شبكة ذي قار
عـاجـل










الصرح الثقافي والفني والاعلامي في العراق له تاريخ وجذور تنتمي للعراق وفق التصورات التي بدأها ذلك الصرح بالنشأ الاولى قبل نشوء بذرات خلقت لاجل تفتيت ثقافة الوطن الواحد والشعب الواحد لتتحول الى ثقافة واعلام الانتماءات الخاصة منها الطائفية والحزبية والقومية المتطرفة ..لم يعش العراق منذ عقود طويلة خرابا وجهلا ثقافيا واعلاميا كما يعيشه الان وتحت مسمى الديمقراطية ...

 

هل تسمح الديمقراطية الى ابداء الاراء المتطرفة لاجل تفتيت وحدة شعب عاش الاف السنين متصاهرا ..

وهل تسمح الديمقراطية لتغليب ثقافة الحزب والطائفة والقومية على ثقافة الوطن ..

وان كانوا يشيعون ثقافتهم العنصرية المركونة على دفاتر عنصريتهم بكل الاتجاهات التي تنال من وحدة شعب ..

 

هنا نعود الى خلفية 9 سنوات من الاحتلال و تغليب ثقافة ديمقراطية الاحزاب والتيارات العنصرية ..لتتحول كلا منها الى دكاكين تبيع كيفما يشاء انتماء الشخص في ثقافته ليلبس لباس تحت ثقافة الحزب العنصري او الطائفي ..وكما قلنا عندما تتحول ثقافة واعلام الدولة الى ثقافة ترسيخ الطائفية والعنصرية اذا نحن الغينا مبدأ الديمقراطية ..

وان كانت الديمقراطية تعتمد على الاغلبية الطائفية او العنصرية التي تفرض بالسلاح والقتل ..فتلك هي دموية وليست ديمقراطية ..

 

يذهب الكثير من الاعلاميين والفنانين والمثقفين ممن انتموا الى المؤسسات والدكاكين الاعلامية والثقافية المدفوعة الثمن بما فيها المؤسسات التي تنتج الدراما ..وهؤلاء ذهبوا نحو استغلال الوضع والابتعاد الكلي عن ماهو يبني الشخصية الوطنية الحقيقية ..وهل من المنطق ان اتحرك بأتجاه الشهرة باي توجه من تلك التوجهات بما فيها الدراما وكتابها والاغاني والموسيقى بما فيها من توجهات ..ان يستغل الشخص ويتحرك كيفما يشاء التيار اليوم ..بعدما كان بالامس من اشد من يعملون ويصفقون لكل الانظمة التي تعاقبت على العراق ..

 

اذن اين محرك الشخصية الحقيقية التي تتحول الى جزء مهم من قيادة المجتمع وكونه ينتمي الى تيار ثقافي او اعلامي او جماهيري .

اذن هنا سقطت الشخصية في خندق محصور اما من اجل مجد على برك الدماء او مجد على قصص وهمية لاصحة لها وانما كانت من صنيعة لتشويه الانظمة والشعوب لسرقة تاريخها بكل مفرداته واليوم شاهد جديد صنيعة الثصورات التي تسمى ثورات الشعوب العربية وشاهدنا لعبة الاعلام القذرة ..فكان البعض من هؤلاء ينساق خلف مجد باتجاه طائفي وكما شاهدناه في عدد كبير من الاعمال التي تكرس الى تاريخ طائفي وعنصري كما في اعمال كثيرة من الدراما الفاسدة التي ساهمت في تكريس الطائفية والعنصرية وساهم كثير من الكتاب بذلك ومازالوا مستمرين بزرع السموم الطائفية من اجل خلق قصص للاجيال القادمة على ان العراق هكذا كان يحكم ..لكنهم لم يطلعوا الاجيال ..على التاريخ الغربي ماذا فعل بالعراق منذ عقود من الزمن ..9 سنوات من الاحتلال وكتاب الدراما الفاسدين والفنانين والاعلاميين والمثقفين من الطائفيين ممن كانوا جزءا من مسيرة الدولة العراقية على مدى عقود من الزمن وقد اجزم ان اغلبهم كانوا من المستفيدين ..

 

واليوم ايضا يتحركون وفق خريطة الطريق المرسومة لهم وللعراق باتجاه الخريطة الطائفية والعنصرية لتقسيم الشعب لذلك هم ايضا تحركوا بذلك الاتجاه بثقافتهم ...علما ان اغلب شعوب العالم دوما تنظر للمثقفين والمبدعين والاعلاميين وتتحرك باتجاه مسارهم ..لكننا لاحظنا منذ الاحتلال واتجاهات الاعلام والثقافة والدراما والموسيقى قد تكون 1% اخذ اتجاه نحو رفض الاحتلال وتكريس جهده الثقافي والاعلامي لدعم المقاومة العراقية ..بل على العكس دوما ..يطلق اعلام خريطة الطريق الطائفية والعنصرية جملا ومفردات تاخذ للتقليل من اي مقاومة ضد الاحتلال من خلال ربطها بالارهاب من اجل مكاسب خاصة لهذه القناة او تلك ..وكذلك الموسيقى والغناء والدراما التي اخذت منحى خطرا جدا وبالاخص في كثير من القنوات التي واضحة التوجه طائفية وبامتياز تحت عباءة الوطنية ..وتكحيل قناتهم ببعض التوجهات مثلا محاولة استضافة شخصا يتحدث عن المقاومة للاحتلال ومن خلاله ايضا يحاولون تشويهها ..وعندما نسمع ونشاهد الدعايات الاعلامية للاعمال الدرامية لتلك القنوات وصرفت عليها ملايين الدولارات حسب قولهم في النتيجة يخرج ذلك العمل الدرامي بمحصلة رسالة سيئة تحت عباءة الوطنية لارسالها للاجيال القادمة التي تعمل تلك القنوات على تثقيف على الاقل جيل او جيلين على قصص غير واقعية ولم يبنى على اسس صادقة وانما بنيت على اسس مؤدلجة سياسية طائفية او عنصرية قومية ..وشاهدنا ذلك واضحا باعمال تلفزيونية كثيرة من على قنوات التلفزيونية العراقية الناطقة بالعربية والكردية وحتى التركمانية منها تاخذ منحى اتجاهها العنصري والطائفي ...

 

وفي ذات خارطة الطريق المفرقة للشعب لعب كثير من الكتاب والادباء والفنانين لبناء مجد لهم على برك دماء العراقيين و مساهمتهم بتكريس الطائفية على اساس كتابة اعمال تمجد احزاب عميلة لعبت دورا قذرا على مدى عقود من الزمن من التآمر على العراق وشعب العراق واوصلته الى هذه الخارطة الطائفية التي تقف على بركة العراق الدامية ..

 

لكنهم هل استطاعوا ان يكونوا فعلا حيادين مواطنين عراقيين خالصين للتاريخ العراقي المشرف لمقارعة اي احتلال شهده العراق ...هل اتجهت اي قناة تلفزيونية او مؤسسة اعلامية ثقافية لتتحول الى موجة ضغب ضد الاحتلال بكل توجهها الكامل ..منها من يدعي عراقية بامتياز ..لكنها كانت قد بنيت على الارث الطائفي وعلى الارث العنصري ..وناخذ على سبيل المثال ..قناة العراقية والتي تدعي اسمها عراقية منذ نشاتها بعد الاحتلال اخذت منحى وتوجه طائفي مقيت بكل اعمالها وبرامجها وشخوصها ..

 

والبغدادية تدعي انها المتميزة والمطلوبة وانها تدافع عن حقوق الشعب ....اسالها سؤالا ..اليست حقوق الشعب بمقارعة الاحتلال من خلال القناة ...اما اعمل على مبدأ ( خذ وعين ) اعتقد هذا تكريس طائفي ..وعرفت عنها اعمالها الدرامية ( امطار النار وسنوات النار والدهانة وقميص من حلك الذيب وابو طبر وغيرها ) وغيرها من الاعمال ويؤسفنا ان يتماشى الفنانون دون دراسة تاريخية للعمق الدرامي للرسالة التي تريد القناة او المؤلف ارسالها او قد يكون مالك القناة ويحاول ان يصل الى مايريد ..وكانت واضحة المعالم تريد ان تعمل على تكريس مبدأ الاضطهاد الطائفي ..وعلى مبدأ اضطهاد الطائفة الشيعية او اضطهاد الطائفة السنية وغيرها من الرسائل السيئة التي ساهمت بشكل فاعل في تفريق وحدة الصف العراقية ومن خلال برامجها السيئة وانتقاءها لشخصيات تعمل على تكريس الطائفية ..

 

وقناة الفرات والفيحاء التي لاشغل لها غير الضرب على الاوتار الطائفية المقيتة وتشويه صورة عقود من بناء الشعب على اسس الوطنية وحب الوطن قبل حب الانتماء الاخر هذا لايعني ان تترك انتماءك الشخصي ..لكن كل المجتمعات التي تحمل نفس صفات المجتمع العراقي عملوا جاهدين من اجل جمع صف الوحدة المجتمعية العراقية ..وهؤلاء عملوا على مدى 9 سنوات من تفريق الوحدة المجتمعية العراقية ..

 

والقنوات الاخرى الكردية والتركمانية ..اما هذه فلا علاقة لها بالعراق ومايحدث للعراق كل همها ..المقابر الجماعية وغيرها من الجرائم التي هم كانوا السبب الذي يقف خلفه منذ البدء ان كانت هنالك حقيقة لتلك المقابر ..تحت وطئة الاضطهاد العرقي كما يسمونه ..

 

وكتاب وفناني المنفعة في كل زمن ..ماذا تتصورون من كاتب دراما يدعي الوطنية وهو لايمت لها سوى على اساس التقية ..والتقية اليوم لاتعمل على التيارات الطائفية الدينية فقط وانما بدأت تعمل على التيارات السياسية العلمانية واخطر مايحرك الانسان عندما يستخدم التقية السياسية في العمل السياسي لتحقيق مآرب معينة والقومية العنصرية المتمثلة بالتيارات السياسية العنصرية والدينية العنصرية ..

 

لذلك اتجه الكتاب كما كانوا سابقا تحت مبدأ التقية من اجل المال والشهرة ..وعمل عليها فنانون كثر في كل الاتجاهات والاختصاصات الفنية .. كتاب وصل الى الشهرة بسبب الانتماء الطائفي ..وممثلون اخذوا ذات المنحى وفوجئنا كنا نعرفهم كنا من خلال شاشة تلفزيون العراق ومن خلال المسرح العراقي وفرقة المسرح الحديث والفرق الاهلية عندما كنا نذهب لمشاهدة اعمالها تحت مسميات فقط تحولوا الى مسميات بكنى اخرى على سبيل المثال ( الموسوي والمالكي والجعفري والنجفي والكربلائي والقريشي والياسري والبهادلي ) وغيرها ..علما كنا نقرأ اسمائهم سابقا عبر التلفزيون او الكتب دون القاب ..هل اصبحت ثقافة الوصول للشهرة من ثقافة الالقاب ..ولماذا لايكنى اي منهم مثلا بالعراقي او على الاقل يبقى تحت اسمه الاصلي ..اذن يعمل مع خريطة تفريق المجتمع ..والخطورة تكمن في تفريق المجتمع الفني والثقافي والاعلامي لانهما جزء من قيادة المجتمع ...

 

قبل كم يوم وانا اشاهد التلفزيون وظهر الفنان عزيز خيون من على برنامج استراحة الجمعة في لقاء .. وانا استمع اليه ..ليقول ويتحدث عن انهيار الصرح الثقافي العراقي وكان يخص المسرح العراقي ..بالتاكيد ومن خلال متابعتنا كعراقيين للمسرح العراقي بعد الاحتلال كرس للاعمال الطائفية واللتي تزرع الطائفية وكانت واضحة المعالم من خلال اغلب الاعمال التي قدمت كانت تشخص مواضيع تابعة لتيارات معينة واتجه اغلب الفنانين المعروفين للعمل بها وتمجيدها .. انطلاقا منما يقال بالعراقي ( هذا يومهم ) وليس يوم العراق ... وقبل فترة ايضا وانا اشاهد التلفاز مقابلة مع مخرج او كاتب لااعرف لكن قدمة المقدم على انه مخرج مسرحي يحاوره عن ( مايسمى بالمسرح الحسيني ) وعلى شاشة قناة بلادي التلفزيونية الخاصة بابراهيم الاشيقر الذي اصبح جعفري لاادري هل هنالك مسرح حسيني ..ليخرج لنا عمالقة المسرح العراقي ..الذين نعرفهم ليشرحوا لنا اين هو المسرح الحسيني ,,,وهل تحولت التعازي على ذكرى استشهاد الامام الحسين الى مسرح وهل نحن الان في قمة ازمة تفتيت المجتمع وحساسية هذا الموضوع الدينية لكي ناخذه باتجاه الفن بهذه الصورة البشعة التي قدمت كما يرويها المخرج الضيف الطائفي بامتياز ولاادري كيف منحت كلية الفنون الجميلة العريقة درجة الامتياز لهذا المخرج في شهادة الماجستير في المسرح الحسيني ..وسمعت منه جملة خطرة تنسف العراق وتاريخه ( ليقول ان ركائز المسرح في تاريخ العراق يعتمد على المسرح الحسيني ) وهذه ضمن دراسته في الماجستير ( يبدو ان ماجستيره من سوق مريدي )

 

وانا ادرك ان الامام الحسين (ع) استشهد سنه 61 هجرية اي قبل حوالي 1370 عام واعلى سمة من ان يتحول الى عنصر تفرقة للمجتمعات الاسلامية ..وعلمنا ان العراق له تاريخ في الفنون وكما هو معروف للمسرح العراقي القديم عبر الالاف السنين .. وشاهد على ذلك وجود المسرح البابلي وغيرها من الشواهد كملحمة كلكامش التي كانت تدرس في المدارس والجامعات ..

 

اهذه هي الثقافة العامة لبناء المجتمع العراقي ..اهذا هو المسرح العراقي ..اهذا هو الغناء العراقي ..اهذا هو الاعلام العراقي .. اهذا ...اهذا ؟؟؟؟؟سؤال اطرحه للجميع واخص بالذكر كل الواجهات الاعلامية والثقافية والدرامية والصحف والمجلات ومنظمات المجتمع المدني المصنعة بعد 2003 ..واقول لهم ....

 

اين العراق ..واين تاريخ العراق ... واين امجاد العراق الثقافية .. واين تاريخ الفنانين الذين ركزوا دعائم الفن العراقي واين الدوائر الفنية والثقافية العراقية ... واين الفنانين والمثقفين والاعلاميين العراقيين المخلصين للعراق ... متى تنهضون من سباتكم الطائفي ومتى تتخندقون في خندق العراق وخندق الوطنية ... بعيدا عن التمسك الطائفي .. وتقولون انه تمسك طائفي وطني .. واقولها لكم ..انها تمسك طائفي على بركة دماء العراقيين .. ولن يرحمكم التاريخ ... وارحموا تاريخ العراق ولاتطمروه على تاريخكم الطائفي والعنصري .. لاننا نهضنا بتاريخ عراقي اصيل يجمع الوحدة المجتمعية العراقية ..

 

 





الخميس٠٩ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فائق عمر محمد امين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة