شبكة ذي قار
عـاجـل










يستذكر العراقيون الاماجد ، وأبناء الامة العربية ، والشرفاء في العالم اجمع ، في التاسع من نيسان عام2003 ، الذكرى التاسعة ، لقيام الادارة الأمريكية وحلفائها ، باحتلال العراق.وذلك بعد ان قامت بأوسع حملة تضليل للرأي العام العالمي.حيث اعتمدت ماكنة اعلامية ضخمة ، وظفت لها امكانيات مادية واقتصادية وسياسية هائلة ، وغذتها بمعلومات مفبركة عن دعم العراق للإرهاب ، في محاولة لشيطنته ، وتشويه صورته الحضارية في الذهن العالمي.ولما لم تصمد هذه الكذبة المفبركة امام حقائق التدقيق لواقع الحال ، عمدت الى تلفيق مزاعم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل.وعندما ثبت ان العراق لا يمتلك اسلحة تدير شامل ، بعد ان اثبتت ذلك فرق التفتيش الدولية ، لجـأت الادارة الامريكية عندئذ ، الى اختراع فرية نقل الديمقراطية للعراق والعمل علي تحريره من الدكتاتورية ، فأقرت قانون تحرير العراق ، لتبرر قيامها بارتكاب أبشع عملية غزو لاحتلال العراق ، قادتها مع حلفائها من الدول الأخرى ، بلا سند قانوني ، أو مبرر شرعي ، منتهكة بذلك القانون الدولي ، وكل الاعراف الانسانية والأخلاقية.وبذلك المسلك الشرير ، قامت بتمرير اكبر جريمة حرب عرفها التاريخ المعاصر.حيث غزت العراق واحتلته عسكريا ، من دون الرجوع الى الامم المتحدة لاستصدار قرار ، يشرعن لها القيام بهذا العمل.


وقد مارس جيش الاحتلال الامريكي منذ ان وطأت اقدامه ارض العراق ، أبشع جرائم القتل ، والاعتقال ، والتهجير ، والمحاصصة الطائفية ، وتفكيك مؤسسات الدولة ، وحل الجيش ، والقضاء على بناه التحتية ، وتعريض الشعب العراقي للويلات والدمار ، فسالت دماء ، وانتهكت اعراض ، واستبيحت مقدسات ، وعمت الفوضى ، وفقد الامن في البلد ، وساد البؤس ، وهيمن الشقاء ، وتحول العراق بفعل ممارسات الاحتلال المشينة ، إلى أكثر دول العالم خرابا وفساداً.وباعتماد الحاكم المدني بريمر سيء الصيت ، لنظام المحاصصة المقيت ، في مسعى مريب منه ، لتجزأة الشعب العراقي الى مكونات ، وطوائف هزيلة ، وتقسيم العراق بالفدرلة إلى اقاليم كسيحة ، لإخراج العراق من معادلة التوازن الاقليمي ، وتعطيل تأثيره الفاعل في الصراع العربي الاسرائيلي بالكامل ، وضمان الهيمنة الامريكية ، على الثروات الإستراتيجية ، والموارد الطبيعية في العراق ، ولاسيما النفط والغاز ، احتاطيات وانتاجا ، بجانب ترسيخ التواجد الميداني الأمريكي في العراق ، كبؤرة مركزية للتواجد الاستراتيجي الامريكي في المنطقة ، كماعكسه واقع حال انشاء السفارة الامريكية في العراق ، التي تعتبر بمثابة قاعدة امريكية عملاقة متعددة الاغراض ، تتجاوز مجرد كونها بناية عادية لمقر السفارة ، لإدارة الانشطة الدبلوماسية المعتادة.


ولعل اخطر واقذر عمل قام به المحتل الامريكي ، اضافه الى جرائمه التي تمت الاشارة اليها ، هو اعتماده استراتيجية طمس الهوية الوطنية والعربية للعراق ، وكنس الموروث التاريخي والحضاري لشعبه.فقد تم نهب الاثار ، وتدمير الشواخص الاثرية ، وإقرار مبدأ المحاصصة ، كمنهج عمل يقود الى إلغاء مفهوم الوطن والأمة ، ناهيك عن إثارة الصراع المذهبي بين الطوائف ، والعرقي بين ما اسموه المكونات.اما حرمان المواطن من ابسط الخدمات ، وانتشار الامراض والتشوهات الخلقية ، بفعل استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، واليورانيوم المنضب ، فهي جريمة اخرى تضاف الى جرائم المحتل الامريكي البشعة.


لذلك فأن الاحتلال الأمريكي للعراق ، هو جريمة حرب ، وابادة جماعية ، فككت دولة العراق ، ودمرت كافة بناه التحتية ، الاقتصادية ، والثقافية ، والاجتماعية ، والتراثية ، وحطمت كيانه ، ومزقت شعبه ، وزيفت ، هويته.وهي جرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم الزمني وفقا للقانون الدولي ، وتضع مجرمي الحرب المحتلين ، تحت طائلة المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي ارتكبوها بحق العراق.وبالرغم من سطوة الهيمنة الامريكية في الساحة الدولية ، فأن هناك اصواتا بدأت ترتفع هنا وهناك ، تطالب بمحاكمة دولية ، لجرائم الاحتلال الامريكي للعراق.

 

 





الاربعاء١٢ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة