شبكة ذي قار
عـاجـل










شهد الاسبوع الأول الذي أعقب الإعلان عن ( نهاية ! ) الإنسحاب العسكري الأمريكي في العراق بداية مرحلة جديدة من مراحل الصراع الفكري والعقائدي والبرامجي في المنطقة العربية ومنها العراق والذي أخذ عدة أوجه منها :

 

- الصراع العراقي ..الذي تطور بين الحلفاء العراقيين الذين ( يتشاركون في السلطة ) و ( يختلفون في مفهوم الشراكة في العملية السياسية ) والذي تأجج عند إعلان مجالس محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار رغبتها بتشكيل الأقاليم ليتطور شكل وطبيعة وحجم الصراع فجأة وبلا تدرج تصاعدي لتتهم الحكومة العراقية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهمة الارهاب والقتل والتفجير ودعم المجموعات الارهابية وتوجيهها ورعايتها ثم أعقب ذلك إبعاد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك وإيقاف عمل وزير المالية رافع العيساوي ..وبذلك لم يتبقى من قيادة القائمة العراقية غير من ينتظر الدور!..

 

هذا التحرك السريع رافقه تصعيد يومي من قبل قائمة دولة القانون لتعبر حمى الصراع فورا حدود العراق فتبادر كل من تركيا وإيران للتدخل في وصف المشكلة العراقية ..

تركيا من جانبها قالت على لسان رئيس وزرائها أردوغان بأنه ( لن تبقى صامتة أزاء التأجيج الطائفي وما تقوم به الحكومة العراقية من تهميش وتسقيط ) .. وإيران من جانبها جعلت العراق بكل تأريخه وقدراته ومكوناته لايتحرك الا وفق الارادة الايرانية كما قال قاسمي وما ختم به السفير الايراني في العراق بقوله : ( إن إيران لن تسمح بإنشاء أقالبم في العراق ) !..

هذين الموقفين بلورا أيديولوجية الدولتين المجاورتين للعراق ..

 

موقف الوائق من وجوده وتأثيره !!.. وموقف المتحسب من ضياع دوره !!..

وكما قلنا أن كل من تركيا ولإيران وإسرائيل وأمريكا هي الدول التي تراقب وتهتم وتتدخل بشكل او بآخر فيما يجري في الدول العربية ومنها العراق.

 

- التصعيد العربي .. والمتمثل في المواجهة بين مَن ينظر بعين التقليد لتجارب مجاورة ويقود حملات التظاهر ورفع سقف المطالب في الصراع مع السلطة في بلدان عربية بعد تخلي الولايات المتحدة عن ( الحال العراقي المتأزم وترك الحلفاء يتصارعون على السلطة بإستخدام كل الوسائل مشروعة كانت أم لا! ) وكذلك سكوتها على التحديات الإيرانية .. وترك حلفائها التأريخيين يتساقطون أمام أول نسمة سبقت الإعصار الربيعي العربي !..

علينا كعرب أن نؤمن بترابط أوجه التحديات ومصادرها وتوجهاتها ..

 

والذي تحسس ألم العراقيين ومعاناتهم وما تحملوه يعرف ان جسد الأمة واحد وما يصيب أطرافه يصيب كل الجسد .. إن لم يكن اليوم فغدا ..

وإن الذي يجري في العراق اليوم ليس ببعيد عما يجري في اليمن وسوريا والسودان ومصر والبحرين .. بل وفي كل مكان ..

لأن الذي أصاب العراق كان قد جرى نتيجة لمواقف كل الدول ومنها دول المنطقة .. وخاصة الشقيقة .. والمجاورة وخاصة إيران ..

وإن الذي يطمع في العراق .. يطمع في المغرب وسلطنة عمان ..

ومن ينصح ويخاف على العراق .. ينصح ويخاف على السودان والاردن ..

 

ومن يقف مع شعب العراق سيقف مع شعوب دول المنطقة .. أما من ينظر لأرض العراق وثرواته وشعبه كغنيمة فلن يكون يوما حليفا مخلصا لشقيق ..

وسيكون الإيمان بأن الثورة على الطغيان والتسلط والنهب والقمع حق مشروع لأي شعب .. فسيكون من الإنصاف أن ننتصر لهذا الحق في كل مكان .. وعندما تقيدنا الحدود فعلينا ان نلجأ الى القلب الذي تتجاوز نبضات حبه كل الوديان والسهول والجبال ونقاط الحدود ..

 

وسيكون من الحكمة والتعقل ان نعرف كيف نودع الحب في قلوبنا وان نختار لمن نجعله ينبض ..

وان نختار بصدق القلوب الممزوجة بحكمة العقل .. هل نقف بجانب المعارض أم بجانب الحاكم ..

وأن لايكون حكمنا قالبا يسري على الجميع وفي كل مكان .. فالذي يصح هنا قد لا يصح هناك ..

فكثير من المعارضين ثوار بحق .. والبعض من المعارضين مشاغبين ومدفوعين لإشاعة الفوضى ..

لنجعل قلوبنا وضمائرنا وعقولنا تختار .. وعلينا أن نكون ناصحين ..

لأننا سنتحمل ما تختاره قلوبنا وضمائرنا وعقولنا وإن كنا بعيدين ..

وإن أخطأنا في الإختيار والنصح .. سنقف مع الطامع ..

وعندها ستكون كل أحكامنا وأقلامنا وكلماتنا لا تعدو عن حماقات ستكلفنا الكثير ..

 

 





الاربعاء٠١ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كامل المحمود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة