شبكة ذي قار
عـاجـل










 

إن حب آل بيت رسول الله صلى عليه وآله وسلم مسألة واجبة على كل مسلم ومسلمة، فهي فرض فرضه الله تعالى وأعتبره شيئا من تكريم المؤمنين للرسول العظيم ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة بالقربى ) ، وكذلك التزاما وتنفيذا واحتراما لوصية المصطفى فقد ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير يقال له خماً، بين مكة والمدينة فقال: ( أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله " فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال : وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهــل بيتي ) ، كما أن كل مسلم ومسلمة يقول يوميا في صلاته ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) وبها تكمل صلاته، وقد ثبت عن النبي أنه أدار كساءه على علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام، فقال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهير ) .

 

فلا يشك مسلم بأن سيدنا علياً عليه السلام ( كان من أشجع الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده وسيفه وعلمه، ومن أوائل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وهو سيد بني هاشم بعد رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وممن قاتل بسيفه في كل معارك الإسلام عدا تبوك التي لم يحدث بها قتال، حيث أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبقى حاكما وحاميا للمدينة عاصمة الإسلام الأولى ولم يكن راغبا، فقال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أتخلفني بالعيال والنساء؟ فقال له الرسول الكريم: ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ولكن لا نبي من بعدي ) .

 

وكل متبعي المذاهب الإسلامية جميعها يحبون الذين لم يقاتلوا علياً أعظم مما يحبون من قاتله، ويفضلون من لم يقاتله على من قاتله، كسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم وعن كل الصحابة، لأنهم جميعا يعتبرون ( قَتل علي وأمثاله من أعظم المحاربة لله ورسوله والفساد في الأرض ( كما قال ابن تيمية، أي أن من يحارب علي وأمثاله من الصحابة والصالحين هي محاربة لله ورسوله وهو من أعظم الفساد في الأرض، هذا رأي الفقه الديني الصحيح.

 

لكن بعض المضللين وناقصي المعرفة بحكم الفقهاء يجعلهم يصدقون أن هناك مسلما يكره آل البيت أو الصحابة السابقين من المهاجرين والأنصار دون تمحيص وتدقيق، وهؤلاء كمن يصدق الشائعات والدعايات الباطلة والغير صحيحة، وللأسف أن كثير من هؤلاء متعلمين ويستطيعون البحث والاطلاع على الحقائق بأنفسهم، وبإمكانهم أن يحكموا عقولهم في الحقيقي والمدسوس أو الموضوع عن المفتي والفقيه، الذي ينسب إليه ذلك الفعل الباطل، الذي يخرج المرء من الملة كلها وليس يجعله مرتكبا إثماً فقط، ويبدؤوا تداوله كحقيقة ثابتة، ويبدؤون برجم الناس بالفسق والفجور الناس والفقهاء لا على بينة ولكن رجما بالغيب، مما يدخلهم في وزر الضلالة ورجم الناس بالباطل وهذا ما نراه عند الكثير للأسف، فغالبا ما تجد من يحكم على مذهب من خلال مجموعة فتاوي سمعها أو قرأها على موقع من المواقع قد يكون كاتبه أو كتابه لا يتعدون عدد لا يتجاوز ثلاثة أو أفراد قلائل لا يمثلون إلا أنفسهم.

 

وهذا أيضا غير جائز شرعا وعرفا: فشرعا لا تزر وازرة وزر أخرى، وعرفا إن الإنسان مسؤول عن سلوكه بنفسه لا بالنيابة، فلو كان النيابة جائزة بالادعاء لاستطاع أي إنسان أن يدعي أنه يمثل غيره وبالتالي يمكنه أن يستحوذ على حقوقه وأملاكه، ولو كان إدعاء المرجع الديني أو الشيخ الذي يصلى مسلم خلفه بأنه يمثل كل من يتبع ذلك المذهب وأن هؤلاء المسلمين يتبعونه وهو يمكنه أن يحركهم لسقط عنهم الحساب يوم القيامة وتحمل وزر ما يفعلوه هو، ولكن معلمنا ورسولنا وهادينا قال لنا: ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص من أجر أحدهما شيئا إلى يوم الدين، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من وزر أحدهما شيئا إلى يوم الدين ) ، وهذا يعني أن المسلم مسؤول عن الخطأ ولو وجد من يفتيه به، فقد وهبه الله تعالى عقلا يمحص به الحق من الباطل.

 

إن هؤلاء المغالين يرتكبون أخطاء وآثاما مركبة مثلا:

 

1. أنهم يعتبرون محبي آل البيت فقط هم من دون المسلمين وهذا بخس بحق آل البيت ومحبيهم، فمحبي آل البيت والصحابة السابقين السابقين هو كل المسلمين وليس جزءا منهم.

2. فهمهم هذا يجعلهم في خانة المشككين في إيمان المسلمين وتدينهم كون حب آل البيت فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهذا أمر منهي عنه ومحرم على المسلم.

3. إن نشر هذا القول الباطل هو سعي للفتنة، وقد وردنا متواترا بحديث رسول الله وعن سيدنا علي: ( الفتنة نائمة لعن الله موقظه ) .

4. هذا غلو وتطرف وهو أيضا محرم ومنهي عنه في نص آيات القرآن: ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) ، فإن كان الغلو في الدين منهي عنه فكيف الغلو في حب المؤمنين.

 

أللهم إني قد نصحت وذكرت وأنت القائل ( وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) ورسولك القائل: ( الدين النصيحة ) ، فاشهد أنك خير الشاهدين.

 

 





الجمعة ٢٧ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة