم وقراهم، وذهب ضحيته 20 شخصاً بين قتيل وجريح.


رغم أن هذا العدوان ضد الشعب السوري هو بمثابة إعلان حرب من حكومة المالكي، لكن الأخير الذي لا يختلف كثيراً في هذا الصدد عن حسن نصر الله في تنفيذ ما مطلوب منهم إيرانياً. فإن قادم الأيام القريبة سوف تتكشف فيها خفايا ما كانت لتظهر لولا منطق حركة التاريخ الذي يحتم المواجهة والمصادمة بين المشروع الإيراني الطائفي بالمنطقة العربية وبين القوى الحقيقة التي تمثل إرادة الشعب والوطن.


أن سبب هذا العدوان العلني من قوات المالكي على معبر اليعربية السوري، لأنه المنفذ الذي يتم من خلاله تهريب السلاح والمقاتلين والمال والوقود وكل ما يستلزم مساندة النظام السوري الدموي بقمع شعبه جهاراً نهاراً. وأن عذر المالكي في شن هكذا عدوان، بدعوى أن الحرب في الحدود قد طالت مناطق عراقية. وإذا كان ذلك كذلك، فهل يستوجب من المالكي أن يقصف مناطق سورية مدنية؟ ولماذا لغة النار والقتل، والعراق يكفيه ما فيه؟ أم أنها أوامر الولي الفقية خامنئي بتوسيع رقعة الحرب في سوريا؟ خصوصاً بعد تحركات حزب الله على القرى السورية الحدودية.


أن القصف المدفعي على الشعب السوري، يعني أن المالكي قد دخل الحرب علناً لصالح النظام السوري، وعلى الضد تماماً من ثورة سوريا التي تتوق إلى نيل الحرية من قبضة الحكم الأسدي الأستبدادي. كما وأنه إعلاناً صريحاً بتحويل القتال داخل سوريا إلى حرب أقليمية تديرها إيران وتساعدها روسيا. وما قاله المالكي في نهاية شباط / فبراير بأن أنتصار ثوار سوريا يعني حرباً طائفية في العراق والأردن ولبنان. وكذلك ما قاله في شهر كانون الأول / يناير الماضي عند زيارته للبيت الأبيض الأمريكي، بأن النظام السوري لن يسقط، ولماذا يسقط؟ فهي إشارات أولية لتمهيد دخوله في هذه الحرب المصيرية بالنسبة إلى المشروع الإيراني برمته.


أن المالكي أصبح الآن الشريك المباشر لإيران وحزب الله بشن الحرب على الشعب السوري. حيث أن تقدم الجيش السوري الحر على العديد من المحاور والأماكن والمناطق، ومنها بلدة اليعربية ومعبرها الحدودي؛ قد أجبرت المالكي أن يخرج من موقع الوكيل الحربي غير المباشرة، إلى الولوج المكشوف بخط الحرب. وهذا التطور الجديد تكمن خطورته بتوسيع دائرة الإجرام المالكي من الداخل العراقي إلى الداخل السوري بمساندة النظام الصفوي الإيراني.


أن الخطوة المتوقعة التالية للمالكي، أن ينتقل من القصف المدفعي إلى إرسال قواته للدفاع العلني عن النظام السوري، بذريعة أن سقوط النظام سيشكل خطراً فادحاً على العراق. بعبارة صريحة أكثر، أن مخطط الطغمة الصفوية الحاكمة في إيران تأمر أتباعها المرتبطين بمشروعها الطائفي أن تخوض حرباً أقليمية واسعة. ففي حالة الفوز أو الخسارة، فإن القتال وسيل الدماء وخراب المدن والتهجير والتأخر عن مواكبة العصر، تجري كلها على أرض عربية وبشعب عربي. فلا يكفيهم ما جرى ويجري في العراق منذ عشرة سنين، فهم بدؤا مشوارهم مع سوريا منذ سنتين.

 

 

 





الاحد ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة