شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يبدو للعيان أن الانفجارات المتلاحقة والدامية التي شهدتها المدن العراقيه موخرا هي نوع من ردة الفعل العنيفة علي الحكم القضائي بإعدام نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي‏,‏


لكن هذا ليس صحيحا تماما أو علي الأقل مبالغ فيه. وحتي تكون الصورة واضحة فإن ائتلافات الأحزاب الكبري المشتركة في العمل السياسي والبرلماني بعد الاحتلال هي : دولة القانون وزعيمها نوري المالكي رئيس الوزراء, ثم القائمة العراقية ويمثلها طارق الهاشمي ثم القائمة الكردستانية ومنها الرئيس جلال طالباني.


وعلي النقيض من هؤلاء جميعا, تقف المقاومه العراقية التي تعبر عن عدة فصائل اسلامية وقومية في موقف الرفض للعملية السياسية التي أنتجها الاحتلال الامريكي للعراق بكافة مظاهرها.
وبالعودة إلي ملف الهاشمي المحكوم عليه بالاعدام بتهمة الإرهاب, نجد أنه ملف قديم ظل حبيس أدراج نوري المالكي عدة سنوات حتي انتهت صلاحية صاحبه, بعدما حصل علي دعمه في تشكيل الحكومه والبقاء في السلطه منفردا, والآن جاء دوره ضمن مساومة كبيرة علي المستويين الداخلي والخارجي في عملية معقدة أطرافها متشاكسون.


ولاشك إن المشهد في العراق علي المستوي الداخلي يؤشر الي شراكة بين كل من قبلوا بالعملية السياسية في ظل الاحتلال الامريكي في مواجهة المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال في فترة ما قبل الانسحاب الأمريكي, وهو ما يمنح كل طرف فيها فرصة تحقيق مكاسب علي حساب الطرف الآخر, وهو ما يؤدي الي تأرجح الموازين في حسابات المكسب والخسارة الطائفية وفقا لمعادلة رياضية محسوبة بدقة, حتي لو خرج بعض أطرافها عن الخط المرسوم أحيانا.


وعلي المستوي الخارجي فإن الولايات المتحدة التي فشلت حملتها في العراق قبلت أن ترثها ايران باعتبار انها الشريك الذي سيكمل أهداف السياسة الامريكية في المنطقة بدعم ترسيخ تقسيم العراق طائفيا, ومن ثم السعي لتكريس تقسيمه جغرافيا. ولأنها شراكة المشاكسة ايضا في ظل أطماع إيرانية لا تخفيها طهران, ظهرت معالمها بوضوح بعد صمود الثورة السورية التي تدعمها إيران في مواجهة أطماع تركية أخري ظهرت مع رفض أنقره تسليم الهاشمي للحكومة العراقية, لتبدو الصورة متشابكة وربما معقدة اذا ما تداخلت فيها تهديدات إسرائيلية بضرب المواقع النووية الإيرانية.


ويكتمل المشهدبموقف المقاومة العراقية التي تتنامي قوتها يوما بعد يوم وتعلن عن نفسها من حين لآخر, لدرجة أن عراقيين بالخارج يتداولون صورا لقائدها عزة ابراهيم يتجول في شوارع بغداد في رمضان الماضي, عقب ظهوره التليفزيوني المثير للجدل في أبريل, كما بدأت منشورات المقاومة تظهر علي الحوائط والجدران وفي الميادين وزجاج السيارات في قلب بغداد.


ويراهن المحللون علي احتجاجات شعبية كبري قد تجتاح المدن العراقية في ظل فساد مالي واداري الهب ظهور المواطنين, خاصه بعد صمود الثورة السورية وتنامي الاحتجاجات في الكويت والاردن المجاورتين, وعلي أي حال فإن العراق يعيش حالة من حالات الشراكة في ظل المشاكسة,أطرافها من الداخل والخارج وكلها ضد مصلحة المواطن البسيط الذي يعيش بين مطرقة الفساد وسندان القتل.

 

 





الاحد ٣٠ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إبراهيم سنجاب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة