شبكة ذي قار
عـاجـل










علاقة طيبة جمعت بيني وبين اسر المعتقلين السياسين الذين تم اعتقالهم في الاحداث الاخيرة واستمرت هذه العلاقة طيلة فترة اعتقالهم فلقد كنت حريص علي زيارة هذه الاسر ليس كسياسي لكن كانسان يعلم تماما حجم الاضرار التي يمكن ان تحدث عندما تفقد اسرة احد ابنائها بسبب الاعتقالات في ظل نظام غير انساني كنظام الانقاذ ... كنت حريص علي ان ابعد عن هذه الاسر جزء من الحزن الذي كانو يشعرون به فكنت احمل معي عبارة لم تفارقني طيلة تلك الفترة وهي ( التاريخ لا يعرف السجان ) ... كنت احاول ان ابداء حديثي دائما بذكر ابطال من امثال مانديلا -مارتن لوثر- -جيفارا -عمر المختار -صدام حسين واخرين لهم نضال طويل مع الاعتقالات واحاول في نفس الوقت ان اربط تاريخ هذه الشخصيات براهن معتقلي هذه الاسر فيتبدل الاحساس من الحزن الي الفخر


ظروف عصيبة كانت تمر بها هذه الاسر فبعضهم لم يكن يعلم مكان الاعتقال او حتي ما هو المصير المقبل ... وفي نفس الوقت لم يكن هنالك اعلام حقيقي يكشف خفايا هذه الاحداث فكل ما كنا نسمعه هو ان الامن يطلق سراح عدد من المخربين و للسخرية ايضا الامن السوداني يؤكد عدم وجود معتقلين سياسين هو امر محزن بالنسبة لهذه الاسر فعدم وقوف الاعلام والصحافة بصورة خاصة معهم بل و وصف الصحافة لاسرهم بالمخربين امر يدل علي ان الاعلام السوداني غير جدير بالاحترام وانه لابد من مقاطعته .


نحن كشباب كنا نحاول ان نعكس جزء من معاناة شعب بطرق حضارية تم وصفنا احيانا بالصعاليق واحيانا شذاذ افاق لقد كنت اتابع جيدا ما يتناوله الاعلام في تلك الفترة و لم استغرب لاعمدة الصحافة السودانية التي ثبت بما لايدعو مجالا للشك انها تخدم فقط جهات معينة ... واكثر ما دعاني للدهشة مقال لصحفي يدعي الهندي عز الدين هو شخصية تجمعني به علاقة طيبة واحترمه .


لكن هذا لا يمنع من ان انتقده هذا المقال كان بتاريخ - 28 رمضان- تحدث فيه الهندي عن انسانية جهاز الامن واصفا محمد عطاء بالرجل الانساني فقط لانه سيقوم باطلاق سراح عدد من ( المخربين ) ... الذين لم يقم جهاز الامن لا بمحاكمتهم ولا حتي بتقديم تهمة لهم ... تحدث استاذي الهندي عن ان البشير كان حريص كعادته ان تعم الفرحة كل البيوت السودانية في عيد الفطر المبارك ... وقارن بين الامن السوداني والامن السوري والامن السابق لجهاز مبارك... الهندي اكد في عموده ان البشير لم يقم بعمل غير انساني في فترة الاعياد عبر تاريخه بل يحرص علي اسعاد الشعب دائما في هذه الفترة ... لكن يبدو ان الهندي قد ينسي التاريخ احيانا ولكن التاريخ لا ينسي نفسة ففي نفس الوقت الذي كان يكتب فيه الهندي عموده كانت اسر شهداء 28 رمضان تستعد لا ستقبال اليوم الحزين الذي قام فيه البشير وجهاز امنه ( الانساني ) باعدام 28 ضابط ... وهو نفس اليوم والتاريخ ياهندي الذي تاتي فيه انت و بكل جراءة تصف عطاء والبشير بالشخصيات الانسانية .... عفوا لماذا الرجوع الي التاريخ البعيد الم يكن يعلم الهندي ان قبل كتابة عموده باسبوع فقط سقط عدد من الشهداء في نيالا في نفس الشهر العظيم؟


التاريخ لا يشكر السجان يا استاذي الهندي سيتحدث التاريخ يوما ما عن ابطال اعتقلتهم الانقاذ واخرين اعدمتهم الانقاذ لكن لن يشكر محمد عطاء ولا عمر البشير الا اذا كان التاريخ يكتبه امثالك بحبر انقاذي خالص .... نصحية لك يا هندي ان النظام زائل لكن الشعب باق فاكتب للشعب ... يحترمك الشعب

 

 





الاربعاء ٢ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شريف محمد ضياء الدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة