شبكة ذي قار
عـاجـل










ايها الشعب العراقي الكريم
في بداية كل عام تقولون فيه ان الامور ستاخذ طريقها الى الانسجام وان الفرقاء السياسيين سيتجاوزون خلافاتهم وانويتهم , لاجل ان يتوجهوا الى خدمتكم , وتذليل الصعوبات والعقبات والمشاكل التي تعيشونها يوميا مع السلطة واجهزتها الامنية والخدمية , الا ان جريان الرياح تاتي بما لا تشتهون ولا ترغبون , والسبب في ذلك كله هي اطراف العملية السياسية , لأن لكل طرف فيها اجندته واهدافه وارتباطاته , التي لايستيع التخلي عنها ونبذها كي يتوجه الى مصلحة الوطن والشعب , والجميع يعرف ان ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية قد توزعت بين كتل اسلامية بالاسم , واخرى وطنية بالوصف , وثالثة ليس لها وصف يدل على سماتها وتميزها , وان عيون الجميع شاخصة لما وراء الحدود


لدول الجوار الاقليمي او للدول الابعد منها , وهذه هي مصيبة العراق وشعبه في مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي الصهيوني الذي وقع عليه في التاسع من نيسان /2003, ان السياسيين العراقيين الذين تولوا حكم العراق لم يتخلوا للاسف عن انويتهم ومن ارتباطاتهم التي لو اقسموا صباح مساء ببراءتهم منها لم يصدقهم احد , فجميع العراقيين يعرفون ان اولئك السياسيين كانوا معارضة للنظام العراقي السابق , وقد تباينت بلدان اقامتهم واحتضانهم ودعمهم واعطاء التسهيلات الخاصة بهم وبحركاتهم التي كانوا يتزعمونها او المنتمين لها وكذلك طريقة وصولهم الى الحكم , لقد ظن البعض من ابناء شعبنا وقوى سياسية معارضة اخرى ان خروج الاحتلال مضطرا ومرغما بفعل الانجاز الكبير الذي حققته المقاومة الوطنية العراقية بجميع فصائلها وجيوشها في 31 / 12 / 2011 سيجعل اطراف العملية السياسية الحاكمة يعيدون النظر بكثير من المواقف والاجراءات والسياسات الخاطئة والتي دفع فيها العراقيون ثمنا غاليا وعزيزا , وقد بني هذا الظن على الخطابات والاعلانات الكثيرة التي استعارتها اطراف العملية السياسية , والتي صورت نفسها من خلال تلك الخطابات بانها وطنية وحريصة على العراق ومصلحة الشعب وانجاز استقلال العراق والحفاظ على سيادته الوطنية الكاملة , لكن الاحتلال رحل منذ عام رغم بقاء اجزاء مهمة منه معروفة في الوصف والعدد والعدة , ولا زال العراق وشعبه يئن من اثاره وجراحاته والامه والانكى من ذلك فقد زاد انينه وكثرت جراحاته وازدادت تضحياته بالارواح وبالاموال وتعمقت الامه حيث بلغت نسبة الفقر 37 بالمئة من تعداد شعبه , وهذا لا يتناسب مع بلد يمتلك ثروات نفطية هائلة ويحتل المرتبة الثانية في الاحتياط النفطي العالمي, وتقدر ميزانيته السنوية باكثر من 120 مليار دولار, ان حالة الفوضى وغياب الامن والامان , وشيوع ظاهرة القتل الممنهج والتردي الحاصل في الخدمات واستفحال ظاهرة السطو على المال العام وسرقته , وفقدان الثقة بين اطراف العملية السياسية وصراعاتهم الخفية والمعلنة , والتي بلغت ذروتها الان في تحشد قوات عراقية طرفها الاول قوات الحكومة الاتحادية وطرفها الثاني البيش مركة الكردية التابعة لاقليم كردستان , وهي تنتظر اشعال فتيل الحرب التي سيكون حطبها العراقيين من العرب والاكراد , وهذه دلالة كبيرة على هزيمة وفشل العملية السياسية , وان سياسة تفجير الازمات التي تعيشها الحكومة والعملية السياسية برمتها ستكون لها اثار سلبية خطيرة على العراق وعلى مستقبله السياسي وان الخاسر الاول من كل هذا هو شعب العراق , وان الحل وفق تصوراتنا وبعد فشل كل المشاريع والمحاولات والتوافقات على مدى عشر سنواتة لابد ان يكون حلا جذريا يستند الى قرار الشعب والى قواه الوطنية التي اثبتت الايام صدقها وحرصها على العراق وعلى مستقبله , وعلى اطراف العملية السياسبية ان تعرف ان شعب العراق وقواه الوطنية  لا تستطيع البقاء على هذا الحال , وانها ستقول قولة الفصل لغرض اعادة الامور الى نصابها والحقوق الى اهلها وعلى الله فليتوكل المتوكلون .

 


حركة الدفاع عن عروبة العراق
 ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٢

 

 





الاحد ٢٥ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حركة الدفاع عن عروبة العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة