شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة ظاهرة طبيعية لا ينكرها الا جاهل ( من الجهل ) بوصفها ميزة رئيسة للكائنات الحية على اختلاف انواعها وبها تفرق الاحياء عن الاموات وهي أي المقاومة نعمة ربانية لا ينكرها الا جاهلي كافر جاحد اذ بزوالها تزول الحياة او الاحياء فهي من اسرار بقاء الحياة بأشكالها المختلفة فالكائنات الحية الاكثر مقاومة هي الاقدر على البقاء والاستمرار ( حسب نظرية البقاء للأصلح ) ..


والمعروف عن اجسام الكائنات الحية انها في صراع دائم مع غزاتها وانها تضم صنوفا من المقاومة في مواجهة الغزاة والدخلاء ( تعرف بالعلم بالأجسام الغريبة ) ومن هذه الصنوف الكيمياوية ( افراز الحوامض وانتاج الانترفيرون وتكوين الاجسام المضادة ) والفيزياوية ( الدفاعات التركيبية كالجلد في الانسان ) والبيولوجية ( كريات الدم البيض ) فضلا عن العبوات الناسفة ممثلة بالايسوسومات التي توصف ( بالحقائب الانتحارية ) والخلايا الاستشهادية ( مجموعة خلايا تضحي بنفسها لتطوق مسببات امراض النباتات بمناطق ميتة تمنع انتشار هذه الممرضات الى الخلايا او المناطق الاخرى.


وفي عالمنا المعاصر عمل الانسان ومازال يعمل وبطرائق ووسائل مختلفة على خلق مقاومة او ترصينها في جسمه او في غيره من الكائنات الحية وذلك ادراكا منه لعظمة هذه النعمة في الحفاظ على الحياة وديمومتها وكما كان الشرق والغرب خلال مرحلة الحرب الباردة يصوران ترسانتهما الحربية بترسانات من كريات الدم البيض في مواجهة ترسانات الاجسام الغربية ( الغزاة الطامعين او الغزاة المحتلين وذلك كوسيلة توضيحية في التعليم والأعلام الجماهيري.


ان الغزاة لا مكان لهم في الجسم الحي مادامت المقاومة عاملة وفاعلة وان مقاومة الغزاة حرب شعواء لا هوادة فيها وخضوع المقاومة او نضوبها يعني تمكين الغزاة من الجسم الحي ومن ثم الاطاحة به وهو ما لا ترضاه سنن الطبيعة التي صاغت بأمر الخالق العظيم ان يكون النصر حليف المقاومة والاندحار حليف الغزاة وهذا هو سر بقاء الحياة لهذه ملايين من السنين .


عدا ذلك فأن تقسيمات مثل مقاومة شرعية واخرى غير شرعية وسلمية وغير سلمية وحربية ماهي الا تقسيمات وضعية هزيلة لا أساس لها من العلم والطبيعة بوصف للمقاومة تستمد شرعيتها من سنن الطبيعة التي هي من شأن الخالق العظيم جل وعلا فهي عنوان الشرف فضلاً عن ان المقاومة هي صراع حربي ضد الغزاة انه صراع يتضمن الاعداد والاستعداد ... ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ... ) لمواجهة الغازي والسيطرة عليه ..... انها صراع من أجل الحياة والبقاء ...

 

 

 





السبت ٣ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سيف الدين أحمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة